"التعليم البيئي": 5 حزيران فرصة لإظهار الإبادة والظلم البيئي
اعتبر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة أن يوم البيئة العالمي، الذي يصادف في 5 حزيران كل عام، فرصة لإظهار الإبادة والظلم البيئي في قطاع غزة، تبعًا لتوصيف القاعدة (45) من القانون الدولي الإنساني العرفي.
وأكد المركز في بيان صحافي، أن تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية والبيئية في غزة بحسب منظمة الأمم المتحدة وأطرها الإغاثية والصحية والبيئة تشير إلى كارثة وجحيم يعشه القطاع في كافة المناحي، ويحتاج محو آثاره المادية لسنوات طويلة، فيما سيتعذر وضع حد لآثاره الإنسانية التي بلغت درجة لا توصف من التأزم.
وأشار البيان إلى أن تزامن يوم البيئة مع ذكرى النكسة عام 1967 يجب أن يذكر العالم بممارسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تنتهك كل قيم الحياة، ولا تبالي بقرارات العالم ولا قوانينه، وتفعل ما يحلو لها بالتنوع الحيوي، وتهدد التراث الطبيعي والثقافي، وتدمر كل شيء.
وذكر المركز بأن هذه المناسبة تتزامن مع اعتراف 4 دول أوروبية بفلسطين وحقها في تقرير مصيرها، واستعادة حريتها وفق القوانين والقرارات الأممية، وفي مقدمتها حق العودة، ما يعني ممارسة سيادتها على بيئتها ومواردها وثرواتها الطبيعية، وحل الكثير من التحديات التي تواجهها.
وأضاف أن العالم يعتبر هذا اليوم أساسًا لتشجيع الوعي العالمي والعمل من أجل حماية البيئة، ويشارك أكثر من 150 بلداً في إحيائه كل عام بقيادة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لكن فلسطين تبدأ سنة احتلال جديدة تسمم كافة أشكال الحياة.
وأكد المركز أن فلسطين وتلملم في هذا جراحها جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وانتهاك الاحتلال لكل مكونات البيئة الفلسطينية، وسيطرته ونهبه لكل مواردها الطبيعية بالمستعمرات والمعسكرات، واستلابه للمحميات الطبيعية، وتلويثه لكل المواقع بنفاياته الخطرة والكيماوية.
وتحدث البيان عن اعتماد الأمم المتحدة 5 حزيران يومًا دوليًا للبيئة عام 1972، فيما يركز اليوم العالمي للبيئة لعام 2024 على إصلاح الأراضي، والتصحر، والقدرة على مقاومة الجفاف، وتصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإبرام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
ووفق المعطيات الدولية فقد أصبح يوم البيئة العالمي على مدى العقود الخمسة الماضية، أحد أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية. ويشارك فيه عشرات الملايين من الأشخاص عبر الإنترنت ومن خلال الأنشطة والأحداث حول العالم.
وتبعًا للأمم المتحدة، فإنه ليس باستطاعتنا العودة بالزمن إلى الوراء، ولكن يمكننا زراعة الغابات، وإحياء مصادر المياه، وإصلاح التربة، خاصة أننا نحن الجيل الذي يستطيع أن يعيش في وئام مع كوكب الأرض.
ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن نحو 40% من أراضي الكوكب متدهورة، ما يؤثر بشكل مباشر على نصف سكان العالم، ويهدد ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي (44 تريليون دولار أمريكي).
وأورد البيان معطيات تحدثت عن تواتر ومدة حالات الجفاف بـ 29 % منذ عام 2000، ودون اتخاذ إجراءات عاجلة، قد يؤثر الجفاف على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050.
وأشار البيان إلى إصلاح الأراضي التي تعد ركيزة أساسية لعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم البيئية (2021-2030)، وهو دعوة لحشد الجهود من أجل حماية وإحياء النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واختتم المركز البيان بالدعوة إلى الحفاظ على الحيز القليل المتبقي من الأراضي الزراعية، التي يتهددها الاستيطان وتعزلها المعسكرات، وتقطع أوصالها جدران الفصل العنصري.
وحث على وضع حد للزحف العمراني العشوائي، الذي يلتهم المساحات الزراعية المتبقية، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة، ويضرب مفهوم الإنتاج الذاتي للغذاء، ويخلق تحديات بيئية عديدة، ويمس بالتنوع الحيوي، ويعرض عناصره للخطر، ويفاقم تحدي التغير المناخي، الذي يهدد حاضرنا ومستقبلنا.
وأنهى البيان بالدعوة إلى الكف عن الرعي والقطف والقطع الجائر للأشجار والنباتات، واتباع ممارسات زراعية ذكية ومستدامة تساهم في توفير المياه، وتحرص على التربة، ولا تساهم في تلويث البيئة بالمواد الكيماوية، التي تقضي على الأعداء الطبيعة للآفات، وتسمم التربة وتهدد مخزون المياه.