مظاهرة في النقب رفضا للهدم والتهجير
تظاهر المئات من أهالي النقب بمشاركة عشرات الناشطين، السبت، على مفرق السقاطي في النقب، احتجاجا على هدم نحو 50 منزلا في قرية وادي الخليل، وتشريد قرابة 500 من أهالها.
وأغلق المتظاهرون مفرق السقاطي ("شوكت") الرئيسي ، ورفعوا لافتات عبروا من خلالها عن رفضهم لهدم القرية وتشريد الأسر العربية وعائلة أبو عصا ومحاولة ترحيلها عن أرضها.
وكتب على بعض اللافتات:" لا للهدم والتشريد"، و"عرب النقب أحق بالأرض"، و"من قبل قيام ‘الدولة‘ نحن هنا"، و"لن نخرج من أرضنا".
وهتف المشاركون في الوقفة رفضا للتهجير ودعما لأهالي قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية متواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ وأدانوا الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي غزة، بحسب قولهم.
وجاءت المظاهرة بدعوة من لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومنتدى السلطات المحلية في النقب، ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية؛ وذلك في أعقاب هدم السلطات الإسرائيلية، يوم الأربعاء الماضي، 47 منزلا في قرية وادي الخليل بالقرب من قرية أم بطين في النقب.
ونفذت عملية الهدم الواسعة، الأسبوع الماضي، في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون، بموازاتها، من اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس.
وكانت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب قد أكدت أن "الهجمة الشرسة على أهلنا من عائلة أبو عصا"، "عملية إجرامية لم يسبق لها مثيل منذ النكبة"، واتهمت اللجنة الحكومة الإسرائيلية بـ"العنصرية والفاشية".
وأشارت إلى أن "من يقود عملية الهدم هو الوزير الفاشي، إيتمار بن غفير"، وشددت على أن "ما يتعرض له عائلة أبو عصا هو نكبة حقيقية، وإرهاب دولة وجريمة تطهير عرقي".
وتتهدد سياسة الهدم والتهجير نحو 120 ألف مواطن عربي في 34 قرية غير معترف بها من قبل السلطات الإسرائيلية، علما بأن الحكومة لا توفر لهذه القرى شبكات كهرباء ولا مياه ولا خدمات تعليم وصحة.
وكان بن غفير قد أشاد بعملية الهدم؛ وقال، في بيان، "يشكل هدم عشرات المباني غير القانونية في تجمع أبو عصا في النقب خطوة مهمة نحو استعادة السيادة والحكم". وأضاف: "كما وعدت منذ اليوم الأول لتولي المنصب، هناك ارتفاع كبير في هدم المنازل غير القانونية في النقب، وأنا فخور بقيادة هذه السياسة".
وبحسب تقرير سابق لمنظمة "ذاكرات"، فإن السلطات الإسرائيلية تعمل على طرد السكان العرب من عشرات القرى، ولاسيما في النقب، بهدف السيطرة على أراضيهم. وتبلغ مساحة النقب نحو 14 ألف كيلو متر مربع، وتقطنها تاريخيا عشائر عربية ترتبط اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن