ما مدى تأثير نتائج انتخابات بريطانيا وفرنسا على القضية الفلسطينية؟
خاص - راية
سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر شبكة رايــة الإعلامية الضوء نتائج الانتخابات البريطانية والفرنسية وأثرها على واقع التضامن مع الشعب الفلسطيني.
د. دلال عريقات الأستاذ المشارك في الدراسات الدبلوماسية في الجامعة العربية الأمريكية، تحدّثت عن آثار موقفي بريطانيا وفرنسا من الحرب على نتائج الانتخابات البرلمانية.
وأكدت عريقات أن الرأي العام في البلدان الأوروبية وتحديدا بريطانيا وفرنسا تغيّرت تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهناك تظاهرات ووقفات عديدة رافضة في عواصم هذه البلدان.
وأشارت إلى ضرورة التمييز بين الرأي العام وبين نتائج الانتخابات، إذ أن حرب غزة والجرائم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني كان لها تأثير، ولكن بكل واقعية ليس كل شيء يدور حول فلك القضية الفلسطينية.
ولفتت عريقات في حديثها لـ "رايـــة" إلى أن زيارة وزير الخارجية البريطاني لفلسطين قبل أيام تشير إلى أن مواقفه لم تتغير لدرجة كبيرة، ولم يوقف التسليح إلى إسرائيل.
وقالت إن الموقف الفرنسي أبسط من البريطاني لأن البريطانيين لديهم مسؤولية تاريخية عما يحدث في فلسطين، وبالتالي عليهم عمل الكثير في وجه جريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال الباحث السياسي د. أيمن يوسف، إن هناك تحولات هامة سواء في فرنسا أو بريطانيا، لافتا إلى أن التحول في فرنسا أكثر وضوحا بعد صعود اليسار بلونه التقليدي.
ووفق يوسف، ففي الحالة البريطانية، حزب العمال شهد صعودا وهو حزب اشتراكي وليس يساري "وسطي"، مؤكدا أن هناك استنهاض واضح للناس خاصة في الأرياف والمدن الصغيرة والأقليات.
وشدد يوسف في حديثه لـ "رايـــة" على دور الشباب الكبير وخاصة الطلاب والذي كان مصوّت مهم للأحزاب التي انتصرت بالانتخابات البرلمانية في فرنسا وبريطانيا.
وأضاف: "أعتقد أن الأجندات الاجتماعية الداخلية تناغمت بشكل واضح مع الغضب الذي حدث فيما يتعلق بما يحدث في قطاع غزة وحالة التضامن مع الفلسطينيين".
وأكد يوسف أن التظاهرات المليونية التي خرجت في فرنسا وفي ليفربول ومانشستر وباريس وليون انعكست بشكل واضح على صناديق الانتخابات، وغزة كانت حاضرة في نتائج الانتخابات.
ورغم ذلك، يرى د. أيمن يوسف أنه من غير المتوقع أن يكون هناك تحول هام في السياسة الخارجية البريطانية خاصة فيما يتعلق بإسرائيل؛ على الأقل في المدى القصير والمتوسط.
بدوره، قال يسار أبو خشوم الباحث في الشأن الأوروبي، إن الجبهة الشعبية الجديدة "الإطار الموحّد" التي فازت بالانتخابات البريطانية؛ تتبنى مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.
واعتبر أبو خشوم في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن تأثير نتائج الانتخابات على القضية الفلسطينية سيكون "محدودا" على المدى القصير ويعود ذلك لعدة عوامل منها عدم حصول اليسار على أغلبية مطلقة.
ولفت إلى أن هناك تبعية تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يؤثر على فعالية الدور الأوروبي في القضية الفلسطينية، وهي عقبة مستمرة خاصة مع استمرار حرب أوكرانيا.
ولا يرى أبو خشوم أي تغير إيجابي في الأفق بما يتعلق بالموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الأهمية الكبرى في هذه الانتخابات تكمن في عدم فوز اليمين بحد ذاته.
يذكر أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايــــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
