"مثل دوامة شياطين ".. هل يصبح بن غفير رئيسا لوزراء اسرائيل؟
لم يكن هذا مجرد عنوان لمقال في صحيفة معاريف العبرية يوم أمس الأربعاء، ولكن كاتبه ران أدليست استند في هذا التوقع أو التخوف إلى استطلاع أجرته هذه الصحيفة مؤخرا.
وقال الكاتب إن الاستطلاع الذي لم يحدد تاريخه، توصل إلى أن ربع مصوّتي كتلة اليمين الإسرائيلي يعتقدون أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ينبغي أن يقود هذه الكتلة بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، والذي يتزعم حزب الليكود، ويقود الكتلة في الكنيست.
وأوضح أن إيتمار بن غفير رئيس حزب العظمة اليهودية "يحظى في عصر ما بعد ولاية نتنياهو بتأييد 24% من مصوّتي الكتلة اليمينية، بفارق واضح عن مرشحين آخرين، حيث يأتي بعده يوسي كوهين (الرئيس السابق لجهاز "الموساد") بـ14%".
وعقّب على ذلك بالقول "لا تقولوا إنه يوجد تخمين مستحيل في عصر دوامة شياطين السياسة الإسرائيلية".
واعتبر الكاتب أن بن غفير يتجه نحو رئاسة الوزراء ليس بسبب "جنون العظمة" فقط حسب قوله، بل أيضا بسبب "إدارته للطريق نحو رئاسة الوزراء" من خلال استهداف جمهور حزب الليكود، واصفا إياه بـ"البطة العدوانية"، وبأنه "سيكون الشخص الأكثر تهديدا للأمن في الشرق الأوسط".
وفصّل الكاتب في الخطوات التي اتخذها بن غفير للوصول إلى غايته، وقال إن هدفه التكتيكي هو توسيع دائرة مؤيديه، حيث عمل على شراء من يسمون بـ"فتيان التلال"، وهو تنظيم إرهابي متطرف متهم بارتكاب هجمات ضد الفلسطينيين.
ويعود الظهور الأول لـ "فتيان التلال" إلى عام 1998، عندما دعا وزير الحرب الإسرائيلي حينذاك أرييل شارون الشباب الإسرائيلي للاستيلاء على قمم التلال في الضفة الغربية ، في خطوة لإحباط محادثات السلام التي بدأها رئيس الوزراء نتنياهو.
وأوضح الكاتب أن بن غفير بدأ التسويق لنفسه في الانتخابات بصفته شخصا يكره العرب عامة، وصاحب القبضة المتشددة، وانتقل بعد ذلك إلى السيطرة على روح وعقل شباب حزب شاس، وهو حزب ديني يميني متشدد، بالإضافة لشباب الأحزاب الدينية الحريدية.
وقال إن بن غفير يستخف بالجميع بمن فيهم الحاخامات، ويظهر نفسه بصفة المناضل من أجل الشباب الحريدي الذي يرى أن الكتلة العلمانية واليسارية تتنكر له.
وأضاف أن "عشرات الآلاف منهم يرون فيه الزعيم الذي يعبر عن تمرد الشباب أو إحباط مراهقتهم".
وخلص الكاتب إلى أن طريقة عمل بن غفير تكشف أن الهدف الإستراتيجي الأكبر له هو رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أنه يعمل كذلك على القاعدة الأكثر يمينية في حزب الليكود واليهود الشرقيين.
واعتبر الكاتب أن "الافتراض العملي المعقول هو أن قاعدة اليهود الشرقيين في الليكود لن تتوج وزير الحرب يوآف غالانت زعيما، كما لن تتوج وزير الخارجية وعضو مجلس الوزراء يسرائيل كاتس، ولا وزير الاقتصاد والصناعة نير بركات زعماء، واصفا إياهم بأنهم "يزحفون تحت مكتب نتنياهو لجمع الفتات".
وختم الكاتب مقاله بالاستدلال على وجاهة مخاوفه من صعود بن غفير بمقابلة إذاعية أجراها منذ عدة أشهر مع يغئال غيتا، عضو الكنيست السابق من حزب شاس، الذي اعتبر أن "بن غفير هو المنظّر الحقيقي من مجموعة اليمينيين بأكملها".