محلل سياسي لراية: اغتيال هنية أبعد التوصل إلى صفقة حاليا
قال المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سوف ترد على اغتيال اسماعيل هنية على أراضيها، وأيضا حزب الله سيرد على اغتيال أبرز قادته العسكريين فؤاد شكر.
وأوضح منصور في حديث عبر شبكة رايـــة الإعلامية، أن الرد سيكون مؤثر وموجع قدر الامكان، على اعتبار أن ما حدث ضربات كبيرة، عدا عن جانبها العسكري والمعنوي ودلالاتها فيها إحراج لإيران كون الاغتيال تم على أراضيها.
وأكد منصور أن الرد ومدى قوته سيكون تحت سقف الحرب بمعنى أنه لا أحد يريد الدخول أو الإنجرار إلى الحرب، وإيران تدرك أيضا أن الرد سيقابل برد آخر، معتبرا أن الرد سيكون رمزيا أكثر من أنه سيجر المنطقة إلى حرب شاملة.
وبشأن رد حزب الله، قال إن إسرائيل مهيأة للتعامل مع رد يصل إلى حيفا وتل أبيب، وهذه مسألة باتت شبه مسلمة، مشيرا إلى أن هناك رد آني أو تكتيكي، وهناك رد استراتيجي يخلق معادلات جديدة ويعمّق العلاقات.
وأضاف منصور أن هدف الاغتيالات الحالية الآن هو فصل جبهات المحور عن بعضها البعض، مؤكدا أن حسابات كل الأطراف مهمة وتلعب دورا في تحديد وجهة الصراع في المنطلقة وكيف ستنتهي هذه المواجهة.
ولفت إلى أن نتنياهو بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنه تلقى ضوء أخضر ليس فقط لتنفيذ عملية اغتيال؛ بل لحسم هذه المواجهة حتى النهاية ولتوجيه ضربات بهذا الحجم والسير على حافة الحرب أو الهاوية.
وتابع منصور في حديثه لـ "رايـــة": "أعتقد أن كل الأطراف تعي أن المرحلة خطيرة جدا، والجميل أن كل الأطراف لا تريد حرب شاملة بما فيهم نتنياهو، وهذا ليس أفضل توقيت بالنسبة له لخوض حرب شاملة".
وأشار إلى أنه لا يوجد ضمانات ألا تقع الحرب الشاملة في المنطقة خاصة وأن الأمور تسير وتقترب من جدا من هذا الخيار، وأي خطأ في الحسابات أو خطوات غير مدروسة قد تدفع فعلا بهذا المصير.
وشدد على أن الذي يمنع وقوع حرب شاملة هو أن الولايات المتحدى لا تريدها، إضافة إلى إسرائيل وإيران وحزب الله أيضا، لأن كل الأطراف ستخرج خاسرة من هذه الحرب، ولا يوجد أهداف ملموسة ليحققها كل طرف.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي إن نتنياهو كان في تفكيره أن يجر الأطراف إلى حرب لكن الآن يدرك بعد 10 شهور يدرك أن إسرائيل غير جاهزة داخليا وعسكريا واقتصاديا لحرب شاملة ويريد أن يتجنبها.
وبشأن تأثير اغتيال هنية على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، اعتبر منصور أن الولايات المتحدة هي التي تستطيع أن تقوم بصفقة أو لا، والذي يمنع التوصل لصفقة هي أميركا التي لا تشكل أي ضغط أو تأثير.
وأردف: "اعتقد أن اغتيال اسماعيل هنية على المدى الآني أبعد التوصل إلى صفقة وجعلها غير ممكنة، ولكن كلما تصاعدت الأمور وزاد التدخل الدولي وكلما زادت خطورة الحرب الشاملة زادت فرص الصفقة".
وبيّن منصور أن نتنياهو يحاول تأخير صفقة تبادل الأسرى قدر الإمكان في هذه المرحلة وأن يجعلها أيضا "غير مكلفة" ويقلل من ثمنها قدر المستطاع، ولكن في النهاية سيكون هناك صفقة وستعود الأمور لذلك.