ساعات من التمرد والفوضى.. مئات يحاصرون ويقتحمون قاعدتين إسرائيليتين
أعلنت شرطة الإحتلال أن المحكمة العسكرية التي كانت تستجوب جنودا متهمين بالاعتداء جنسيا على أسير من قطاع غزة انتهت، في حين يستمر التوتر الأمني والعسكري غير المسبوق في محيط قاعدة بيت ليد مع استمرار محاولة المتطرفين اليهود اقتحامها.
وقد سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة بيت ليد منذ ساعات مساء امس، عقب اقتحام عشرات المتظاهرين اليمينيين المتطرفين، بينهم جنود ملثمون المحكمة العسكرية في بيت ليد، احتجاجا على اعتقال جنود متهمين بارتكاب اعتداء جنسي على أسير من غزة.
ولم يُكشف حتى الآن عن الحكم الذي أصدرته المحكمة التي كانت تستجوب الجنود، ولكن قوات من جيش الاحتلال تطوق المكان وسط حالة شديدة من التوتر.
وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية قد اقتحمت المعسكر بعد أن أعلن المتحدث العسكري فتح تحقيق للاشتباه في تنكيل خطير بأحد الأسرى. وأوقفت الشرطة العسكرية 9 من أصل 10 جنود مشتبه بهم في انتهاك جنسي لأحد المعتقلين .
وعلى خلفية ذلك، اندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة جنود الاحتياط المشتبه في تعذيبهم الأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف الجنود للتحقيق معهم.
وقد كشفت صحيفة هآرتس العبرية معطيات للجيش تُظهر أنه يُجري تحقيقات جنائية مع جنود في 48 حالة تسببوا بها باستشهاد مواطنين ، معظمهم أسرى اعتُقلوا من غزة و ارتقى 36 منهم في معسكر سدي تيمان.
وفي أحدث التطورات والتصريحات، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال استدعى جنودا مكلفين بالاستعداد للقتال في غزة، وكذلك استدعى قوات من الضفة، وجنودا من إجازاتهم، من أجل الانتشار قرب معسكر بيت ليد.
اومن داخل المعسكر، قال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إن الجيش يساند جنوده النظاميين وقوات الاحتياط، وإنه وصل إلى بيت ليد للتأكد من عدم حدوث أمر خطير هناك، حسب قوله.
ووصف هاليفي محاولات اقتحام المعسكرات من قبل من وصفهم بمثيري الشغب بالتصرفات الخطيرة والمخالفة للقانون، وأنها فوضى تمس بالجيش وأمن الدولة والمجهود الحربي، حسب قوله.
وكان هاليفي قد علق اجتماعا عملياتيا بشأن الجبهة الشمالية من أجل التوجه إلى معسكر بيت ليد.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن هاليفي يجري تقييما أمنيا بشأن اقتحام معسكر بيت ليد مع قائد المنطقة بالشرطة وقادة آخرين.
وفي السياق، سادت الفوضى المكان إثر اقتحام نشطاء يمينيين المحكمة العسكرية في بيت ليد.
وبثت الإذاعة الاسرائيلية مقطع فيديو يظهر محتجين من اليمين وهم يقتحمون المحكمة العسكرية ويتدافعون بالأيدي مع عناصر الشرطة العسكرية، الذين لم يتمكنوا من منع عملية الاقتحام.
كما نشرت هيئة البث الإسرائيلية فيديو يظهر عشرات المحتجين وهم يحاولون اقتحام بوابة حديدية داخل مقر المحكمة، تقود إلى حيث يُحتجز جنود الاحتلال المتهمون بالاعتداء الجنسي على اسير من غزة.
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية بأن نحو 200 ناشط يميني اقتحموا مقر المحكمة العسكرية داخل قاعدة بيت ليد، حيث تم نقل جنود الاحتياط التسعة الذين تم احتجازهم أمس الاثنين لاستجوابهم بشبهة إساءة معاملة معتقل فلسطيني بشكل خطير في معتقل سدي تيمان (في النقب).
وأشارت إلى أن عددا من أعضاء الكنيست من بينهم تالي غوتليف (الليكود)، ويتسحاق كرويزر (عوتسما يهوديت) كانوا بين المتظاهرين، كما شارك في الاقتحام عضو الكنيست ليمور سون هار مليخ من حزب عوتسما يهوديت.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى من قطاع غزة في سجن سدي تيمان، وعادة تدعي سلطات الاحتلال أنها تحقق في الأمر، ولكن من دون نتائج ملموسة.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن سدي تيمان سيئ السمعة، حيث يتعرض معتقلون من غزة لتعذيب واعتداءات جنسية وإهمال طبي بطريقة ممنهجة، وتمنع إسرائيل زيارة أي وفود حقوقية للوقوف على أوضاعهم.
وتعليقا على تلك التطورات، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، "إننا اليوم لسنا على حافة الهاوية، بل نحن في الهاوية"، مشيرا إلى أن ما يجري يمثل خطرا وجوديا على إسرائيل، وإنه تم اليوم تجاوز جميع الخطوط الحمراء.
وبدوره، قال رئيس حزب العمل الإسرائيلي إن على الشرطة التدخل فهي ليست شرطة حزب فاشي، على رأسه وزير يدعم الانقلاب على القانون.
واعتبر أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يعرّض إسرائيل ومواطنيها وأمنها للخطر.
وذكرت القناة الـ12 العبرية أن هناك غضبا واسعا في أوساط جيش الاحتلال تجاه قادة الشرطة لعدم وصولهم وتعاملهم مع المقتحمين.
لكن وزراء ومسؤولين إسرائيليين دافعوا عن هؤلاء الجنود المعتدين، ومن بينهم وزير الطاقة الإسرائيلي من حزب الليكود إيلي كوهين الذي قال في منشور على منصة إكس: "علينا جميعا أن نحتضنهم ونحييهم، وليس بالتأكيد أن نستجوبهم ونذلهم".
أما إيتمار بن غفير، فقال في بيان إن "مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سدي تيمان ليس أقل من مخزٍ"، وفق تعبيراته.
وقال حزبه القوة اليهودية -في بيان- إن وزراء وأعضاء كنيست من كتلة حزب القوة اليهودية يتجهون الآن إلى سدي تيمان، مطالبين بوقف الاعتقال المشين لجنود الجيش الإسرائيلي هناك.
بدوره، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية من الليكود يولي أدلشتاين، عبر منصة إكس، "لن أستسلم لمشهد اليوم في قاعدة سدي تيمان، الوضع الذي تقوم فيه الشرطة العسكرية الملثمة بمداهمة قاعدة للجيش الإسرائيلي أمر غير مقبول، ولن أسمح بحدوث ذلك مجددا".