خاص | ماذا لو اتهمت واشنطن نتنياهو بالإضرار بمحادثات الصفقة؟
أفادت مصادر عبرية، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وصلت لنقطة قد تتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا بالإضرار بمحادثات التفاوض لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بسلوكه.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي من عمّان حلمي الأسمر، اعتبر أن هذا الموقف الأمريكي ضد نتنياهو "غير جاد" والولايات المتحدة تستطيع الضغط على نتنياهو لو أرادت، ولكنها تواصل دعم إسرائيل بكل شيء.
وقال الأسمر في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، إن أمريكا تدرك تماما مدى تحايل وكذب نتنياهو، وفي نفس الوقت ترسل إلى إسرائيل قوافل الأسلحة والأموال وتحرك أساطيلها وأسلحتها وحاملات الطائرات لدعمها.
وتساءل قائلا: "كيف يمكن أن نفهم مثل هذا الموقف الأمريكي ضد نتنياهو بالتزامن مع مواقفها العملية على الأرض (..) بوسع أمريكا لو أرادت أن تجبر نتنياهو على الامتثال لمطالبها، ولكنها ليست جادة وللاستهلاك المحلي".
وأكد الأسمر أن الحرب يتم شنها على غزة هي حرب أمريكية بالدرجة الأولى، ولولا الغطاء الأمريكي لإسرائيل بالأسلحة وبالمحافل الدولية لما استطاعت الأخيرة الصمود لمدة 10 شهور، لافتا إلى أنهم يكذبون.
وردا على إذا ما أعلنت واشنطن فعليا أن نتنياهو يضر عمدا بالمحادثات التي تجري حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، اعتبر الأسمر أن ذلك لن يتم وحتى لو تم ذلك فإن ذلك لن يأثر بشيء.
ويرى الكاتب الصحفي أن الأجندة الإسرائيلية لا يوجد فيها إلا بند واحد وهو القضاء على المقاومة وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة "إبادة فعلية ومعنوية" مع الحديث عن 250 ألف ضحية بين شهيد وجريح.
وقال الأسمر لـ "رايـــة": "التصريحات الأمريكية هي مائعة مائطة ولا رصيد لها من الواقع، لأنها تستطيع لو أرادت أن توقف نتنياهو ومن حوله فورا، ولكنها لا تريد ولا توجد إرادة حقيقية لحمله على الامتثال لهذه الصفقة".
وبشأن اتهام نتنياهو لحماس بإفشال صفقة التبادل، اعتبر أن نتنياهو هو الذي يصنع الفشل، إذ أنه بالعودة إلى مسار المفاوضات؛ نجد أن هناك موافقة ثم فرض شروط جديدة، ولهذا أصدر الحركة بيانها الأخير.
وأضاف ان حماس شعرت بأن هذا الطريق لا يفضي إلى نتائج عملية، لافتا إلى أن نتنياهو يتصرف الآن كـ "دكتاتور" وهناك بعض الأصوات العاقلة في إسرائيل تدرك هذا وتصرخ ولكن ليس لصرختها من مجيب.
وتابع الأسمر: "الجمهور الإسرائيلي مجمع تقريبا على إبادة غزة، وليس ما ينفذ الآن على الأرض يجب تحميله لنتنياهو وسموتريتش وبن غفير؛ بل الجمهور الإسرائيلي لديه مطلب واحد فقط هو إبادة حماس والمقاومة واستلامها".