ضغط أمريكي جديد
باحث لراية: الإضراب في إسرائيل لا يكفي و"نتساريم" سيحسم الأمور
عم الإضراب الشامل، صباح الإثنين، كافة مناحي الحياة في إسرائيل، بدعوة من اتحاد نقابة العمال "الهستدروت"، سعيا لدفع حكومة نتنياهو، إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بعد إعلان العثور على جثث 6 منهم.
الباحث في الشأن الإسرائيلي أمير مخول، قال إنه رغم الإضراب الواسع والهبة الشعبية الكبيرة في إسرائيل، فإن العلامات الأولية تشير إلى أن نتنياهو ما زال متصلبا في موقفه ولا يتراجع بشأن التوصل إلى صفقة تبادل.
واعتبر مخول في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن الشيء الأساسي الذي ظهر أمس، من خلال الهبة الهائلة نسبيا في التظاهر ونوعية الغضب والاستعداد لنفسية العصيان المدني كان ملفتا للنظر، ويدفع لاستفاقة المعارضة.
وأضاف أن ما يحدث في إسرائيل لا يدفع حتى الآن؛ لانكسار حكومة نتنياهو، بل يدفع المعارضة للاندماج أكثر في حركة الاحتجاج، مشيرا إلى أن انهيار الحكومة قد يحدث اذا استقال وزراء أو انسحب حزب من الائتلاف.
وتابع مخول: "نتنياهو يعيش في مرحلة من مساحات الراحة النسبية وذلك بسبب ضعف المعارضة وتشتتها، ولكن من دون شك هذه التظاهرات لها مفعول لأنها تحظى ليس فقط من المعارضين بل من بعض الأطراف المؤيدة له".
ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي أن الأمور لم تحسم بعد، إذ سعت الحكومة الإسرائيلي بشكل حثيث لإفشال اضراب "الهستدروت"، معتبرا أن "طول النفس" لهذا الإضراب هو الأساس والذي قد يكون حاسم لفشله أو نجاحه.
ولفت مخول إلى أن التظاهرات والاحتجاجات الحاصلة في إسرائيل لا تطالب بوقف الحرب وليست مشغولة بالهدنة بحد ذاتها، وإنما مشغولة فقط بإعادة الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة ولا شيء غير ذلك.
مقترح أمريكي "جديد وأخير"
وحول ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، قال إن ذلك يحمل رسالة أمريكية إلى إسرائيل بأنه ستستخدم وسائل ضغط.
وبيّن مخول في حديث لـ "رايـــة" أن الولايات المتحدة هي من أوصلت إسرائيل لهذا الوضع بحيث تستطيع أن ترفض كل المقترحات وأن يتمكن نتنياهو أن يعوّض كل القرارات والاحتمالات للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى صفقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة الآن ستستخدم أي وسيلة من وسائل الضغط التي تملكها، وهي تستطيع أن تحسم القرارات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى ولكنها لم تقم بذلك، والآن أصبحت الإدارة الأمريكية في وضع حرج.
ولفت مخول إلى أن هناك انتخابات قادمة في الولايات المتحدة وتريد أن تحوّل واشنطن الاهتمام نحو الانتخابات، لافتا إلى أن الجولة القادمة قد تكون الأخيرة وقد يحدث تفاقهم للأوضاع وتضطر الولايات المتحدة للتدخل.
واعتبر أنه لا يمكن التعويل على الموقف الأمريكي في هذه المرحلة، لأن واشنطن هي من أوصلت الأمور عمليا إلى هذه النقطة، مؤكدا أن بنيامين نتنياهو يعرف نقاط الضعف للإدارة الأمريكية ويستغلها بشكل ممتاز.
محور "نتساريم" هو النقطة الحاسمة
وأوضح مخول أن التواجد العسكري الإسرائيلي في غزة يبدو أنه يتواصل ولا يوجد إمكانية لوقفه سوى في "الصفقة الجزئية المؤقتة"، مؤكدا أن التواجد في محور نتساريم هو الأمر الحاسم وليس محور فيلادلفيا ما يروّج.
وأشار إلى أن إسرائيل تعيد تنسيق سيطرتها على قطاع غزة وتحويل التواجد إلى احتلال، من خلال إقامة نوع من الإدارة المدنية وبناء بنية لمؤسسات احتلالية تعمل في القطاع، وهذا يشير إلى أن الأمور لا تتجه نحو الحل.