ارتدادات حرب قطاع غزة على النساء وأثر ذلك على التنشئة الأسرية
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" من انتاج مؤسسة " REFORM " ويبث عبر أثير "رايـــة"، الضوء على ارتدادات الحرب على قطاع غزة على النساء وأثر ذلك على التنشئة الأسرية في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على شعبنا بقطاع غزة.
وتحدث خلال الحلقة السيد محمد الطويل اختصاصي في علم النفس العيادي، عن محور الآثار النفسية المترتبة عن الحرب على النساء والأطفال بشكلٍ خاص، والتنشئة الأسرية بشكلٍ عام.
استهل الطويل حديثه بالتأكيد على أن الآثار النفسية تساوي الآثار الجسدية في الأهمية، وليست أقل منها، وجميع فئات المجتمع في غزة تحديدا النساء والأطفال يتعرضون لهذه الآثار ويعيشونها يوميا.
فالنساء مثلا، أجبرن على الخروج من بيوتهن والنزوح من منطقة إلى أخرى، وهو ما أفقدهن المنطقة الآمنة لهن وبالتالي فقدن الشعور بالأمان، بالإضافة إلى هذا، كثيرٌ من النساء فقدن أزواجهن وهو ما جعل المرأة تتحمل عبئا آخر، وهو تغطية غياب الزوج والقيام بالمهام المطلوبة منه، فأصبحت المرأة هي الأم والأب في الأسرة، الأم من ناحية أنها تقدم الدعم المعنوي والعاطفي لأطفالها وتحتويهم، والأب حين تنتظر بالطوابير كي تحصل على الماء أو الخبز، كما أنه هناك النساء الحوامل في الحرب، منهن من ولدت رضيعها ومن أجهضت جنينها بأسوء الظروف الطبية وغياب الرعاية الصحية، لدرجة أن بعض النساء اضطر الأطباء والمختصين أن يستئصلوا أرحامهن -مع أنه لو كان لا يوجد حرب لكان هذا الأمر لم يحدث- ما أفقد المرأة قيمتها الذاتية كأنثى، وكل ما سبق ساهم في حدوث خلل في نفسية المرأة وأنوثتها، وفق قول الطويل.
وفي السياق ذاته، وضح الطويل أن المرأة كأم تعيش حالة متناقضة بين الضغوطات السابقة وبين ما تعيشه هي نفسها، فالأم هي ملجأ الأطفال ومصدر الدعم لهم وللناس المحيطة بها لكنها هي أيضا تحتاج من يدعمها ويقف معها، وهنا يقول الطويل أنه يجب على النساء أن يفهمن مشاعرهن ويعبرن عنها دون كبت، لأن الكبت سينفجر بمكانٍ وزمانٍ آخر، وأيضا الاندماج مع المجتمع والتحدث مع الغير يفيد النساء من ناحية تفريغ ما بداخلهم وتشارك الهموم.
ومن جانبٍ آخر، يقول الطويل أن التنشئة الأسرية تتأثر بعلاقة الأم مع الأطفال، وفي مثل ظروف الحرب لا بد على الأم أن تتصرف مع أطفالها بطريقة تحافظ على صحتهم النفسية، فأشار الطويل إلى أن الأطفال يحبون الروتين، فإذا لا يمكن أن يكون هناك روتين مكاني فيمكن خلق روتين زماني، أي أن الروتين متعلق بالزمان لا بالمكان، وهو ما يجعل الطفل متقبل لما يحدث وليس قابلا بشكلٍ تام، كما أن الأطفال يحبون اللعب والترفيه والحركة، فوجود الفعاليات تساهم في خلق نفسية جيدة للطفل، وينصح الطويل الأمهات أن يحاولوا السيطرة على انفعالاتهم ومشاعرهم أمام الأطفال، لأن الصغار يقلدون الكبار، ووصف الطويل ردود الأفعال قائلا: "ردة فعل طبيعية لحدث غير طبيعي"، فإذا ما اقتنعت الأم بهذا الأمر سيسهل عليها التعامل مع أطفالها، من ناحية أن ما يحدث معكم هو طبيعي.
وفي الختام، يكمن دور المجتمع الفلسطيني في محاربة الآثار النفسية السلبية، من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية لتوعية أفراد المجتمع، وتشكيل فرق تدخل نفسي تساعد في معالجة من يعانون من أعراضٍ وأمراضٍ نفسية نتيجة الحرب.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
https://www.raya.ps/raya-programs/cat-program-873916?episode=1172461