وفد تركي في لاهاي اليوم للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية
تتوجه اللجنة القانونية للبرلمان التركي اليوم الأربعاء إلى لاهاي لتقديم طلب انضمام تركيا إلى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وذلك حسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويرى مراقبون ومسؤولون في تركيا أن هذه الخطوة تشكل جزءا من تصعيد في الموقف التركي تجاه إسرائيل الماضية في حربها على الشعب الفلسطيني في غزة منذ نحو 10 أشهر، وأنها جاءت بعد دراسات قانونية وفنية لازمة استغرقت وقتا طويلا.
وفي هذا السياق، يقول الصحافي والناشط الحقوقي أحمد زكريا في تصريحات لـجريدة «القدس العربي» إن إعلان تركيا الانضمام إلى الدعوى هو تلويح لإسرائيل بتصعيد الموقف التركي ضدها بسبب العدوان على غزة بالدرجة الأولى، و»إن كان الأمر معنويا، ولكنه مؤشر على أن هذا الأمر يمكن أن يتطور وينتقل إلى جوانب اقتصادية وسياسية وأخرى في العلاقات التركية الإسرائيلية».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد خلال مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة عقب اجتماع ترأسه للحكومة التركية في المجمع الرئاسي، وقوف بلاده مع فلسطين، وقال: «نبذل كل ما في وسعنا لإنهاء هذه الهمجية التي أودت بحياة 40 ألف شخص بريء في الأشهر العشرة الماضية، في أقرب وقت ممكن».
وتابع: «في الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، باتوا يا للأسف أسرى لإسرائيل وحفنة من الصهاينة المتعصبين».
وأضاف أنه مع حلول الشهر العاشر لبدء الهجمات على قطاع غزة، فإن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية «شكل تجاوزا لحد جديد في أزمة غزة».
وأكد أن موقف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «العدواني غير المعترف بالقوانين ولا بالأعراف، يجعل منطقتنا تواجه سيناريوهات سيئة».
ويقول الناشط الحقوقي زكريا لـ «القدس العربي»: «إن إعلان تركيا الانضمام إلى الدعوى يشكل عامل ضغط أكبر، ودافعاً لدول أخرى للانضمام للدعوى لتشكيل قاعدة أكبر لتعريف العالم بهمجية إسرائيل وتصرفات الحكومة الإسرائيلية التي تشن عدوانا مستمرا على غزة منذ عدة أشهر والمآسي الإنسانية التي نجمت عن هذا العدوان».
وقال رئيس اللجنة القانونية للبرلمان التركي جنيد يوكسال، إن الوفد التركي سيتوجه إلى لاهاي لتقديم طلب انضمام تركيا إلى قضية «الإبادة الجماعية» التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن أردوغان قرر التدخل في قضية الإبادة الجماعية الجارية أمام المحكمة، وأنه تم البدء في الدراسات اللازمة بناءً على هذا القرار.
وأوضح أن الجانب التركي يتابع قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية بصفته الوفد القانوني للبرلمان التركي إلى المحكمة و»من الممكن لتركيا الإدلاء ببيان عام بشأن كيفية تفسير العقد محل النزاع».
وأردف: «إذا تم قبول طلبنا، فستشارك تركيا في مسار المحاكمة بأكملها، وستدلي ببيانها عن الإبادة الجماعية لإسرائيل في غزة بوضوح».
وتابع: «ستُظهر تركيا للعالم أجمع أنها بجانب القضية الفلسطينية وضد الإبادة الجماعية اللاإنسانية في غزة، في نظر القانون الدولي».
وذكر أن سفارة تركيا في لاهاي أرسلت مذكرة إلى محكمة العدل الدولية في 31 أيار / مايو تفيد بأنه سيتم تقديم طلب الانضمام، وكان ذلك الإجراء الرسمي الأول.
كما أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن «أنقرة ستقدم طلبا الأربعاء في لاهاي للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية». وشدّد على أن منطقة الشرق الأوسط غير قادرة على تحمل مزيد من التوترات، وقال: «حذرنا سابقاً من أن دعم إسرائيل سواء بالسلاح أو بالصمت سيضر بالمنطقة».
ويقول زكريا لـ «القدس العربي»: «إن كل القرارات الدولية تأخذ الطابع المعنوي وليس لها أي ثقل مادي، فيما عدا القرارات الدولية التي تتقاطع مع مصالح الدول الكبرى والتي تتقاطع مع مصالح الدول المستفيدة والفئات المستفيدة من هذه القرارات، ودون كل ذلك تبقى كل القرارات الدولية ضمن النطاق والتأثير المعنوي فقط».
وفي يناير/ كانون الثاني أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالامتناع عن أي أفعال قد تندرج في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وضمان عدم ارتكاب قواتها أفعال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
ورفض محامو إسرائيل قضية جنوب أفريقيا ووصفوها بأنها سوء استغلال لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ولكن كل المحاولات الأمريكية والأوروبية المتواصلة لتغطية الجريمة والابادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بحجة أن الكيان يريد أن يدافع عن نفسه، لا تذكر أن القانون الدولي ينص على عدم أحقية المحتل بالدفاع عن نفسه ضد المقاومة لأن المقاومة أمر مشروع ضد الاحتلال حسب القانون.
ويؤكد زكريا أن إسرائيل «لن تستجيب إلى أي قرار من القرارات الدولية بسبب الحشد العسكري والسياسي الغربي الواضح والأمريكي والأوروبي الواضح لإسرائيل. ولا يعني ذلك الدعم نشوب حرب إقليمية واسعة لصالح إسرائيل، وإنما ترسل هذه الدول الداعمة رسائل أنها مع أمن واستقرار وقوة الكيان الإسرائيلي في المنطقة وتدعمه على كافة الدول.
المصدر:القدس العربي