الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:23 AM
الظهر 12:24 PM
العصر 3:38 PM
المغرب 6:09 PM
العشاء 7:24 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

باحثون: هجمات المستوطنين على المتضامنين الأجانب محاولات لكسر معنويات الفلسطينيين وعزلهم

 في الوقت الذي تستمر فيه الدول الغربية في فرض عقوبات متفاوتة على شخصيات إسرائيلية استيطانية متطرفة، تتوالى اعتداءات المستوطنين على متضامنين أجانب مع الشعب الفلسطيني.
ففي الأسبوعين المنصرمين شن هؤلاء أكثر من 4 هجمات، كان آخرها ما حدث في قرية صرة جنوب مدينة نابلس، حيث هاجم مستوطنون ثمانية متطوعين أجانب من جنسيات ألمانية وأمريكية.
وتزامن ذلك مع إقرار الهيئة العامة للكنيست، يوم الأربعاء 17 تموز/يوليو، بدعم الحكومة والائتلاف ونواب كتل المعارضة، وبالقراءة التمهيدية، مشروع قانون يحظر منح تأشيرة دخول لكل شخص أو ممثل لجهة عالمية يؤيد فرض مقاطعة على إسرائيل، بسبب سياساتها، أو أنه يؤيد تقديم إسرائيليين للمحاكم الدولية، بسبب نشاطهم، أو ينفي وقوع الهولوكوست.

وثقت الفيديوهات الهجمة العنيفة للمستوطنين على المتضامنين الأجانب، حيث ظهر مستوطنون مقنعون ومسلحون بالهراوات وبعصي وقضبان حديدية ينهالون على المتضامنين الثمانية بالضرب الوحشي وهم يصرخون من دون أي نتيجة.
وبعد وقت قصير، نُقل المتضامنون إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وهناك رووا جانبا من حكاية الاعتداء عليهم بعد أن حاولوا مساعدة مزارعين فلسطينيين في حراثة أرضهم.

وقال المتضامن ديفيد هامل، وهو ألماني يعيش في الولايات المتحدة، إنهم تعرضوا للضرب بقضبان حديدية وحجارة، مشيرا إلى أن المستوطنين كانوا يحملون أنابيب معدنية وعصياً خشبية عندما توجهوا نحو المزارعين.
وصرح المتطوع هامل بأنه تعرض للضرب على ساقه وذراعه وفكه، مبينا أن الضرب كان عنيفا للغاية.
وقال في حديث صحافي: «كان الهجوم علينا فظيعا ومروعا.. لم نشكل عليهم أي خطر، لقد انهالوا علينا بضرب عنيف».
وأضاف: «ليس لدي شك لو أن من تعرض للاعتداء كانوا فلسطينيين لتعرضوا لهجوم أعنف مما تعرضنا له».
وكانت أستراليا آخر دولة تحذو حذو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عبر فرضها عقوبات مالية وحظر سفر على 7 مستوطنين إسرائيليين وحركة استيطانية جراء تورطهم في أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في بيان لها قبل أيام بأن الحركة كانت مسؤولة عن التحريض على العنف وارتكابه ضد الفلسطينيين، في حين تورط المستوطنون في «هجمات عنيفة على فلسطينيين» تتضمن «الضرب والاعتداء الجنسي والتعذيب»، مما أسفر عن إصابات خطيرة وفي بعض الحالات الوفاة. وبناء على ذلك، ستفرض الحكومة الأسترالية عقوبات مالية ومنع سفر على كل من ينون ليفي، وتسفي بار يوسف، ونيريا بن بازي، وإليشا ييرد، وديفيد حاي تشاسداي، وإينان تانجيل، ومئير إيتنغر، وجماعة «شباب التلال» المعروفة بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
وتأتي هذه الخطوة من الحكومة الأسترالية بعد أن فرضت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان عقوبات على بعض المستوطنين الإسرائيليين ردا على أعمال العنف في الضفة الغربية.

