خاص| ما آليات تعزيز صمود اللاجئين بمخيمات الضفة؟

سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر شبكة رايــة الإعلامية الضوء على آليات تعزيز صمود اللاجئين في مخيمات الضفة. وذلك في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المتصاعد.

عماد زكي رئيس لجنة الخدمات الشعبية لمخيم بلاطة، تحدث عن تداعيات وأثر العدوان المتكرر على البنية التحتية وقدرة اللاجئين على تسيير حياتهم العامة.

وحذر زكي من أن هناك تداعيات خطيرة إذا بقي المجتمع الفلسطيني وكل التنظيمات تنتظر تداعيات النتائج النهائية.

وقال: "العالم يتحدث عن غزة متروكة وحدها من العالم العربي والإسلامي، وأيضا المخيمات تترك وحدها في ظل قتل وحصار اقتصادي وسياسي واجتماعي صعب وتدمير في البنية التحتية والبيوت".

وأضاف: "لا يعقل أن نبقى بنفس الطريقة وننتظر"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك برنامج إسرائيلي احتلالي لتصفية وكالة الغوث وضد مخيمات شمال الضفة على وجه التحديد.

وحول التداعيات الخطيرة، قال: "نزوح وهجرة السكان من المخيمات كما يسعى الاحتلال إلى تفريغها منهم، بالإضافة إلى الأوضاع الاجتماعية السلبية وزرع بعض القضايا الغريبة عن عاداتنا في المجتمع".

ولفت إلى أن هناك هجرة قسرية من المخيمات وبأعداد ليست سهلة، وهذا له تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية والسلم الأهلي في المجتمع.

وشدد على ضرورة دعم العائلات التي يدمر الاحتلال منازلها في المخيمات، وأيضا توفير فرص عمل لأبنائها؛ من أجل تعزيز صمودهم في أماكن تواجدهم.

ودعا زكي كل التنظيمات والمؤسسة السياسية والأمنية إلى تشخيص الهجمة والمرض في المخيمات بالضفة؛ لمعالجة الأمر بأقل الخسائر، قبل فوات الأوان.

من جهتها، قالت فرحة أبو الهيجا عضو لجنة الخدمات الشعبية لمخيم جنين: "لا شك أن ما يحدث في مخيم جنين ومخيمات شمال الضفة يشكل خطرا كبيرا على المجتمع الفلسطيني خصوصا النساء والأطفال".

وأضافت أبو الهيجا: "الدمار في البنية التحتية والمنازل في مخيم جنين تشكل خطرا كبيرا على الناحية النفسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أبناء شعبنا".

وأشارت إلى أنه لا يوجد خدمات صحية، بالإضافة إلى أنه تم تدمير الشوارع والمؤسسات وعيادة الوكالة في مخيم جنين.

وتابعت: "كل هذه القضايا تؤثر على الطفل والمراة والشاب والمسن كونها تخلق حالة من عدم الاستقرار والتوتر والغضب في الضفة خصوصا بالمخيمات".

ولفتت إلى أن "هناك حالة يأس وحزن وتوتر نفسي في مخيم جنين من الحالة الراهنة في ظل تدمير غالبية البيوت ورفض الأبناء الذهاب إلى المدارس، وتدمير عيادة الوكالة وضعف الخدمات الصحية وكل الخدمات بشكل عام".

ونوه إلى أن هناك نسبة كبيرة من الناس يعانون من حالة عنف في ظل ارتفاع نسب البطالة في المخيمات، لذا "على اللجان الشعبية مساندة ودعم صمود المواطنين في ظل عدم وجود بدائل".

وأردفت: "نحن نحاول بقدر الإمكان المساندة من خلال توفير مستلزمات الحياة اليومية حتى يتمكن الناس من العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية المُعطلة منذ فترة طويلة حتى قبل السابع من أكتوبر".

وترى أنه "على اللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني مواصلة تقديم الخدمات للمتضريين"، مستدركة: "لكن المشكلة الأكبر تواصل الاعتداءات والاقتحامات التي يقوم بها الاحتلال في المخيم، ما يُعيد الحالة إلى المربع الأول".

وحثت المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية، على العمل معا من أجل تخفيف حدة هذه الاعتداءات المستمرة على المخيمات التي تعاني من اليأس والأوضاع الصعبة للغاية.

أما خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، فقد تطرق إلى أثر العدوان والاقتحامات المستمرة على مدى قدرة اللاجئين على الشعور بالأمان والصمود بالمخيمات وكيف سينعكس ذلك عليهم أيضا.

وقال منصور: "الاعتداءات على المخيمات بالنسبة لسكان المخيم لن تؤثر على صمودهم وثباتهم، لا سيما أن ما يعيشونه لا يزال مستمرا منذ أبائهم وأجدادهم حينما طردتهم العصابات الصهيونية، وهم تمردوا على الاحتلال وكل شيء ومستعدون لدفع الثمن وتحمل كل ما يجري".

وأكد أن المخيمات هي بؤر ثورية ملتهبة وكانت على طول الزمن قلاع ووقود الثورة حتى ما قبل الانتفاضة الأولى التي انطلقت من مخيم جباليا ثم انتقلت لمخيم بلاطة ثم باقي المخيمات.

واستطرد منصور: "إذا نظرنا لأعداء الشهداء والجرحى والأسرى سنجد المخيمات في المقدمة، ورغم ذلك والظروف الصعبة من حيث كل الجوانب لا سيما السكن والبيئة نجد السكان صامدين ومرابطين".

وأشار إلى أن الاحتلال يدمر المنازل والمؤسسات والبنى التحتية في كل المخيمات، كما يحدث في قطاع غزة، لكن هذا كله لم يجعل الناس يخافوا أو ينفضون من حول الشباب المقاوم بل ظلوا حضنا لهم.

ووفق منصور، الكل يعلم أنه لا امن ولا أمان في ظل احتلال، لذا شعبنا خرج يقاوم ويسعى لتغيير هذا الواقع حتى يعيش أطفالنا في المستقبل حياة أفضل.

وأضاف: "في المخيم نتوقع في كل لحظة أن يأتي جيش الاحتلال ليعتقل ويدمر ويغتال، وهذا للأسف الشديد في كل المخيمات الفلسطينية، لكن سكانها صامدون".

وفي ما يتعلق بدور السلطة، قال: "السلطة تحت الاحتلال وعاجزة عن تقديم أي شيء، وهذه مسؤولية الكل الفلسطيني"، لافتا إلى أن هناك مبادرات محلية لإيجاد حلول للعديد من المشاكل بقدر ما تستطيع، إلا أن هذا لا يكفي.

وشدد أنه "على وكالة الغوث المستهدفة أصلا من قبل الاحتلال، أن يكون لها دور في حماية مخيمات اللاجئين كونها تقع تحت إشرافها".

وبحسب منصور، المخيم والوكالة مستهدفان لأنهم يرمزون لقضية اللاجئين التي يعمل الاحتلال على تصفيتها بكل قوة

كما حذر من ان السلم الأهلي في المخيمات بالضفة مهدد بسبب اعتداءات الاحتلال وعدم قيام الجهات المختصة بإنفاذ القانون في ظل تصعيد العدوان والخلافات من قبل المُحتل.

يشار إلى أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايــــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.