رغم الاجتماعات الأخيرة
صحيفة: مفاوضات غزة متوقفة ونتنياهو يريد استمرار الحرب
قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإبرام صفقة أسرى مُتوقفة على الرغم من الاجتماعات التي عقدتها فرق العمل التقني نيابة عن إسرائيل، و حماس ، والدول الوسيطة.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن المحادثات حول الصفقة لا تتحرك إلى أي مكان، لأن "الاتفاق الآن لا يتوافق مع مصالح الطرفين: لا زعيم حماس يحيى السنوار ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .. أولئك الذين يبلغون مرارا وتكرارا عما يسمى بالتقدم يقعون فريسة للتفاصيل التكتيكية الدقيقة ويتجاهلون الوضع الاستراتيجي". وفق قولها.
وأضافت: "في الصفقة الأولى نهاية نوفمبر الماضي، سعت حماس إلى التخلص من أعباء وجود أكثر من 100 امرأة ومراهق وطفل لديها .. ووافقت على إطلاق سراحهم مقابل "صفر" انجازات .. ما أفرج عنهم 300 أسير فلسطيني هم من صغار السن والذين لا يقضون أي محكوميات سوى لعدة أشهر أو عامين بالأكثر".
وتابعت هآرتس: "حماس حينها كانت على قناعة بأنها نجحت في دفع إسرائيل إلى الزاوية وأن المفاوضات ستستمر وسيتم التوصل إلى صفقة أخرى بشروط أفضل بكثير وأنه ستتوقف الحرب ولن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى جنوب قطاع غزة حينها .. ومن الناحية العملية انفجرت المفاوضات عندما حاولت حماس في اليوم الأخير من الصفقة الأولى الانحراف عن شروطها وعادت إسرائيل إلى القتال في أوائل ديسمبر وهاجم الجيش الإسرائيلي خانيونس بعملية برية وفي مايو تبعها بهجوم على رفح".
وأوضحت، "أبدت حماس تدريجيا قدرا من المرونة في صياغة الاتفاق وعلى هامش القضايا الرئيسية .. ووافقت حماس على أن يتم تنفيذ الصفقة على مراحل وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي لكن المفاوضات لم تكتمل لأكثر من ستة أشهر .. وبعد أن وافق نتنياهو على ما يبدو لفترة قصيرة على الامتثال لعروض الوساطة الأميركية تراجع عنها لاحقا".
وتضيف الصحيفة العبرية، أن الأميركيين يرغبون في الحفاظ على انطباع إيجابي عن التقدم بغض النظر عما يحدث في الواقع .. ويبدو أن حماس لا تنوي أن تكون أكثر مرونة لأنها تخوض معركة البقاء ومن وجهة نظرها .. في حين أن نتنياهو لا ينوي الاستسلام في إطار الجهود المبذولة لإبقاء حكومته على قيد الحياة.
وختمت "هآرتس" قائلة: "في كل مرة يبدو أن هناك تقدما قد تم إحرازه، يحرص نتنياهو على أن ينقل لحماس أنه لا يوجد حقا ما يمكن الحديث عنه، ويصر على عدم الانسحاب من نتساريم وفيلادلفيا ويريد استكمال الحرب. نتنياهو بحنكة كبيرة يحبط أي فرصة للتقدم ويبدو أنه مهتما باستمرار الحرب بشكل أبدي، وهو في طريقه إلى الانتخابات بعد أكثر من عامين يريد الإبقاء على نار الحرب المستمرة في غزة .. في الوقت الحالي يفضل على الأرجح تجنب تصعيد كبير مع إيران وحزب الله في الشمال .. وفي كل هذا لديه شريك على الجانب الآخر .. هو يحيى السنوار الذي يتصرف وفق اعتباراته الخاصة".