خاص| ارتدادات حرب غزة على سوق العمل ومستقبل الاقتصاد الفلسطيني
خاص - راية
سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر (رايــة) الضوء على ارتدادات الحرب على غزة على سوق العمل ومستقبل الاقتصاد الفلسطيني.
مديرة دائرة المرأة والطفل في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين المحامية فيحاء سليمان، الحلقة بالحديث حول أثر العدوان الإسرائيلي على واقع العمال خصوصا الذين كانوا يعملون بالداخل الفلسطيني، قبل الحرب.
وقالت سليمان إن الآثار المترتبة على هذه الحرب ليست وليدة السابع من أكتوبر إنما هي مستمرة منذ عقود، لكن زادت الجرائم الإسرائيلية هذه الفترة وأثرت على جميع النواحي.
وأشارت إلى أن معظم العمال الفلسطينيين مضطرون للعمل بالداخل الفلسطيني بحكم أننا شعب تحت الاحتلال، مبينة أن جميع العمال فقدوا وظائفهم جراء الحرب ما أثر على كل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية كونها مرتبطة معا.
وأكدت أن استمرار العدوان الإسرائيلي وتوقف العمل بالداخل الفلسطيني أدى إلى تفاقم الوضع والتأثير على الفئات كافة من بينها النساء اللاتي اضطرت للعمل جنبا إلى جنب مع أسرتها لسد جزء بسيط من احتياجات العائلة.
من جهته، قدم المحلل الاقتصادي د.ثابت أبو الروس، نظرته للواقع الاقتصادي بعد التهديدات الإسرائيلية في ظل الحرب المتواصلة، وكذلك آفاق للحلول في المستقبل القريب والبعيد.
ووصف الواقع الاقتصادي الحالي بأنه سيء، موضحا أنه لا ينفصل عن الواقع السياسي؛ نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبحسب أبو الروس، تعطل منذ 7 أكتوبر ما لا يقل عن 196 ألف عامل كانوا يعملوا في الداخل الفلسطيني، وتقطع التواصل بين المحافظات الفلسطينية، وضعفت القدرة الشرائية لدى أي مواطن؛نظرا لأنه لا يوجد سيولة نقدية لديهم.
وأضاف: "أيضا السلطة الفلسطينية التي يعمل بها ما لا يقل عن 141 ألف موظف، للشهر الثامن على التوالي ما زال الجانب الإسرائيلي يتعنت في دفع المقاصة للسلطة والتهديدات مستمرة الاستمرار في الاقتطاعات وحرمان خزينة السلطة من الأموال هذه".
وأشار إلى حدوث تراجع على مستوى دخل العائلة، وتعطل العديد من المشاريع الإنتاجية وتكبدها خسائر في ظل استمرار العدوان.
ويؤكد د. أبو الروس أن المستقبل مرتبط بالواقع السياسي. وقال: "إذا حدثت انفراجة سياسية خصوصا إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع، سيكون هناك فورا انفراجة في الواقع الاقتصادي".
من ناحيته، تطرق الباحث الاقتصادي أشرف سمارة إلى تداعيات فقدان أكثر من 500 ألف فرصة عمل على الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل، وأثر ذلك على الطبقات الاجتماعية الأقل حماية.
وقال سمارة إن فقدان فرص العمل يتمثل في انعدام دخل هذه الأسر، ما يؤثر على قدرتها على الإيفاء باحتياجاتها الأساسية.
وأشار إلى أن موظفي القطاع العام يحصلون على دخل غير منتظم، مبينا أن لذلك آثار اجتماعية واقتصادية، وله آثار مرتدة بمعنى أنه لا يؤثر فقط على من ينعدم دخله فقط إنما على التجار وقطاع الإنتاج والصناعة والخدمات والزراعة ما يعني فقدان فرص عمل.
ولفت إلى وجود حوالي 200 ألف عامل فلسطيني بالداخل الفلسطيني، إضافة إلى نحو 19 ألف عامل من غزة كانوا يعملون بالداخل، لكنها تعطلت عن العمل ما أدى إلى استنزاف مدخرات هذه الأسر وعدم القدرة على الوفاء بالتزاماتها.
وذكر سمارة أن الأثر غير المباشر يكون على الاقتصاد ككل، وله ارتدادات على الحركة الاقتصادية في داخل الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاعات واسعة بالصفة بالتزامن مع العدوان على غزة.
ونوه بأن الاحتلال يعمل على تقطيع اوصال التجارة الداخلية بالضفة الغربية، ويضيق على التجارة مع الخارج، ما يؤثر على الأسر والاقتصاد المحلي.
وتوقع أن "استمرار العدوان سيواصل التأثير على الاقتصاد الفلسطيني الهش والضعيف بشكل أكبر".
ووفق سمارة، فإنه حال توقف العدوان، سيتم إعادة بناء الاقتصاد لما كان عليه سابقا أي العودة من تحت الصفر للأوضاع غير الجيدة السابقة.
يذكر أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
https://www.raya.ps/new-programs?episode=1174260