بذريعة نعي هنية
الإفراج عن الشيخ عكرمة صبري وإبعاده عن الأقصى حتى الأحد
اعتقلت قوات الاحتلال مساء الجمعة، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من منزله في حي الصوانة بالقدس المحتلة قبل الإفراج عنه في وقت لاحق مع قرار إداري بإبعاده عن الأقصى لغاية يوم الأحد، فيما هدد وزير الداخلية الإسرائيلي، موشيه أربيل، بسحب الإقامة منه بذريعة أنه نعى خلال خطبة الجمعة، اليوم، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في طهران، أول من أمس.
وبحسب محامي الدفاع، خالد الزبارقة، فإن شرطة الاحتلال أصدرت أمرا إداريا بإبعاده عن المسجد الأقصى حتى يوم الأحد القريب، مع إمكانية التجديد لمدة 6 شهور أخرى.
وقال المحامي الزبارقة لموقع عرب 48، إن "الشيخ عكرمة صبري اعتقل لعدة ساعات وخضع لتحقيق تعسفي لا يوجد له أي معنى، وقد ثبت أن اعتقاله واقتحام منزله واقتياده للتحقيق في مركز الشرطة ما هو إلا إجراء تعسفي ليس له أي معنى ومدفوع سياسيا، سيما وأنه يبلغ من العمر 86 عاما".
وأضاف "من قام بالتحريض على الشيخ عكرمة صبري لاعتقاله هي مجموعات إسرائيلية متطرفة، وذلك لا لشيء إنما فقط من أجل ملاحقته لدوره القيادي والرمزي وقول كلمة الحق في القدس والمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "الشيخ لم يقم بأي مخالفة، حيث قام بواجبه الديني والوطني تجاه ما يحصل، ومن الواضح أن سياسة كم الأفواه التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية بمثابة تهيئة لما سيحصل في المسجد الأقصى خلال الفترة القريبة، إذ أنهم يريدون من هذه اللحظة إسكات صوت الشيخ عكرمة صبري".
وقال الشيخ صبري في خطبة الجمعة إن "سكان بيت المقدس ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك يحتسبون عند الله الشهيد إسماعيل هنية، ونسأل الله عز وجل له الرحمة"، كما أعلن عن "إقامة صلاة الغائب على الشهيد هنية" بعد انتهاء صلاة الجمعة.
وبعث أربيل رسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف ميارا، كتب فيها أنه "أبلغك بنيتي سحب إقامة عكرمة صبري" بادعاء "ارتكاب مخالفات أمنية وخيانة الأمانة"، وأنه "أطلب التعاون من جانب الاستشارة القضائية للحكومة من أجل إكمال هذا الإجراء بأسرع ما يمكن".
وأشار أربيل في رسالته إلى أن الشيخ صبري هو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وخطيب المسجد الأقصى، وكان مفتي القدس حتى العام 2006، "وبحوزته تصريح إقامة دائمة في دولة إسرائيل، الأمر الذي لم يمنعه على مدار سنوات طويلة من التحريض ضد الدولة، وتشجيع معاداة السامية والإرهاب وارتكاب مخالفات أمنية خطيرة" على حد زعم الوزير الإسرائيلي.
وادعى أربيل أن الشيخ صبري "مسؤول في منظمة تحول تبرعات إلى حماس، وأيد عمليات انتحارية ضد إسرائيليين وامتدح ’شهداء’. وبسبب أفعاله، أصدرت الدولة عدة مرات أوامر منع خروج من البلاد ضد صبري ومُنع دخوله إلى دول مختلفة، كذلك قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد صبري بسبب مخالفات تحريض على الإرهاب".
وجاء عن شرطة الاحتلال، أنه "بعد كلمة الخطيب خلال صلاة الجمعة في الحرم القدسي، بدأت الشرطة التحقيق بشبهة التحريض ضد السلطات، وستتصرف وفقا للنتائج"؛ وأفيد بأن قوات الاحتلال اعتقلت مصليا آخر أثناء الصلاة بادعاء التحريض.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن حوالي 30 ألفا أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم القيود الإسرائيلية.
ومنعت الشرطة الإسرائيلية، المتواجدة عند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى، وانتشرت قواتها في محيط المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة، مئات الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد لأداء الصلاة، وأوقفت العديد من الشبان ودققت في هوياتهم. كما نقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان قولهم إن الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على عدد من المصلين في منطقة باب الأسباط.
وزعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن "الشيخ عكرمة صبري مؤيد للإرهاب ويعمل من داخل المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي. وعلى الشرطة الإسرائيلية اعتقال اليوم بسبب التحريض على الإرهاب وإحداث الردع داخل إسرائيل وخارجها".