وحسب الناشط صلاح الخواجا فإن هجمات المستوطنين بحق المتضامنين الأجانب تأتي ضمن إطار أوسع للهجمات التي يشنها المستوطنون في عموم الضفة الغربية، وخاصة في مناطق التجمعات البدوية.
وأضاف في حديث لـ»القدس العربي»: «يدرك المستوطنون أن المتضامنين الدوليين ودعاة السلام من أي مكان في العالم أصبحوا عقبة أمامهم، سواء بسبب ما يشكلونه من عملية ضغط على المؤسسات الدولية او تعزيز الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية» .
ويرى الخواجا وهو باحث وناشط في مجال مقاومة الاستيطان: «من هنا بدأت عملية التصعيد وحالة المواجهة وردع هذه المجموعات ضمن ثلاثة مستويات: أولا بدأ الأمر بقرار حكومة الاحتلال التي وضعت أكثر من ألف شخصية بما تسمى «القائمة السوداء» بحيث يمنع دخولهم للأراضي الفلسطينية، أما الخطوة الثانية فتضمنت منع المتضامنين من دخول بعض المناطق حينما يكون العنوان الدخول الى القدس ومناطق في الضفة الغربية بحيث قاموا بعرقلة دخولهم ووجودهم في الضفة الغربية، وثالثا: محاولة ضرب الروح المعنوية للمتضامنين من خلال الاعتداء عليهم كما حدث بشكل جنوني في قرية قصرة وتهديدهم بالقتل إلى جانب اعتداءات مماثلة في منطقة «رأس العوجا» في أريحا قبل نحو أسبوعين، حيث دخلوا إلى مكان مبيتهم في التجمع البدوي وقاموا بالاعتداء عليهم وتهديدهم، وكذلك منع دعاة سلام ومتضامنين دوليين من الوجود بالقرب من قرية كفر مالك القريبة من مدينة رام الله بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، وبالتالي يمنع على أي فلسطيني وأي متضامن الدخول اليها» .
ويوضح أن هناك فرقا بين مفهوم المنطقة العسكرية اليوم وسابقا، فالمنطقة العسكرية كانت تفرض سابقا على الفلسطينيين والمستوطنين منع الدخول وذلك لأسباب أمنية أو لإجراءات التدريب العسكري، وهي منطقة تعلن خلال تاريخ محدد وتنتهي بتاريخ أيضا، أما اليوم فأصبحت تعتبر كل المناطق شرق شارع 60 مناطق محرمة على الفلسطينيين ومن أي جنسية أجنبية، بمعنى يحرم من الوجود فيها أصحاب الأراضي أو المتضامنون.
ويرى الناشط الخواجا أن الهجمات العنيفة «ليست رسالة مضادة وردا على القرارات الغربية بحق المستوطنين، بل هي رسالة لقمع حركة التضامن الدولي التي تزداد يوميا، وهي مؤشر يؤكد مرة أخرى أثر التضامن على حكومة الاحتلال، فحجم التضامن الدولي مع غزة مثلا في الجامعات وساحات العالم في كندا وبريطانيا وكل أوروبا كبيرا جدا وهو أمر يزعج الاحتلال الإسرائيلي من دون شك».
ويشدد على أن جزءاً من الحشود الدولية اليوم مرتبط بحركة التضامن مع المجتمع الفلسطيني من حيث التنظيم والمتابعة والتوثيق وتعرية الاحتلال وفضح روايته وممارساته على أرض الواقع.

ويقرأ خواجا عمليات القمع الوحشي للمستوطنين على أنها جزء من ممارسات سياسية أكبر ويقول: «كل الإجراءات التي اتخذتها دولة الاحتلال هي عمليات من أجل الضغط والابتزاز، وجزء من هذه العمليات انصب على الأكاديميين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو تزوجوا من أجنبيات وحصلوا على جنسيات غربية، هؤلاء بدأوا بالضغط على الاحتلال فقام بخطوة مقابلة حيث لم يجدد الفيزا أو تصاريح الإقامة في الضفة الغربية لأكثر من 5 آلاف أكاديمي، وذلك من دون وجود مبررات ذات مشروعة».
ويختم الخواجا بالقول إن سلوك المستوطنين هو محاولة في الاستمرار في الابتزاز والضغط على من يناصر القضية الفلسطينية ومحاصرة الفلسطينيين وعزلهم، والهدف من كل ذلك هو كسر المعنويات الفلسطينية عبر أدوات استعمارية متكاملة لكسر المعنوية الفلسطينية ومحاولة أثقال الحياة والعيش في المناطق الفلسطينية.

