قوات الاحتلال تعيق عمل المهام الإنسانية التابعة للجمعية في جنين
تعرب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن بالغ قلقها وخيبة أملها إزاء تقليص الاحتلال المساحة الإنسانية لعمل الجمعية، خلال الاقتحام المستمر في شمال الضفة الغربية، على وجه الخصوص في محافظة جنين.
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي على مدار ستة أيام متتالية من اقتحام مدينة جنين، منعها لسيارات الإسعاف التابعة للجمعية من الوصول للمصابين والمرضى في مناطق مختلفة من المدينة، أبرزها مخيم جنين، بالإضافة لمنعها وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.
وفي السياق ذاته استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر سيارات الإسعاف التابعة للجمعية، وقامت بإطلاق النار عليها لمنعها من الاستجابة للنداءات الإنسانية، ما أسفر عن إصابة مسعفين اثنين من الطواقم الطبية وطبيب متطوع أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني.
وتحذر الجمعية من المخاطر الناتجة عن العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال بشكل متواصل ودون توقف، منذ خمسة أيام ضد مدينة جنين ومخيمها وقراها، والذي يحمل السكان وطأة الهجمات، خاصة وأن الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال في المساكن والممتلكات والبنى التحتية والكهرباء وشبكة المياه، جعل المنطقة برمتها غير صالحة للسكن ولا للمعيشة، عدا عن منع وصول الإمدادات الأساسية إلى المتضررين، وغير القادرين على الحصول على الخدمات الطبية الضرورية لبقاء المواطنين على قيد الحياة داخل المدينة والمخيم والقرى المحيطة.
كما ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف التابعة للجمعية، من نقل المصابين والمرضى وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة ونساء في حالة المخاض، إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وتجدد الجمعية دعوتها للمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والتدخل، لضمان التزام الاحتلال بمسؤولياته بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تلزم دولة الاحتلال مسؤولية ضمان حصول المدنيين على الرعاية الطبية داخل الأراضي التي تحتلها؛ كما أن الحفاظ على المساحة الإنسانية داخل مناطق الاقتحام أمراً ضروريا، تقع مسؤوليته الرئيسية على القوة القائمة بالاحتلال بموجب القانون الإنساني الدولي.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، تلتزم الجمعية بواجبها الإنساني للاستجابة لاحتياجات المواطنين الإنسانية والإغاثية، والتي يقوم الاحتلال بمنعها بشكل متعمد، الأمر الذي جعل مهمتنا الإنسانية مستحيلة.
وتطالب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي بالتحرك لوقف انتهاكات الاحتلال بشكل فوري، وتحذر من العواقب الإنسانية الكارثية المحتملة جراء العدوان واسع النطاق على جميع مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة.