هكذا نشأت بعد وفاة طفلة
(مريم) المؤسسة الأولى في فلسطين لدعم مرضى السرطان
خاص - راية
كان العاشر من أيلول للعام 2004، يوما حزينا لمن يعرف الطفلة مريم حامد، التي توفيت فيه الطفلة مريم حامد متأثرة بإصابتها بمرض السرطان، لكن عائلتها جعلت منها أملا لكل المرضى.
فمنذ وفاتها في إحدى مستشفيات الولايات المتحدة بعد رحلة علاج طويلة، بدأ شقيقها محمد التفكير والعمل في كيفية التخفيف من معاناة مرضى السرطان خصوصا من أبناء الضفة وقطاع غزة.
وقت وفاة مريم كان شقيقها محمد بالناصرة مسقط رأس العائلة، ولم يتمكن من رؤيتها لآخر مرة، حينها تذكر معاناة ذوي المرضى القادمين للعلاج من غزة والضفة في مستشفيات الداخل الفلسطيني.
فكرة مريم
رغم أنه لم يكن قد أتم عامه الخامس عشر حينما توفيت "الطفلة الرقيقة اليانعة مريم" كما يحب أن يصفها شقيقها محمد، إلا أنه همّ بالتفكير والعمل لإطلاق مؤسسة تحمل اسمها لدعم مرضى السرطان.
تحدث محمد لبرنامج "ضيف الراية" عن شقيقته ومرحلة علاجها التي امتدت على ثلاث سنوات، وأهمية دور العائلة في التخفيف عنها الألم، ثم مرحلة انشاء مؤسسة تحمل اسمها بعد وفاتها بالسرطان.
وقال: "كل العيلة كانت بتعيش حياة مريم الصعبة، وكل مرضى السرطان وأهاليهم صاروا زي العيلة الواحدة، كنا نشوف لما نزور مريم في مستشفيات الداخل كيف مرضى غزة بعانوا بسبب غياب الأهل والمرافقين عنهم".
ومن هنا تولدت الفكرة لدى محمد الذي كان يزور شقيقته يوميا بعد الانتهاء من دوامه بالمدرسة، حيث رحلت وتركت أثرا كبيرا في نفسه وكل العائلة.
وحاول محمد افتتاح المؤسسة لكن عمره لم يصل إلى السن القانوني الذي يؤهله لافتتاح مؤسسة، فأكمل دراسته، وظلت للفكرة تنمو في رأسه يوما بعد الآخر حتى أنهى دراسته الجامعية.
وخلال هذه السنوات، كتب محمد كتيبا حول قصة شقيقته مريم.
وكرس محمد وقته طوال فترة الدراسة للتعلم حول هكذا مؤسسات يتم افتتاحها، فعمل على تطوير نفسه ومهاراته عبر التطوع، وصولا إلى اليوم الذي نجح فيه من تأسيس مؤسسة مريم لمكافحة مرض السرطان.
ويقول محمد إن مؤسسة مريم تأسست بمهنية عالية، وتضم شخصيات مهنية منذ نشأتها حتى اليوم.
وكانت الفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا التي توفيت بعد معاناة مع المرض الخبيث، الشخصية الثانية في المؤسسة بعد محمد حامد، لكن ابنة الناصرة رحلت مبكرا، وأصر على إكمال الرسالة والمشوار أكثر.
ومنذ اليوم الأول، تلقى محمد دعما لا محدودا من عائلته خصوصا والده ووالدته وأشقائه، لمواصلة هذه الفكرة التي أصبحت لاحقا المؤسسة الفلسطينية الأولى لدعم مرضى السرطان.
ويرأس محمد، مؤسسة مريم حاليا، وتضم في عضويتها عددا من الأعضاء المهنيين، من بينهم د. وليد النمور رئيس مستشفى المطلع سابقا
مشاريع وأهداف وطموح
ووصلت مؤسسة مريم إلى مكانة مرموقة، إذ لها مشاريعها وأهدافها الخاصة، ولديها حاليا 1200 عضو، وتقدم الخدمات للألاف من مرضى السرطان، بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ومستشفى المطلع ومستشفى النجاح.
ولا تحصل "مريم" على أي تمويل مشروط، إذ يؤكد محمد أنهم بحاجة لدعم أبناء الجالية الفلسطينية من أجل مواصلة العمل والتخفيف من معاناة مرضى السرطان في فلسطين.
كما عملت "مريم" على إنشاء جمعية خيرية مسجلة خارج فلسطين، بالتعاون مع عضو الكونغرس الأمريكي رشيدة كليب التي تعد من أهم الأعمدة الأساسية للمؤسسة.
وتطرق إلى واقع مرضى السرطان في فلسطين، واصفا إياه بأنه صعب ومركب خصوصا في قطاع غزة ثم الضفة.
كما تحدث عن واقع مؤسسة مريم والمشاريع القادمة وطموحهم في المستقبل القريب والبعيد، مشددا على أنهم سيواصلون العمل للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني من مرضى السرطان.