أكثر من 200 طفل فلسطيني يعانون من التهاب الكبد في أحد مخيمات دمشق
يعاني أكثر من 200 طفل من التهاب الكبد، نتيجة تلوث المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام، في مخيم دنون للاجئين الفلسطينيين في ريف العاصمة دمشق، جنوب سوريا.
وأفاد المسؤول في“مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” فايز أبو عيد، بان الأطفال المصابين بالمرض كانوا قد شاركوا في النوادي الصيفية التي نظمت رحلات ترفيهية إلى المسابح، حيث يحتمل أن تكون المياه فيها ملوثة، و”عدم تغيير تلك المياه بشكل دوري يعرض الأطفال لابتلاع المياه الملوثة، مما ساهم في انتشار المرض نتيجة لعدم الالتزام بمعايير النظافة الشخصية في المسابح”.
وتراوحت أعراض التهاب الكبد لدى الأطفال بين الحادة والمتوسطة، بحسب المتحدث الذي أكد “انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد من النوع E، والذي ينقل بشكل رئيسي عبر البراز نتيجة شرب المياه الملوثة، ويُطرح في براز الأشخاص المصابين”. وعادة ما تشفى العدوى تلقائياً دون الحاجة لعلاج خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع. ويناشد أهالي مخيم خان دنون مستوصف وكالة الأونروا للكشف عن الحالات المصابة ومعالجتها، خشية انتشار العدوى بشكل أكبر بين الأطفال. كما يطالب بإرشاد الأهالي حول كيفية الوقاية، بما في ذلك منع الأطفال من الخروج من المنزل للحفاظ على سلامتهم، والتزامهم بالحجر الصحي لمنع انتقال الفيروس إلى الآخرين.
كما يطالب الأهالي بتوفير العلاج الفوري للأطفال المصابين بالتهاب الكبد لتجنب تفاقم الأعراض وانتشار العدوى، خاصة بين النساء الحوامل، بينما يشهد المخيم تفشياً لعدد من الأمراض الخطيرة، كفقر الدم المنجلي.
الطبيب المختص بأمراض جهاز الهضم الدكتور حسام عباس، تحدث في لقاء مع “القدس العربي” عن مرض التهاب الكبد الوبائي، اليرقان (الأبو صفار) الشائع، وعن أسباب انتشار العدوى في مناطقنا حيث قال عباس: الشخص الذي يكتسب العدوى لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد عدة أيام.
وأضاف: “بين اكتساب العدوى وظهور الأعراض ينتقل فيها المرض بشدة من دون انتباه، بسبب شيوع السكن المزدحم (مخيمات، معسكرات) نتيجة لظروف الحرب، وشيوع الاعتماد على مياه الآبار التي لا تحقق بعضها شروط العقامة”.
وقال الطبيب المختص: “ينجم المرض عن عدوى بفيروس يسمى فيروس التهاب الكبد a، حيث تحصل العدوى بهذا الفيروس عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوث بالفيروس (خضار أو فواكه غير مغسولة جيداً، لحوم غير عقيمة أو غير مطبوخة جيداً، مياه الآبار غير المعقمة أصولاً، المثلجات، الثلج، البيض). وقد تنتشر الإصابة بشكل أوبئة، حيث تنتقل العدوى بين أفراد الأسرة، في المدارس والمخيمات والمعسكرات”.
ويشكو المريض، بحسب الطبيب، من ألم بطني قد يكون شديداً، وقيء، وإسهال أحياناً، وارتفاع في درجة الحرارة، تعب عام وإرهاق، حكة، بول غامق. ويظهر اللون الأصفر (اليرقان) بعد عدة أيام، وأحياناً لا يظهر أبداً.
وأضاف: “المرض غالباً سليم، يشفى خلال عدة أسابيع، لكن في حالات قليلة قد يكون خطيراً. أما الأعراض التي تدل على الخطورة: اضطراب الحالة العقلية، المظاهر النزفية (كدمات، نزوف من اللثة). وهنا لا بد من طلب المشورة الطبية في البداية لتأكيد سبب اليرقان (هنالك أسباب أخرى كثيرة لالتهاب الكبد)، وعمل الفحوصات اللازمة، ثم تحديد مكان العلاج المناسب (المنزل أو المشفى)”.
وعن العلاج، قال معظم الحالات تشفى خلال عدة أسابيع، وأحياناً يستمر المرض لعدة أشهر، ولكن لا بد من الراحة المنزلية في الأيام الأولى، والعلاج العرضي، إضافة إلى تغذية جيدة مع تجنب الدهون (سمنة، زبدة، مقالي) كونها تزيد أعراض المغص والقيء.
وعن الوقاية، قال الطبيب: “غسل الأطعمة بشكل جيد، التأكد من عقامة مصدر مياه الشرب (فلترة، كلور، إلخ،) والاهتمام بغسل اليدين جيداً خاصة بعد الخروج من الحمام، ولا ضرورة للعزل الصارم للشخص المصاب، لأن المشاركة في المجلس والمصافحة لا تنقل المرض”.