النيران تشتعل في الشمال وبن غفير يدعو لـ"حرق" لبنان
تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية اليوم الثلاثاء محاولاتها للسيطرة على الحرائق الهائلة التي اندلعت قرب مستوطنات ومواقع عسكرية في الجليل الأعلى والجولان المحتل جراء صواريخ أطلقها حزب الله اللبناني.
وتحدث جيش الاحتلال في وقت مبكر اليوم عن تمكن قواته من "السيطرة على بؤر انتشار النيران"، قائلا إنه لا يوجد خطر على حياة السكان.
بيد أنه خلال الليل، كانت النيران لا تزال تشتعل في محيط عدد من المستوطنات، خاصة منها مستوطنة كريات شمونةفي الجليل الأعلى بعد أن وصلت ألسنة اللهب إلى بعض الأحياء.
واستدعى انتشار الحرائق تدخل عدد كبير من فرق الإطفاء وقوات من الجيش والشرطة في محاولة للسيطرة على الوضع، كما تم إجلاء العديد من السكان من كريات شمونة ومستوطنات أخرى في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل.
وقال جيش الاحتلال إن 6 من جنود الاحتياط أصيبوا جراء استنشاق الدخان إثر الحرائق التي اندلعت في المناطق الشمالية.
وأضاف أنه جرى زيادة عدد قوات الاحتياط والأدوات الهندسية في مسعى للسيطرة على الحرائق التي تزامنت مع طقس حار جدا، حيث تجاوزت درجات الحرارة 43 درجة مئوية.
وفي السياق طلبت فرق الإطفاء الإسرائيلية مساء أمس الاثنين دعما من ألوية أخرى للسيطرة على الحرائق الهائلة في كريات شمونة.
وقد نقلت صحيفة يسرائيل اليوم في وقت مبكر اليوم عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أجرى تقييما للأوضاع في الشمال مع قادة الأجهزة الأمنية، وأن سلطة الإطفاء أطلعته على جهود إخماد الحرائق شمالي إسرائيل.
وقال جيش الاحتلال إنه يتعاون مع الجبهة الداخلية وشعبة العمليات وقيادة الجبهة الشمالية لإخماد الحرائق، خاصة في كريات شمونة بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان.
وأضاف في بيان له أنه ضاعف عدد قوات الاحتياط والأدوات في السعي للسيطرة عليها وعدم انتشارها وتشكيلها تهديدا لحياة السكان.
والتهمت الحرائق أجزاء من بعض المنازل في كريات شمونة ومرغليوت ومستوطنات أخرى، وكانت لا تزال مشتعلة حتى مساء أمس في أكثر من 15 موقعا في الجليل والجولان المحتل.
وقالت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية إن الحرائق امتدت بالفعل إلى مئات الأفدنة.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الحرائق ناجمة عن إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة من لبنان.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية محاور طرق عدة في الجليل الأعلى بسبب تلك الحرائق التي أفادت تقديرات إسرائيلية بأنها التهمت ما لا يقل عن 10 آلاف دونم.
وبالإضافة إلى تهديدها أحياء سكنية في بعض المستوطنات، أفادت تقارير إعلامية بأن النيران اقتربت من قاعدة عسكرية إسرائيلية واحدة على الأقل.
وقالت القناة 12 العبرية إن فرق الإطفاء بذلت جهودا لمنع امتداد الحرائق إلى موقع عسكري في الجليل الأعلى.
وقد واجهت حكومة بنيامين نتنياهو انتقادات داخلية كبيرة لفشلها في احتواء الحرائق بسرعة.
وقال الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إن الحرائق في الشمال دليل إفلاس واستمرار لما وصفها بسياسة الاحتواء، في إشارة إلى السياسة التي تنتهجها إسرائيل حتى الآن في الرد على هجمات حزب الله.
وأضاف بن غفير عبر منصة "إكس" أنه "حان الوقت ليحترق لبنان"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الشمال يحترق ومعه أيضا تحترق قوة الردع الإسرائيلية.
وأضاف لبيد أن حكومة نتنياهو هي حكومة الفوضى الكاملة، قائلا إنه "ليس لدى الحكومة خطة لليوم التالي في غزة، ولا خطة لإعادة السكان إلى الشمال، ولا إدارة ولا إستراتيجية.".