وسط الظروف الصعبة
خاص | هل هناك خطة مختلفة لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
قال مدير مركز ابداع المعلم رفعت الصباح، إن العام الدراسي الجديد يختلف عن كافة الأعوام السابقة، إذ يتعرض قطاع غزة لإبادة التعليم، كما يستمر هذا النهج في الضفة الغربية عبر تدمير البنية التحتية وحتى الفكرية لمنظومة التعليم.
وأضاف الصباح في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، إن الاحتلال يمارس الترهيب والتدمير والمنع والتحريض، وهذا يهدف إلى ضرب البنية الأساسية لمنظومة التعليم الفلسطينية، مؤكدا أن هناك تحديات عالية جدا أمام الفلسطينيين.
واعتبر أنه لا يمكن التصدي لهذا العدوان على المنظومة التعليمية إلا بموقف مجتمعي عام، إذ لا تستطيع وزارة التربية والتعليم وحدها مواجهته، وبالتالي يجب أن تكون التحضيرات "وطنية" بمعنى ألا ننساق وراء قضية إغلاق التعليم.
وأشار الصباح إلى فكرة "التربية الشعبية" التي كانت سائدة خلال الانتفاضة الأولى، والتي كانت فكرة للتصدي لسياسات الاحتلال بإغلاق المدارس في ذلك الوقت، مؤكدا على أن ذلك الوقت شهد حفاظا على العملية التعليمية.
ويرى الصباح أن التعليم ليس فقط تدريس الطلبة الرياضيات والعلوم وغيرها، بل أيضا تدريسهم كيفية التعامل مع الحياة في الأزمات والحروب، لافتا إلى وجود الكثير من تداعيات الحروب مثل الأمراض والمشكلات الاجتماعية والنفسية.
خطة طوارئ الوزارة
وأوضح أن خطة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بنيت على "خطة طوارئ" وبالتالي الأوضاع ليست طبيعية، بالإضافة إلى الوضع السياسي والمالي، مؤكدا أن المنظومة ككل تتعرض لضغوطات سياسية ومالية هائلة.
وقال الصباح إن خطة الطوارئ أو أي خطة لا يمكن أن تنجح بدون أن يكون المعلم هو الأساس فيها، مشيرا إلى أن ما جرى هو وضع خطة من الوزارة سيكون فيها التدريس الوجاهي بشكل اعتيادي أينما يكون هناك إمكانية.
وأضاف أن الوزارة أعطت حرية للمديريات للتحرك حسب الأوضاع، وهو أمر مهم جدا، على اعتبار أن "الحكم الذاتي" في حالة الطوارئ مهم جدا، ولكن يجب إعطاء المديريات حكم ذاتي بشكل أوسع مما تم منحه من قبل الوزارة.
إدماج المجتمع في التعليم
ودعا الصباح إلى إدماج المجتمع في التعليم دون الرجوع إلى وزارة التربية والتعليم، من خلال تقوية مدراء التربية والمحافظين عبر إعطاء مساحة للتعامل بشكل دائم، والتعامل مع التدخلات مع الحركات والمؤسسات المجتمعية.
ولفت إلى أن هناك قضايا يجب ان تتجاوز العمل المكتبي والذي يمكن أن يساهم في إعاقة العملية التعليمية، وبالتالي إعطاء مدراء التربية المساحة والأفق ليتمكنوا من خلال التحرك فيه، وإعطائهم صلاحيات أوسع.
استعادة الثقة
وأكد الصباح في حديث لـ "رايـــة" أن استعادة الثقة من أهم الخطوات التي يجب أن تعمل عليها الوزارة، ووزارة الرتبية لا تستطيع العمل وحدها على ذلك؛ وبحاجة لمساعدة السلطة الوطنية كنظام سياسي لتحقيق ذلك.
وتابع: "في اللحظات الصعبة والأزمات، تتخلى الناس عن مصالحها الفردية ويجب التخلص منها (..) أعلم صعوبات الحياة وأن المعلمين يواجهون مشاكل وخاصة فيما يتعلق بالرواتب، ولكن يجب تجاوز ذلك والتفكير وطنيا".
واعتبر الصباح أن إلهاء وزراء التربية والتعليم الآن مع بداية العام الدراسي، في إضرابات وتخويف الناس يصبح عامل طارد وليس جاذب ولا يعطي أي نتيجة، لأن الوضع سيء ويزداد، وبحاجة إلى وقوف الناس مع بعضهم.
وأكد أن هناك نقاشا يجري بين المؤسسىات لإعادة تنظيم أنفسنا في قضية التعليم، من خلال مبادرات خاصة لتقوية وتمكين الطلبة ومساعدة مديريات التربية وخاصة في جنين، وهذا يشير إلى أن الناس أحيانا يسبقون الوزارة.