متطرفون تواصلون استهداف مراكز للاجئين ومساجد في أنحاء بريطانيا
تواصلت أعمال الشغب المناهضة للمسلمين، في بريطانيا في اليومين الماضيين، إذ تعهدت جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع متظاهرين مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة، وسط تأهب الشرطة البريطانية.
وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بسكين في شمال غرب البلاد، وما أعقب ذلك من انتشار موجة من الرسائل الكاذبة على الإنترنت تصف المشتبه به بأنه مهاجر مسلم ، (لكن الشرطة أكدت أنه بريطاني مسيحي من أصول راوندية وأنه ولد في كارديف – عاصمة مقاطعة ويلز).
وأُغلقت مكاتب المحاماة المعنية بقضايا الهجرة ومراكز دعم المهاجرين، الأربعاء، وقالت بعض خدمات أطباء الأسرة في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات إنها ستغلق مبكرا لضمان سلامة موظفيها.
ونددت الحكومة والشرطة بالتهديدات، وقالت وزيرة العدل شابانا محمود إن “تحريض الغوغاء على مهاجمة مكاتب (المحاماة) أو تهديدها بأي شكل من الأشكال أمر غير مقبول و سيقع من يثبت قيامه بهذا تحت طائلة القانون”.
وحُكم على بريطاني، أمس، بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إثارة الشغب وممارسة أعمال عنف، في واحد من أوائل الأحكام التي صدرت عقب أعمال الشغب التي اندلعت الأسبوع الماضي. وحُكم على آخر بالسجن لمدة 20 شهرا وعلى ثالث لمدة 30 شهرا.
وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها “أخرجوهم” و”أوقفوا القوارب” في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.
كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية إذ شعروا أنهم مستهدفون بالعنف.
وردا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.
وكانت قد بدأت هذه الجماعات بالتجمهر، مساء الأربعاء، في مناطق عدة بلندن، استباقاً لأعمال الشغب، فيما شهدت منطقتا والثامستو وكرويدن أعدادا وفيرة من المحتجين الذين جاءوا للدفاع عن الأقليات المحلية.
وشكلت الحكومة ما يسمى “الجيش الدائم”، وهو وحدة تضم ستة آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف، وتقول إنه سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات.
وصرح قائد شرطة لندن مارك رولي بأن الضباط في المواقع الاستراتيجية الرئيسية سيكونون أكثر مرونة، مضيفا أن الشرطة مستندة في خططها على قائمة الأهداف المحتملة لكنها مستعدة لاحتمالات أخرى أيضا.
وقال للصحافيين “لهذا السبب لدينا آلاف الضباط الليلة. سنحمي هؤلاء الأشخاص” .