بعد “يقظة فلسطين”.. ماكلمور يلغي حفلته في دبي احتجاجاً على تورط الإمارات بحرب السودان
نشر موقع “هوليوود ريبورتر” تقريراً عن إلغاء مغني الراب الأمريكي ماكلمور حفلة له في دبي احتجاجاً على الدور الإماراتي في الحرب الأهلية بالسودان.
وفي التقرير، الذي أعدته زوي فيليبس، جاء أن المغني أعلن، عن إلغاء عرضه المقرر في تشرين الأول/أكتوبر بدبي، مشيراً إلى “تورط الإمارات العربية المتحدة بحرب السودان”.
وقال المغني إن القرار جاء من رغبة “للدفاع عن أكثر الجماعات تهميشاً في العالم”.
وقال صاحب أغنية “حب مماثل” إنه توصّلَ للقرار بعد “عدة نقاشات مع المنظمين الذين أثق بهم وقراءاتي الخاصة”.
وحثّ المتابعين له لقراءة بيان مطوّل برّر فيه قراره ونشره على منصات التواصل الاجتماعي.
وبدأت الحرب في السودان نتيجة للصراع على السلطة بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في نيسان/أبريل 2023.
وقال ماكلمور إن “الأزمة في السودان كارثية”، مشيراً إلى حصيلة القتلى بـ 150,000 شخص، وإن “أكثر من 10 ملايين شخص شردوا، وملايين يواجهون المجاعة، وانتشار العنف الجنسي”.
وقال: “في الوقت الذي أسهمت فيه عدة قوى خارجية بالأزمة، إلا أن المناصرين والمنظمين والصحافيين والمسؤولين تحدثوا مراراً وتكراراً عن تمويل الإمارات لميليشيا الدعم السريع كعامل رئيسي” للحرب.
واعترف المغني بموقف “هز الكتف” أو اللامبالاة من الكثيرين حول العالم والطريقة التي تعاملوا فيها مع الحرب، قائلين: “على أية حال، ما هو الفرق الذي سنحدثه نحن كأفراد؟”، لكنه رفض الموقف، وقال: ” لقد تم تكييفنا عمداً لنكون غير مبالين بالقضايا التي تقع خارج احتياجاتنا الشخصية”.
وقال إن “مأساة الشعب الفلسطيني أيقظت العالم”، و”شاهدنا الناس حول العالم يحتجون بالملايين، ويقيمون معسكرات في الجامعات وينشرون المعلومات حول منصات التواصل الاجتماعي، والتي لم توثق الإبادة الجارية منذ 10 أشهر فقط، بل والتطهير العرقي والاحتلال في فلسطين منذ 75 عاماً”.
وأصدر ماكلمور، في أيار/مايو، أغنية “قاعة هند”، وهي أغنية مؤيدة لفلسطين، وأثنى فيها على تظاهرات الطلاب في الجامعات، وانتقد رد الرئيس جو بايدن على الأزمة.
وقال ماكلمور: “في نهاية المطاف عليّ أن أسأل نفسي، “في النهاية ما هو قصدي كفنان؟”، مضيفاً: “خلال الأشهر العشرة الماضية، كنت أتعلم الدوافع التي تغذي الإبادة الجماعية، ونظام الاضطهاد العالمي. وتم إعادتي مراراً إلى أن [تغليب] المصلحة الذاتية على المصلحة الجماعية هي الأساس، فالرأسمالية هي الغراء الذي يربط هذه الأيديولوجية معاً. وإذا أخذت المال وأنا أعلم أن هذا لا يتماشى مع روحي، فكيف أكون مختلفاً عن السياسيين الذين كنت أحتج ضدهم بنشاط؟ وكيف يمكنني أن انتقد غاضباً افتقارهم للنزاهة، بينما أتنازل عن نزاهتي؟ كيف أكون مختلفاً عن البلدان التي تضع الدولارات والسلطة فوق حياة الإنسان؟”.
وأنهى ماكلمور بيانه برسالة عن “القوة الجماعية”، قائلاً: “على الرغم من أن تفكيك القمع النظامي ربما لن يحدث بالكامل خلال حياتي، فإن تحليلنا الجماعي يتطور”، و”هنا يبدأ الأمر، فعندما ندرك أن تحريرنا الفردي هو تحرير فلسطين، تحرير السودان، تحرير الكونغو. نكتشف أننا مدعوون في هذه اللحظة للدفاع عن الناس الأكثر تهميشاً في جميع أنحاء العالم. وللتخلي عن رفاهيتنا ووفرتنا من أجل السعي الجماعي لتحقيق الحرية والسلامة للجميع. ما الذي نحن على استعداد للمخاطرة به من أجل اقتلاع الأنظمة التي تعتمد على الإبادة الجماعية لتحقيق مكاسب مالية؟”.
وأثار إعلان ماكلمور الانتباه للدور الذي تلعبه الإمارات في الحرب الأهلية السودانية، في الوقت الذي أكدت أبو ظبي أنها لم تقدم الدعم لقائد الدعم السريع المعروف بحميدتي. ولكن خبراء الأمم المتحدة قالوا، في كانون الثاني/يناير، إن لديهم أدلة “موثوقة” عن إرسال الإمارات أسلحة إلى الدعم السريع، وأكثر من مرة من شمال تشاد. وفي جلسة لمجلس الأمن، في حزيران/يونيو، اتهمت حكومة السودان المحاصرة الإمارات بتسليح الدعم السريع، فردَّ ممثل الإمارات غاضباً مطالباً ممثل السودان التوقف عن “الاستعراض”.
ولم تقدم وزارة الخارجية الإماراتية أيّ رد على بيان ماكلمور يوم الأحد، وأعلن فيه عن إلغاء حفلته في دبي، وأنه سيعيد ثمن التذاكر.
المغني: عندما ندرك أن تحريرنا الفردي هو تحرير فلسطين، تحرير السودان، تحرير الكونغو. نكتشف أننا مدعوون في هذه اللحظة للدفاع عن الناس الأكثر تهميشاً
وقال الفنان إنه استجاب لدعوات عدد من الأشخاص الذين دعوه للتضامن مع السودان، ومقاطعة الإمارات، لدورها في “الإبادة الجماعية الإنسانية المستمرة”.
وقال ماكلمور: “أعرف أن هذا سيعرض حفلاتي المستقبلية بالمنطقة للخطر، وأكره أن أتخلّى عن المعجبين بي”، و”كنت متشوقاً، ولن أغني هناك إلا في حالة توقفت الإمارات عن تمويل وتسليح الدعم السريع”.
وأضاف: “لا أستطيع الحكم على الفنانين الذين يقدمون حفلات في الإمارات، ولكنني أطرح هذا السؤال على زملائي الذين من المقرر أن يغنّوا في دبي: إذا استخدمنا منصاتنا لحشد التحرر الجماعي، فماذا يمكننا أن نحقق؟”.