إعادة انتخاب النائب الفرنسي الذي أثار “هيستيريا” اليمين المتطرف برفع علم فلسطين في البرلمان
أعيد انتخاب النائب عن حزب “فرنسا الأبية” سيباستيان ديلوغو في الدائرة السابعة من محافظة “بوش دي رون” بجنوب فرنسا، وذلك في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، في مؤشر على مدى شعبيته رغم حملة التشويه والشيطنة التي تعرض لها من قبل الأذرع السياسية والإعلامية اليميينية والصهيونية المتطرفة بسبب مواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية وإدانتة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، ورفعه العلم الفلسطيني في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).
وبعد فوزه نشر تدوينة على حسابه على “أكس”، امس الاثنين ، مرفقة بصورة له بالعلم الفلسطيني في الجمعية الوطنية الفرنسية، كتب فيها: “أسارع إلى الجمعية لاستعادة العلم”.
ونشر قبلها تدوينة بصورة له كتب عليها “دائما الأول.. تم انتخابي نائبا من الجولة الأولى.. شكرا”.
وسيباستيان ديلوغو (من مواليد 1987)، والده من أصول أرمينية وإيطالية، ووالدته من أصول جزائرية وإسبانية، كان قد رفع العلم الفلسطيني دعما للفلسطينيين، في نهاية مايو/ أيار الماضي، خلال سؤال موجه للحكومة في الجمعية الوطنية حول الوضع في قطاع غزة.
وجن جنون رئيسة الجمعية، حينها، يائيل برون بيفيه النائبة عن حزب الرئيس ماكرون، التي سارعت إلى تعليق جلسة البرلمان لنحو ساعة، وقررت تعليق عضوية النائب اليساري لمدة 15 يوما، راتبه إلى النصف لمدة شهرين.
واعتبرت النائبة أن ما قام به دلوغو “غير مقبول ولا يمكن التهاون في هذا”. رغم أنها هي المعروفة بدعمها لإسرائيل، كانت ظهرت في الجمعية العامة الفرنسية وهي تحمل دبوسا يجمع علمي فرنسا وإسرائيل. وكانت يائيل برون بيفيه زارت إسرائيل بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبعد انتقادها من قبل حزب فرنسا الأبية اتهمت الأخير بـ”معاداة السامية بدعوى أصولها اليهودية”.
وشاركت يائيل برون بيفيه بدورها في الانتخابات التشريعية المبكرة، لكنها لم تحسم السباق لصالحها من الجولة الأولى، وإن تأهلت للجولة الثانية المقررة في 7 يوليو/ تموز الحالي.
وقد صرح سيباستيان ديلوغو للصحافة، حينها بعد قرار يائيل برون بيفيه “لا يهمني على الإطلاق الحكم، بل هو شرف لي”. وأكد “في الوقت الذي أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة ومكونات لإمداد الجيش الإسرائيلي، وهناك إبادة جماعية تحدث في غزة”. وشدد “الدولة الفرنسية متواطئة اليوم فيما يحدث في فلسطين. أنا ومجموعتنا فخورون بانتمائنا لمعسكر القانون الدولي”.
وبعد أن خرج من مقر الجمعية العامة ذهب ديلوغو إلى مظاهرة مساندة لفلسطين ورفع العلم الفلسطيني ورقص على أغنية “أنا دمي فلسطيني”.
وقد تعرض ديلوغو بعدها ولأيام لحملة شعواء من اليمين المتطرف والأذرع الإعلامية الصهيونية. وقد زادت بعدها بأسبوع، عندما هاجم البرلماني والناطق باسم التجمع الوطني الفرنسي جوليان أودول، وأنصاره من اليمين المتطرف، النائب عن حزب “فرنسا الأبية” بسبب ظهور الأخير في فيديو وهو يقبل علم الجزائر، الذي كان جنب العلم الفلسطيني والتونسي.
وأرفق أدول، وهو عارض أزياء سابق، الفيديو بمنشور على حسابه على “أكس”، وكتب: “بالنسبة للنائب اليساري الإسلامي سيباستيان ديلوغو الجزائر في القلب، وفرنسا في الجانب السياسي فقط”.
ورد عليه ديلوغو، الذي لديه أصول جزائرية من جهة أمه، “هل يزعجك وجودنا..أنت الذي عُرفت بإهانة امرأة محجبة. وإلا يمكنك أيضًا إغلاق فمك، فهذا سيمنحنا إجازة”.
ويشير النائب اليساري في موضوع الحجاب إلى تغريدة كان نشرها النائب اليميني المتطرف تحدث فيها عن فوز سيدات المنتخب الفرنسي على المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم للسيدات قبل عام، مستهدفا لاعبة المنتخب المغربي نهيلة بنزينة التي دخلت التاريخ كأول لاعبة محجبة في نهائيات كأس العالم الخاصة بالسيدات.
وكتب جوليان أودول على حسابه على “أكس”، مرفقا منشوره بصورة تظهر فيها اللاعب المغربية منكسرة: “برافو لمنتخبنا الفرنسي النسوي تأهله إلى الربع نهائي في كأس العالم للسيدات. هذا انتصار أيضا لحقوق وحريات المرأة ضد الأيديولوجيا الإسلامية، لقد أُقصي الحجاب”.
وأثار منشوره ردود فعل غاضبة وإن غير متفاجئة بسبب سجله وسجل حزبه الإسلاموفوبي والعنصري، من بينها قوله في 2021 إنه “يفضل موت المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية من البرد، على أن يسمح لهم بدخول دول أوروبا الغربية”.
وفي السياق نفسه تعهد الحزب اليميني المتطرف في حالة فوزه بالانتخابات التشريعية وتشكيله الحكومة ـ وإن بدأت هذه الفرضية تبتعد بنتائج الجولة الأولى وفي انتظار الجولة الثانية ـ باستبعاد لفرنسيين مزدوجي الجنسية من مناصب الدولة “الاستراتيجية”، وذهب أحد مرشحيه في الانتخابات إلى القول في نقاش تلفزيوني أن الفرنسية ـ المغربية نجاة فالو بلقاسم (المولودة في المغرب والتي لها اصول جزائرية كذلك)، ما كانت لتعين قبل سنوات وزيرة في فرنسا.