تحالف فاشي مؤيد لإسرائيل يهدد مسلمي بريطانيا
حذر رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست من التحالف الخطير الذي تشكّل بين الفاشيين والمؤيدين المتطرفين لإسرائيل في المملكة المتحدة، والذي ساهم بشكل رئيسي في تفشي العنف ضد المسلمين. ويصف الكاتب كيف لعب هؤلاء الفاشيون، المعروفون بنشرهم لخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا، دورا محوريا في تشكيل الرأي العام وتحريك الاضطرابات الأخيرة في البلاد.
وقال هيرست في مقال رأي نشر على الموقع اليوم إن هذا التحالف اكتسب زخمه من خلال دعم مجموعة متنوعة من الصحفيين والسياسيين الذين يتبنون رؤى معادية للإسلام، وهو ما أدى إلى تصعيد الهجمات ضد المجتمعات المسلمة في بريطانيا.
ويشير هيرست إلى أن عقيدة هذا التحالف ترتكز على فكرة أن إسرائيل تشكل خط الدفاع الذي يمنع تدفق المهاجرين المسلمين إلى أوروبا، وأن الإسلام يمثل تهديدا للهوية اليهودية-المسيحية، وأن إسرائيل هي النموذج المثالي لدولة "مُطهرة" من المسلمين.
وتضمنت الجرائم التي ارتكبها هذا التحالف الهجوم على الفنادق التي تؤوي المهاجرين، ونشر المعلومات الزائفة لتشويه سمعة المسلمين، ومهاجمة عناصر الشرطة بالطوب، وهذا أسفر عن اعتقال العديد من "المخربين"، حسب الكاتب، وفي المقابل أثنت الشرطة على المجتمعات المسلمة لدورها في الحفاظ على النظام وصد الهجمات عن نفسها وسط هذه الأجواء العدائية.
وبرأي الكاتب فإن السلام والاحترام المتبادل هو الوضع الطبيعي بين اليهود والمسلمين، ولكن تاريخ إسرائيل "القبيح" يشوه كل محاولة للتوفيق بين المؤيدين لوطن لليهود والمجتمع الإسلامي، ويؤكد هيرست أن هذه التحالفات أسهمت في تعزيز العنصرية والإسلاموفوبيا، وأن خطرها لن يقتصر على المسلمين فحسب، بل قد يتفشى ليطال جميع الأقليات، بما في ذلك اليهود.
ويذكر هيرست أسماء شخصيات بارزة في هذا التحالف مثل زعيم "حزب الإصلاح البريطاني" نايجل فاراج الذي زعم أن ربع المسلمين في بريطانيا يشكلون تهديدا، ووزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان التي أقيلت من منصبها بسبب اتهامها الشرطة بالتحيز للمظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية.
كما ذكر الكاتب إيلون ماسك، مالك منصة إكس، والذي نشر أخبارا زائفة حول إرسال المخربين ضد المسلمين إلى معسكرات الاحتجاز، والصحفي اليميني دوغلاس موراي المعروف بمعاداته للإسلام ودعمه الصهيونية.
ويعد موراي -برأي الكاتب- مثالا واضحا للرابطة بين الفاشيين وداعمي إسرائيل، إذ أشاد به الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لدعمه إسرائيل في حربها على غزة.
كما ذكر الكاتب في هذا الصدد دعم منظمات مناصرة لإسرائيل مثل منتدى الشرق الأوسط ومركز ديفيد هورويتز للحرية، للناشط اليميني تومي روبنسون، وهو أحد مؤسسي رابطة الدفاع الإنجليزية المعادية للإسلام، والتي تعد محركا رئيسيا للعنف الذي تشهده المملكة المتحدة.
ويواجه حزب العمال البريطاني تحت قيادة كير ستارمر صعوبات في التعامل مع الاضطرابات الأخيرة، وبينما يعتقد ستارمر أنه نجح في إدارة الأزمة من خلال تبني موقف حازم في تطبيق القانون والنظام، إلا أنه يواجه انتقادات لعدم دعمه المجتمع المسلم بشكل كاف.
وبينما حاول حزب العمال دعم الجماعات المضادة للفاشية، إلا أنه سرعان ما تراجع خوفا من ردة فعل مصوتيه من الصهاينة والداعمين لإسرائيل. وقد خسر الحزب 5 مقاعد في البرلمان بالفعل بسبب دعمه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" في غزة، ومعارضته لوقف إطلاق نار فوري ودائم.