خاص: احتياجات النساء النازحات في ظل الحرب على غزة
خاص - راية
سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر (رايــة) الضوء على احتياجات النساء النازحات في ظل الحرب على غزة، مع دخولها الشهر التاسع على التوالي.
د. هديل قزاز الناطقة باسم مؤسسة "أوكسفام" الدولية، تحدثت حول واقع المرأة الغزية في ظل العدوان المتواصل، موضحة أنه لا يختلف عن واقع سكان القطاع أجمع، حيث يعيش الجميع في رعب وخوف وعدم يقين وتجويع ونقص في الغذاء والماء وغيرها من أشكال المعاناة.
وقالت قزاز: "كل سكان القطاع يعانون، لكن المرأة معاناتها ثلاثة أضعاف غيرها من فئات المجتمع، فهي تعاني كونها امرأة ولها احتياجات خاصة، وأيضا كإنسانة مسؤولة عن آخرين ولديها دور كبير في الرعاية".
وأشارت إلى أن هناك نساء يعانين من أمراض ما يجعل من الصعب عليهن التعامل مع الواقع في قطاع غزة، ويسبب لهم صدمات متتالية بسبب الحروب المتكررة والدمار الشامل الحالي الذي أدى إلى فقدان مصدر الأمان الأساسي وهو البيت.
ولفتت إلى أن هناك معاناة مستقبلية أيضا مرتبطة بالبيت تنتظر كل الفئات لا سيما المرأة، إذ لا يعلم أحد متى يمكن إعادة إعمار هذه البيوت التي تشكل الأمان لأصحابها".
وتطرقت قزاز إلى الاستراتيجيات المتبعة مع النساء للتكيف مع الواقع الصعب في غزة، مؤكدة وحدة محاولات عديدة في هذا الإطار"لكن لا نريد أن نحمل المرأة أكبر من طاقتها في ظل هذه المعاناة غير المسبوقة".
وذكرت أن المعاناة الحالية حقيقية وتقاطعية تشمل كل مجالات الحياة، تكدس ومعاناة وأمراض نفسية وصدمات وأمراض مزمنة.
كما تحدثت عن معاناة النساء المسنات التي تفاقمت في ظل الحرب، ولا يوجد أمامهن أي خيار سوى التأقلم مع الواقع الراهن، رغم الظروف الصعبة والخوف وغياب الأمن والأمان.
وفي سياق متصل، أفادت بأن هناك الكثير من المبادرات الإيجابية بهذا الصدد، إذ كانت المؤسسات النسوية من أوائل المؤسسات التي تستجمع قواها في قطاع غزة خلال العدوان الحالي، ومنها من عملت على تحويل مقراتها إلى مراكز لإيواء النازحين، وأخرى حولت طريقة عملها إلى إنسانية بعدما كانت تعمل في قضايا حقوقية، بالإضافة إلى أن هناك مبادرات فردية مميزة بغزة للنساء خلال الحرب للتعامل مع الواقع.
من جانبها، تحدثت د.لونا سعد الناشطة والمستشارة في مجال حقوق المرأة والإنسان، حول قدرة النساء على الصمود، موضحة أنها أصبحت الآن أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل الحرب.
واستعرضت د. سعد، مبادرات على مستوى الأفراد والمؤسسات لإعطاء بعض الفرص للصمود في ظل الجرائم الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى وجود مبادرات للتعليم أطلقتها نساء في ظل إغلاق المدارس وتوقف التعليم؛ كي يبقى الطفل في مجال التعليم، وكذلك مبادرات في المجال الصحي.
وذكرت أن الدورة الشهرية للنساء في غزة صعبة مع انقطاع المواد اللازمة، حيث صارت تلجأ للقماش الممزق كبديل في ظل غياب الفوط الصحية؛ بسبب الظروف الصعبة التي يفرضها العدوان الإسرائيلي.
وتطرقت إلى مسألة تكيف النساء مع الواقع الصعب في غزة جراء العدوان المتواصل، وكذلك الإجراءات التي يجب على الجميع تقديمها لتخفيف معاناة المجتمع خصوصا النساء.
وقالت إن الحرب التي تشن على قطاع غزة ليست عادية، إنما مجازر تطال الجميع، مستطردة: "قطاع غزة محاصر ولا يمكن وضع العبء على النساء، لذا لا بد من تضافر جماعي من المؤسسات الفلسطينية والإقليمية والدولية".
وأضافت أن انعدام الأمن الإنساني، شيء أساسي "فجميع المبادرات تعمل تحت ضغط نفسي ولا أحد مستنثى من القتل والدمار".
وشددت على ضرورة حشد الجهود مع المؤسسات الدولية التي ما زال دورها ضئيل جدا، مؤكدة أهمية أن يكون هناك حراك أكبر معهم لتوفير المساعدات والتدخلات الضرورية وإنهاء الحرب على غزة لمساعدة النساء وتوفير الأمان لهن.
وتابعت: "يجب وضع استراتيجية لكل المؤسسات لتعمل بشكل قوي والعمل بها في الخارج والداخل لوقف العدوان وإنهاء المعاناة".
كما تحدثت عن تصنيف النساء والأطفال في غزة من ناحية حقوقية، وقالت إنه "بناء على جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، هناك مجازر ترتكب وتستهدف النساء والأطفال".
وأضافت: "على مستوى هذه المواثيق، المجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، لذا القوانين لصالحنا وهي موجودة لكن عملية التنفيذ تربطها مصالح سياسية واقتصادية، فلا بد من منهجيات لتفعيل هذه القوانين والقرارات الدولية لمساءلة الاحتلال على جرائمه".
يذكر أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
https://www.raya.ps/new-programs?episode=1174735