الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:36 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:52 PM
العشاء 6:08 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الإعلام الإسرائيلي ما بين هندسة الوعي العربي وتصدير الرواية الصهيونية

تدعو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، لمقاطعة قناة i24 الإسرائيلية، تماماً كمثيلاتها من وسائل الإعلام الإسرائيلية الصهيونية العنصرية والضالعة في تبرير وتمجيد نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) والاحتلال العسكري الإسرائيلي، وحتى الإبادة المستمرة لشعبنا في قطاع غزة المحتل والمحاصر.

فكما ورد في معايير مناهضة التطبيع في الإعلام المتوافق عليها من قبل الغالبية الساحقة للمجتمع الفلسطيني، بما فيها القوى الوطنية والإسلامية والنقابات المهنية والاتحادات الشعبية:

"التفاعل العربي (بما فيه الفلسطيني) مع وسائل الإعلام الإسرائيلية الصهيونية يعد تطبيعاً. ولذا، تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة المثقفين/ات والأكاديميين/ات والسياسيين/ات والنشطاء/الناشطات العرب (بمن فيهم/ن الفلسطينيون/ات) لعدم النشر في أو إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية المتواطئة، بما فيها الصفحات الرسمية الإسرائيلية في وسائل التواصل الاجتماعي (مثلاً، صفحة "المنسق" والمتحدث بإسم جيش الاحتلال)". 

ولطالما وقفت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بجرأة ضد التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي وفنّدت ادعاءات السياسيين والصحفيين وغيرهم الذين يشاركون في التطبيع الإعلامي بحجج واهية لا تنطلي على أحد.

إن كان التطبيع الإعلامي مداناً دائماً ويشكل خطراً على نضالنا من أجل حقوق شعبنا غير القابلة للتصرّف، وعلى رأسها تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرر الوطني، فهو في زمن الإبادة الجماعية المستمرة الإسرائيلية، ومن أشكالها اغتيال الصحفيين الفلسطينيين بأعداد غير مسبوقة، يُعدُّ تجاوزاً لجميع الخطوط الوطنية والأخلاقية. كما يعدّ مشاركةً في التغطية على اغتيال الاحتلال لأكثر من 160 شهيداً صحفياً حتى تاريخه، والذين فاقوا مجموع الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام مجتمعتين، فلا يُعقل أن من يُسكِتَ أصوات الحقيقة في غزّة مُهتّم ببثّها من الأستوديو الخاص به. 

كما تؤكد الحملة، أن الادعاء القائل بأن قناة i24 هي قناة "دولية وليست اسرائيلية" أو أنها "لا تتبنى السردية الاسرائيلية"، لهو ادّعاء باطل وكاذب. حيث تُعرِّف القناة عن نفسها بأنّها شركة إعلامية إسرائيلية دولية، تأسست عام 2013 في مدينة يافا المحتلة، ولها مكاتب في الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية التي تقودها أنظمة استبدادية غارقة في التطبيع. تعتزّ القناة بدورها في تصدير الرواية الصهيونية والدفاع عنها، وتصف نفسها على أنها "القبة الحديدية في وجه الصحافة العالمية". 

يشرح الكاتب والباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، أنطون شلحت، دور قناة i24 قائلاً: "[إن] مساهمة هذه القناة في الحرب العدوانية [الإسرائيلية] الحالية تجاوزت حتى المساهمة المعطوبة لمعظم وسائل الإعلام الإسرائيلية. وإذا ما كانت مساهمة هذه الأخيرة تكاد تكون منحصرة- وإن باستثناءات قليلة- في زيادة الضبابية والغموض أكثر من المساهمة في الكشف والإيضاح، فإن قناة أي 24 نيوز تعدّت ذلك إلى تبرير وسائل القوة المفرطة التي استعملتها آلة القتل والعدوان الإسرائيلية خلال الحرب وما تزال". 

في الواقع، لا يمكن فصل الصّحافة الإسرائيلية عن المزاج العام في الشارع الاسرائيلي، فهي تتأثر به وتؤثر فيه، وتتحول في الأزمات والحروب الى ناطق عسكري باسم الجيش والأمن، وتبدأ بالنفخ في أبواق الحرب، وتكرّس نفسها لخدمتها، ويعمل الإعلام تبعاً للأهداف التي تريدها المؤسسة الأمنية-العسكرية الاستعمارية. كما يعمل جزء من الإعلامين الإسرائيليين البارزين في هذه المؤسسة أو تربطهم صلات مباشرة مع ضباط المخابرات. ومن المفارقات التي تعكسها تغطية وسائل الإعلام الاسرائيلي كذلك أن مختصي الشؤون العربية والفلسطينية يؤدون دوراً مهماً في "هندسة الوعي" التي تعتمدها، من خلال علاقتهم بالمؤسسة الأمنية-الاستخباراتية أو عبر انتمائهم الى تيارات دينية قومية لا تخفي فاشيّتها تجاه الفلسطينيين. ولا يجب أن يغيب عنا أن الإعلام الإسرائيلي "إعلام أمني مجنّد" مرتبط بالأجهزة الأمنية الاسرائيلية، اذ.

إن صراعنا مع هذا العدو يمتد الى كل المساحات، ومن ضمنها الإعلام، وواجب الصحفيين والمحللين والسياسيين والمثقفين الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً العمل على تحصين بيتنا العربي من محاولات تطبيع العدو وجرائمه وحربه الإبادية، بدل الهرولة إلى الأستوديوهات الإسرائيليّة التي تزداد تطرفاً وفاشية وعدم اكتراثاً بما نطرحه.

ختاماً، فإننا نجدد دعوتنا لمقاطعة وسائل الإعلام الإسرائيلية الصهيونية كونها سلاحاً خطيراً يستخدمه العدوّ ضد شعبنا ونضالنا.

Loading...