حلم سيطرة السيارات الكهربائية 100% يصطدم بالواقع!
بما أن السيارات الكهربائية أصبحت أرخص وأكثر موثوقية، وضعت الحكومات جداول زمنية طموحة للتخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالبنزين وكهربة الأساطيل. فمثلا، التزمت كاليفورنيا باقتصار بيع السيارات الجديدة على الخالية من الانبعاثات فقط بحلول 2035. لكن خبراء الموارد الطبيعية يصرون على أن أهداف صانعي السياسات غير ممكنة لسبب رئيس واحد بسيط: لا يوجد ما يكفي من النحاس!
وقال ستيفن إندرز، الأستاذ في كلية كولورادو للمناجم والمخضرم في صناعة التعدين لمدة 48 عاما، "لا يمكننا توريد المعادن بالسرعة الكافية".
والنحاس عنصر أساسي في السيارات الكهربائية بسبب خصائصه الموصلة، وتتطلب السيارة الكهربائية النموذجية أكثر من 60 كغم من النحاس، مقابل متوسط 23 كغم فقط لسيارة عادية تعمل بالبنزين. ومع استمرار اتجاه صناعة السيارات نحو الكهرباء، فإنها تقود زيادة هائلة في الطلب على النحاس لا تستطيع صناعة التعدين البطيئة وطويلة الأمد تلبيتها.
وبحسب مجلة فورتشن، يظهر بحث جديد من منتدى الطاقة الدولي أن من أجل تحقيق آمال صانعي السياسات في مجال الطاقة الكهربائية والطاقة الخضراء، هناك حاجة إلى تعدين أكثر من ضعف كمية النحاس التي تم استخراجها طوال تاريخ البشرية حتى 2018 على مدى السنوات الـ25 المقبلة.
وكتب الأستاذ بجامعة كورنيل لورانس كاثلز والأستاذ بجامعة ميشيغان آدم سيمون في تقرير حديث "من غير المرجح أن تكون المناجم الجديدة الإضافية كافية لتحقيق هدف كهربة السيارات 100% بحلول 2035". فالوصول إلى هذا الهدف "يتطلب معدلات غير مسبوقة من إنتاج المناجم".
وبالنظر إلى أن المنجم العادي يتطلب عقودا للبناء، فمن المستحيل زيادة الإنتاج بين عشية وضحاها. كما أن تعدين النحاس مكلف أيضا، والدخول في السوق صعب.
وبحسب إندرز، فإن الوقت المستغرق منذ اكتشاف النحاس حتى الإنتاج الأول هو 23 عاما. وتراوح التكلفة الرأسمالية لبناء مشروع بين 7 و8 مليارات دولار.