نتائج الثانوية العامة.. آلم آخر في غزة
تقرير :صابرين الحرازين
ساعات قليلة تفصلنا عن نتائج امتحانات الثانوية العامة لعام 2024، التي ستعلن يوم غد في الضفة الغربية الساعة التاسعة صباحاً ككل عام ،لكن هذا العام فرحة لا تكتمل طقوس تختلف حيث يغيب عن مؤتمر أوائل الطلبة قطاع غزة وينحرم 40ألف طالب وطالبة من تقديم الاختبارات والاستمتاع بنتائجهم بسبب الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر، كما أن هناك 7آلاف طالب وطالبة نالوا الشهادة باكراً بينما اجتاز 50ألف من الضفة وينتظرون نتائجهم بشكل مغاير .
عام بأكمله غُيبت فيه المسيرة التعليمية دون ملامح ، مراحل فيصلية حرم منها الطلبة أهمها الثانوية العامة التي تعد بمثابة بوابة الأمان وحصاد أعوام نحو بداية الطريق للمستقبل الذي بات مجهولاً فالثانوية مرحلة ليست كأي مرحلة وفرحتها كبيرة تعانق عنان السماء.
فلم تعرف شهد التي كانت منذ مطلع العام تعانق كتبها بشغف ونهم أنها ستتركهم هناك في غزة في منزلهم الذي سوي أرضاً ، ولم تكن تدري أن هذا الحال سيطول لعام ليس فيه أمنيات سوى أن تنتهي الحرب بدلاً من أن تبدأ بخط طريقها وأحلامها ، ولم تكن تتخيل أن المستقبل سيبقى عالق مرهون بمفاوضات تبدأ وتنتهي دون أن تأتي أوكلها ...
بينما يقول عمر إنها فرحة حرمنا منها الاحتلال سلب منا الأجواء الجميلة الزينة والحلويات والزغاريد وترك فينا الرعب والخوف إحنا بغزة لازم نعيش لازم نتعلم ، معبراً أنا زعلان كتير حسرة كبيرة وإلم ووجع بداخلي لكن عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .
ومن زاوية أخرى هناك في ركن داخل الصف كنازحة تتخيل كندا أنها تجلس على طاولة الاختبارات ، تبكي جدران الفصل الذي من المفترض أن تكون فيه تدرس وتجتهد تتخيل الممرات بين الطاولات كيف أصبحت ستائر تفصل بين العائلات التي تقطن ذات الصف ، تقف في طابور المياه وتستذكر الطابور الصباحي وذاك الرقم الذي دونته على الحائط لنتيجتها بغصة ودمعة ..
ويتحسر محمد على عام ضاع هباء منثوراً فقد كان متحمساً للمنافسة والتصدر لكنه اليوم يبكى زملاءه الذين نالوا الشهادة مبكراً ويعين عائلته في جلب وتوفير قوت يومهم .
ويشار أن هناك من حالفه الحظ وخرج من بوابة الموت والتحق بأخر أمل له لاجتياز اختبارات الثانوية داخل السفارة الفلسطينية في مصر حين فتحت أبوابها للفلسطينين و تقدم 800طالب وطالبة للاختبارات وهم مرهقين واليوم ينتظرون متعبين الأمل الذي لحقوه .
ويذكر منذ أن شن الاحتلال العدوان لم تسلم المدارس من الاستهدافات وكأن هدفاً من أهدافه الأساسية تدمير العملية التعليمية حيث استهدف أكثر من 300مدرسة هدمت بشكل كامل وجزئي وأخريات اليوم مليئات بالنازحين فلا بيت ولا مآوى اليوم لهم سوى تلك المدارس التي أصبحت كمراكز للإيواء تضم الآلاف النازحين والعائلات يتمنون أن تنتهي الحرب ..