اللجنة الشعبية لراية: 15 ألفا بقوا في مخيم جنين ونرفض "مراكز الأيواء"

يواصل جيش الاحتلال عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، والذي أسفر عن استشهاد 19 مواطنا، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة لتدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية.

رئيس اللجنة الشعبية في مخيم جنين محمد صباغ، قال إن جنين تتعرض لأعنف عدوان منذ 20 عاما، ويأتي في سياق سياسة ينتهجها الاحتلال وهي فرض الأمر الواقع، من خلال ضرب كافة مقومات الحياة لتفريغ المخيم من المواطنين.

واعتبر صباغ في حديث عبر شبكة رايـــة الإعلامية، أن سياسة الاحتلال أصبحت معلنة وواضحة ولم تعد خفية والإعلام العبري والمسؤولين يجاهرون بهذا الأمر، مشيرا إلى أن ذلك يعد مقدمة لما هو آتٍ لمخيمات الضفة الغربية.

كارثة إنسانية وبيئية بالمخيم

وأَوضح أن العدوان المستمر على مخيم جنين خلّف كارثة إنسانية وبيئية يصعب تقدير حجمها في ظل استمرار العدوان، لافتا إلى أن ما يصل من أنباء يؤكد بأن الوضع مأساوي داخل المخيم، وبحاجة لجهود كبيرة لتعزيز صمود الناس.

وأفاد صباغ أن الاحتلال يقوم بعمليات تفجير للمنازل وضرب البنية التحتية بما فيها الكهرباء والماء وشبكات الصرف الصحي، ويستخدم سياسة الحصار لبعض الأحياء من أجل الضغط عليهم لترك منازلهم وتهجيرهم من المخيم.

"جيل الشباب متمرد"

وتابع: "جيل الشباب في مخيم جنين هو جيل متمرد حتى على هذا الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه، وهناك مساعي سواء بتنسيق أو بدون؛ ومخاطرات من قبل جيل الشبان هذا من أجل إيصال الاحتياجات للأهالي داخل المخيم.

وشدد على أنه يتم تقدير ظروف الناس وخاصة بما يتعلق في بحثهم عن الأمان والحماية لعائلاتهم لذلك يخرجون من المخيم، ولكن بقي في المخيم ما لا يقل عن 15 ألف مواطن، وهذا يعزز ثبات الأهالي وتحملهم للضغوطات.

وأكد صباغ في حديث لـ "رايـــة" أن الخدمات ما زالت مقطوعة عن المواطنين بمخيم جنين، والصيانة التي تحدث في شبكات المياه والكهرباء تتم في مدينة جنين ومحيط المخيم فقط، ولكن داخل المخيم يصعب إجراء ذلك.

وبيّن رئيس اللجنة الشعبية أن هناك حاجة لحالة من الهدوء وإنهاء العدوان الإسرائيلي من أجل إعادة ترميم البنى التحتية وشبكات الخدمات وإعادة تأهيلها مجددا، حتى تعود الحياة لطبيعتها داخل مخيم جنين حتى ولو بالحد الأدنى.

عدد النازحين من المخيم

وأوضح صباغ أن عدد المواطنين الذين أجبروا على النزوح من منازلهم في مخيم جنين يتراوح بين 3 - 4 آلاف مواطن، وجزء منهم بحالة مرض شديد وأمراض مزمنة وأطفال ونساء، وهي فئات لا تقوى على تحمل الحصار.

وشدد على رفض إقامة "مراكز إيواء" للنازحين من جنين على اعتبار أن صداها على الذاكرة الفلسطينية غير مقبول، ومن يخرج من المخيم يتم تأمينه في بيوت عند أقاربه أو معارفه أو أصدقائه مؤقتا "ولا نريد تكرار مشهد النكبة".