في الجامعات الأمريكية
الحراك التضامني مع فلسطين يستعد لجولة ثانية من الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة
يستعد نشطاء الحراك الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية لموجة جديدة واسعة من المظاهرات الاحتجاجية ضد الحرب الإسرائيلية الدامية على غزة والتمويل الأمريكي غير المشروط للجرائم الإسرائيلية.
وقال المتظاهرون إن كافة أشكال الاحتجاج لا تزال مطروحة على الطاولة، رغم اعتقال أكثر من 2000 شخص حتى الآن.
ويحاول الطلاب، أيضاً، التوصل إلى استراتيجية جديدة للمطالبة بسحب استثمارات جامعاتهم من إسرائيل، من بين أهداف أخرى.
وقال محمود خليل، المفاوض الطلابي نيابة عن حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري، «ما سنراه هو أن الطلاب سيواصلون نشاطهم، وسيواصلون القيام بما فعلوه بطرق تقليدية وغير تقليدية. لذا ليس فقط الاحتجاجات، وليس فقط المخيمات، بل وأي وسيلة متاحة ضرورية لدفع كولومبيا إلى سحب استثماراتها من إسرائيل» حسبما ذكرت صحيفة «ذا هيل» القريبة من الكونغرس. وأضاف خليل «لقد عملنا طوال هذا الصيف على خططنا، وعلى الخطوة التالية للضغط على كولومبيا للاستماع إلى الطلاب واتخاذ قرار بأن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ».
سوف يعود الطلاب إلى الفصول الدراسية هذا الشهر بعد نهاية فوضوية للعام الدراسي الماضي.
وشهدت العشرات من الجامعات في مختلف أنحاء البلاد احتجاجات ضد الحرب في غزة، تخللتها مقاطعة عدة احتفالات بالتخرج، وتم إيقاف عشرات الطلاب عن الدراسة بسبب احتجاجهم.
ومنذ ذلك الحين، تصاعدت حدة الحرب في غزة، وأسفرت عن استشهاد الآلاف من دون أن تلوح في الأفق أي نهاية واضحة للحرب.
وقالت زينب شودري، مديرة مكتب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ماريلاند: «هناك بالتأكيد محادثات تجري بشأن كيفية مواصلة الدعوة إلى زيادة الوعي بحقوق الإنسان الفلسطيني والإبادة الجماعية التي تحدث في غزة».
وأضافت «وأعتقد أن بعض الطلاب بدأوا بالفعل في التخطيط خلال الصيف. وقد تم تنظيم بعض الاجتماعات من قبل بعض قادة الطلاب في مختلف الحرم الجامعي لوضع الاستراتيجيات اللازمة للعام الدراسي المقبل 2024-2025».
وأكدت شودري أن «الأمر يتعلق فقط بوضع استراتيجية لتحديد الحدود وما هي خيارات الطلاب من حيث قدرتهم على مواصلة الضغط على الإدارات للتخلي عن استثماراتهم».
وطالب الطلاب جامعاتهم بالانسحاب من الشركات المرتبطة بإسرائيل وإصدار بيانات ضد جرائم كيان الاحتلال في غزة، من بين تغييرات أخرى في السياسة.
لكن خلال الصيف، أعلنت العديد من الجامعات، بما في ذلك جامعة هارفارد، أنها لم تعد تتخذ مواقف رسمية بشأن القضايا السياسية، ما يجعل مثل هذه التصريحات غير محتملة. كما عززت بعض الجامعات القواعد ضد المخيمات في الحرم الجامعي.
وقالت شودري: «أعتقد أن التحدي الذي يواجه الطلاب سيكون كيفية رفع مستوى الوعي بشأن السياسات، والتحديات المختلفة التي يواجهها الطلاب، وكيفية الاستمرار في الدعوة ورفع مستوى الوعي بشأن القضايا المختلفة في ضوء هذه السياسات، وإلى أي مدى هم على استعداد لدفع هذه السياسات لمواصلة الدعوة بشأن محنة الفلسطينيين والحاجة إلى إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة».
