تداعيات تدمير البنية التحتية في مخيمات الضفة على حياة اللاجئين
خاص - رايـــة
سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر شبكة رايــة الإعلامية الضوء على تداعيات عدوان الاحتلال على البنية التحتية بالمخيمات في الضفة الغربية على حياة اللاجئين، إذ أنه إلى جانب عمليات القتل والاعتقال والتنكيل والتي ازداد حدتها منذ 7 أكتوبر الماضي في مختلف مناطق الضفة الغربية؛ نجد أن التصعيد استهدف المخيمات بشكل مضاعف وخاصة شمال الضفة.
وتتعمد قوات الاحتلال تدمير البنى التحتية وإحداث أضرار بالغة في الشوارع الرئيسية والفرعية بالمخيمات ومحيطها، كما تقوم بحفريات يصل عمقها إلى أكثر من متر الأمر الذي تسبب بإتلاف شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وتدمير منازل المواطنين وتحطيم كل ما يأتي في طريقها من مركبات وممتلكات خاصة وعامة.
وقال أنور حمام وكيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، إن حكومة ااحتلال اليمينية المتطرفة تتجه إلى حسم الصراع على أرض فلسطين عبر 3 مستويات أساسية (الإجهاز على قضية اللاجئين، ثم الإجهاز على قضية القدس، وأخيرا الإجهاز على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية).
وأكد حمام في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن الاحتلال اتخذ الهجوم على اللاجئين بشكل مكثف عبر مستويين، الأول تحطيم وإبادة المخيمات، والثاني الهجوم على الأونروا، مشيرا إلى أن الاحتلال تعمّد إبادة جغرافيا المخيمات وتحديدا في قطاع غزة، بهدف إفراغ المخيمات ودفع اللاجئين نحو النزوح ثم التهجير خارج فلسطين.
وشدد على أن الهجوم المكثف على مخيمات الضفة الغربية كان سابقا للسابع من أكتوبر، ونموذج لذلك ما حدث في مخيم جنين العام الماضي، مؤكدا على أن الاحتلال يهدف من خلال ذلك تحطيم المخيم كـ "وعاء اجتماعي نضالي"، بالإضافة إلى تحطيم فكرة تعريف اللاجئ الفلسطيني.
ووفق حمام، فإن الاحتلال يهدف إلى تحطيم المخيم كـ "محطة انتظار على طريق العودة"، بالإضافة إلى تدمير المخيمات التي تعتبر محطات إنتاج الهوية والثقافة الوطنية والحقوق الفلسطينية والتي يتوارثها المواطنين جيلا بعد جيل بالمخيمات، لافتا إلى أن الاحتلال يرى أن المخيم يمثل رمزا للصمود والثورة والحقوق.
ولفت إلى الاحتلال يقوم بتحطيم المخيمات لجعلها بيئة طاردة، وجعل إمكانية العيش فيها مستحيلة، وبالتالي دفع الناس إلى مغادرة المخيم، وبدأنا نلمس "هجرة قسرية" ما بين الليل والنهار من داخل المخيمات إلى خارجها في الضفة الغربية، داعيا إلى جهد متكامل لرفع الصوت عاليا من أجل إبراز معاناة اللاجئين.
بدورها، وصفت رئيسة جمعية مخيم نور شمس لتأهيل المعاقين نهاية الجندي، الواقع في المخيم بـ "الصعب جدا" خاصة بعد اقتحام قوات الاحتلال الأخير الذي كان ضمن خطة ممنهجة لتدمير البنية التحتية داخل المخيم وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها كما يحدث في قطاع غزة.
وأضاف الجندي في حديث لـ "رايـــة" أن قوات الاحتلال قامت بتدمير الشارع الرئيسي لمخيم نور شمس ودمّر كافة شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، مشيرة إلى أن الاحتلال قام بحفر الشارع بعمق 3 أمتار وحتى الآن لم تعد الكهرباء إلى المخيم، إذ تم وضع الركام على المحال التجارية جميعها من أول المخيم حتى آخره.
وأكدت مخيم نور شمس أصبح الآن مثل قطاع غزة، إذ يعاني حاليا من "نكبة اقتصادية وصحية وبيئية وتدمير بيوت"، ويحتاج إلى جهود عظيمة ومنظمة وضمن خطة ممنهجة من جميع الوزارات والمؤسسات ووكالة الغوث والسلطة الوطنية وجهات الاختصاص وتشكيل لجنة فنية لمتابعة الحدث داخل مخيم نور شمس.
وأوضحت الجندي أن حارة المنشية في مخيم نور شمس هي الأكثر تضررا من الاقتحامات، إذ باتت دون أي معالم، وحتى الآن الكهرباء والمياه مقطوعة، والأهالي ليس لديهم أي ممتلكات داخل البيوت التي تم تدميرها، مشيرة إلى أن بعض البيوت أصبحت "معلّقة" وآيلة للسقوط، وعملية إزالتها تحتاج إلى أكثر من شهر.
من جهته، قال حسين الشيخ علي رئيس جمعية وادي الحوارث بمخيم طولكرم، إن ما يقوم به الاحتلال من تدمير ممنهج لمخيمات اللاجئين هو نوع من العقاب الجماعي للفلسطينيين، والهدف منه ضرب الحاضنة الاجتماعية والشعبية للمقاومة، وخاصة في شمال الضفة الغربية.
وأضاف الشيخ علي، أن واقع مخيم طولكرم هو نفس الواقع الذي يعيشه مخيم نور شمس، معتبرا أن قضية اللاجئين هي عصب القضية الوطنية الفلسطينية، وبالتالي إنهاء قضية اللاجئين يعني القدرة على إنهاء "حق العودة" والقضايا الوطنية التي يطالب بها الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن معظم سكان المخيمات هم من الطبقة العاملة، وباتوا بدون عمل منذ 10 شهور، وبلغت نسبة البطالة في الطبقة العاملة بمخيمات شمال الضفة الغربية إلى 86% وهي نسبة مرتفعة ومتواصلة أيضا، وأدت هذه البطالة إلى نوع من "الفقر المدقع" وهو ما انعكس على واقع المعيشة الصعبة بالمخيمات.
يذكر أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايــــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.