أما عيسى عمرو، وهو الناشط في تجمع «شباب ضد الاستيطان»فيرى أن الهجمات على المتضامنين الأجانب فعل تضاعف بعد قدوم حكومة اليمين الإسرائيلية، ويقول لـ «القدس العربي» «إزاء حكومة هدفها الاستيطان وطرد الفلسطينيين من أماكن عيشهم وأماكن سكنهم وتحديدا في مناطق «ج» وعلى أجندتها ضم الضفة لدولة الاحتلال، وهو ما تضاعف بعد الحرب على قطاع غزة حيث استغلت هذه الحكومة انشغال العالم بالحرب بتوجيه المستوطنين لتحقيق هدف تفريغ المناطق الفلسطينية».
ويتابع: «المتضامنون الأجانب في العالم قاموا بالعديد من الفعاليات العالمية لعزل دولة الاحتلال، وحثوا حكوماتهم على عدم دعم دولة الاحتلال، كما نشطوا في ظل حركات الطلبة في الجامعات الغربية والعالمية وهو أمر قاد إلى فضح ممارسات الاحتلال أكثر. وهو ما ترتب عليه غضب اليمين المتطرف في دولة الاحتلال من المتضامنين الأجانب، وهو غضب انصب على المتضامين الموجودين مع المواطنين في مناطق التماس والمناطق الساخنة، حيث يحضر هؤلاء بهدف توثيق الأحداث ويقومون بعمليات مرافقة رعاة الأغنام والمزارعين في المناطق المستهدفة استيطانيا، وهو ما جعلهم هدفا للمستوطنين حيث يتم طردهم وضربهم وتخويفهم والانتقام منهم بسبب تأثيرهم الدولي الكبير جدا».
ويقرأ الناشط عمرو ما يجرى في الميدان بصورة مختلفة حيث يقول: «كلما زادت الاعتداءات على المتضامنين الأجانب تزيد حركتهم وحضورهم عالميا، وكلما تزيد قوتهم ومناصرتهم للقضية الفلسطينية، فالأجنبي الذي يوجد في مناطق التماس غالبا ما يكون من دون خبرة كبيرة، لكنه مع الوقت يتعلم أكثر عن واقع الصراع، وعندما يتم الاعتداء عليه تصبح القضية معه شخصية وحقوقية، كما أن الجهات التي تدعم هؤلاء المتضامنين وترسلهم إلى هنا تكون لديها مادة أقوى عند الحديث مع المسؤولين الغربيين وحكوماتهم».
وبحكم تجربة عمرو في «تجمع شباب ضد الاستيطان» حيث يعمل مع مجموعات من المتضامين فإن «الاعتداء على المتضامنين الأجانب يزيد قوة التضامن ويضاعف من الحقائق حول واقع فلسطين ويزيد من عزل إسرائيل، حيث يرى المتضامنون عنف الاحتلال وعنف المستوطنين ويرون دعم دولة الاحتلال التي ترعى إرهاب المستوطنين أيضا».
ويقول إن المتحدثين في دولة الاحتلال يريدون أن يكونوا الصوت الوحيد في العالم، حتى أنهم يريدون التحدث للعالم باسم الفلسطينيين «نلاحظ أنهم يصفوننا بأننا غير متطورين وغير متحضرين، يتحدثون عنا بصفتنا حيوانات بشرية، وهم بخطابهم يحاولون قتل صورة المواطن الفلسطيني وحقة في تقرير مصيرة وحريته وعدالة قضيته، ويحاولون تمثيل الفلسطيني بصفته حيوانا يريد الأكل فقط وليس بصفتنا أمه تريد الحقوق السياسية والوطنية والعدالة ومحاسبة الاحتلال وآخر الاهتمام الأكل والشراب».

وفي ضوء هذا الواقع، يرى الناشط عمرو في وجود الأجانب «بابا كبيراً يفتح لنا أبوابا لإيصال رسالتنا والتحدث حول ما يجري على الأرض ونرسل للعالم الحقيقة، فهناك حرب على السردية، من هو صاحب الحق ومن هو المظلوم من الاحتلال والاستيطان، هنا نلحظ أن دولة الاحتلال تعتدي علينا وتبني المستوطنات وتصور نفسها أنها تدافع عن نفسها وتطلب من العالم المساعدات والمعونات».
ويكمل في المحور نفسه: «لقد أصبحت سرديتنا أقوى وسردنا أصبح يصل للعالم، هناك ناس كثر في العالم أصبحوا يعرفون أكثر عن فلسطين وعن الدور الذي تقوم به حكوماتهم في دعم الاحتلال بشكل مباشر وغير مباشر».
ويرى أن سياسات الاحتلال اجتهدت كثيرا من أجل منع التضامن مع فلسطين، ومن أجل منع دخول المتضامنين، وكذلك من خلال عزل واعتقال وتشويه هؤلاء المتضامنين، وهو أمر طال حتى المتضامين اليهود الذين تم وصفهم بأنهم «يهود يكرهون أنفسهم».
ويختم: «هناك تنام لحركة كبيرة في العالم على الرغم من كل المضايقات وكل محاولات عزل الفلسطينيين، فحركات التضامن الدولية والتي توجد محليا يعني أن يكونوا على الأرض وجزءا من معركة الميدان والتي هي بالضرورة معركة على السردية أو الرواية الفلسطينية والتي لا تقل عن معركة الميدان أو الأرض».

Loading...