وحسب ما ورد، لا يزال بعض الناشطين الطلابيين يعانون من العقوبات التي يواجهونها نتيجة الاحتجاجات في العام الدراسي الماضي.
وقال خليل «لدينا العديد من الطلاب الذين ما زالوا موقوفين عن الدراسة وبعضهم ينتظرون جلسة استماع من الجامعة. والجامعة لا تتخذ أي إجراء في أي من هذه الحالات، لذا لدينا عشرات الطلاب في حالة من الغموض، إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتمكنون من حضور المدرسة في الفصل الدراسي المقبل. وغير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم الاستفادة من السكن الجامعي، والتسجيل في الفصول الدراسية، وأي شيء من هذا القبيل، وقد مر على بعضهم أربعة أشهر بالفعل».
وأضاف أن الخوف من المزيد من التداعيات لا يمنع الطلاب من وضع خطط أكبر لإبقاء القضية الفلسطينية في صدارة اهتماماتهم في جامعاتهم.
وقال «نحن نفكر في مجموعة واسعة من الإجراءات طوال الفصل الدراسي، مثل المعسكرات والاحتجاجات وكل ذلك».
وأضاف «لكن بالنسبة لنا، أصبحت المخيمات الآن قاعدتنا الجديدة، كما كانت في الماضي عبارة عن احتجاجات. كان الطلاب ينظمون الاحتجاجات كل يوم، ولكن الآن، أصبحت المخيمات هي القاعدة الجديدة بالنسبة لنا. وأعتقد أن الجامعة يجب أن تفكر بجدية شديدة في تلبية مطالبنا».
وكشف خليل أنه إلى جانب المخيمات، لدى الطلاب «برنامج كبير للتعليم السياسي حيث نقوم بالتدريس والتواصل مع الطلاب لرفع الوعي حول ما يحدث في فلسطين».
وقد أصدرت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق بيانًا للمجتمع في 24 تموز/يوليو، قائلة إنها تدرك أنه سيكون هناك «تركيز مكثف» على المؤسسة. وسلطت الضوء على العمل الذي قام به الحرم الجامعي خلال الصيف، والذي تضمن خططًا لمزيد من مشاركة أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب.
وقالت «وللتعامل مع القضايا التي أثارتها احتجاجات الطلاب في العام الماضي، بما في ذلك انهيار الحوار البناء والمشاركة بحسن نية، طلبنا من اثنين من أعضاء هيئة التدريس من برنامج التفاوض وحل النزاعات في كلية الدراسات المهنية تسهيل عملية مع الطلاب المتضررين لسماع آرائهم والعمل نحو تحقيق نتائج. وحتى الآن، عقد عضوا هيئة التدريس اجتماعات مع الطلاب وقيادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس وأصحاب المصلحة الآخرين من جميع أنحاء مجتمعنا، لفهم وجهات النظر العديدة ذات الصلة بالصراعات التي تقسم الحرم الجامعي لدينا».
وأشارت شفيق أيضًا إلى أن لجنة قواعد السلوك الجامعي بمجلس الشيوخ الجامعي لا تزال تراجع المبادئ التوجيهية بشأن الاحتجاج في الحرم الجامعي.
وقد حقق بعض الناشطين المتضامنين مع فلسطين بعض المكاسب في العام الدراسي الماضي. فقد وافقت بعض الكليات، بما في ذلك جامعة براون وجامعة نورث وسترن، على بعض مطالب المتظاهرين، وقالت إنها ستجري تصويتاً هذا الخريف بشأن ما إذا كانت ستسحب استثماراتها من إسرائيل.
ومن المرجح أن يكون لنتائج مدى التزام هذه الجامعات بوعودها تأثير كبير على الاحتجاجات.
وقالت شودري: «أعتقد أن الطلاب قد يتطلعون إلى هذه الانتصارات لمواصلة تقديم التشجيع لهم، حتى يروا إمكانات ما قد يكون ممكنًا، يتمتع الطلاب بقدر هائل من القوة في الحرم الجامعي».