"قلق" أممي من عنف الشرطة في فض اعتصامات الجامعات الأميركية
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التدابير غير المتناسبة التي تتخذها الشرطة الأميركية لتفريق الاحتجاجات الطلابية الداعمة لفلسطين وفض الاعتصامات الطلابية في عدد من الجامعات.
وانتقد المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك تدخل الشرطة "المبالغ فيه" لفض الاعتصامات الطلابية المناهضة للحرب على قطاع غزة، داخل الجامعات الأميركية.
وقال تورك في بيان إن تدخل الشرطة الأميركية غير متناسب مع المظاهرات التي تشهدها الجامعات، وإن السلطات اتخذت سلسلة من الإجراءات المشددة لتفريق وتفكيك المظاهرات مشددا على أهمية احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي.
وتجتاح الاحتجاجات حرم الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة بعد محاولة الشرطة فض اعتصام مؤيد للشعب الفلسطيني في جامعة كولومبيا بنيويورك، وإزالة الخيام التي أقامها الطلاب في باحات الجامعة، وقد اعتقلت الشرطة خلال محاولة فض الاعتصام تلك أكثر من 100 طالب، الأمر الذي أشعل شرارة الاعتصامات في جامعات أخرى عديدة في مختلف الولايات الأميركية.
ويطالب الحراك الطلابي الذي تشهده الجامعات الأميركية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وقد بدأت جامعة كولومبيا تنفيذ عقوبات تستهدف الطلبة المشاركين في الاحتجاجات.
وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن إنهم بدؤوا تعليق دراسة عدد من الطلاب بعد أن هددت بذلك، ما لم يُنهوا اعتصامهم في حرم الجامعة.
وقالت مجموعة مقاطعة الفصل العنصري في جامعة كولومبيا -في بيان- إن التصعيد الراهن يتماشى مع الحركات الطلابية التي صنعتها كولومبيا في ستينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
واعتبر البيان أن تصرف الجامعة سيفرض عليها مواجهة أيديها الملطخة بالدماء.
رد الطلاب في الجامعة على قرارات الإدارة التصعيدية ضد اعتصامهم بالسيطرة على مبنيين بالجامعة احتجاجا على تلك القرارات.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء ومنصات إعلامية سيطرة طلاب الجامعة على قاعة هاميلتون، حيث أطلقوا عليها اسم قاعة هند تكريما لهند رجب الطفلة الفلسطينية البالغة من العمر ست سنوات التي استشهدت في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إنهم بدؤوا بالفعل تعليق دراسة عدد من الطلاب بعد نهاية مهلة حُددت لهم أمس لإخلاء موقع اعتصامهم في حرم الجامعة.
ورفض الطلاب المعتصمون تهديدات إدارة الجامعة، وأكدوا على مطالبهم بالمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لإسرائيل، وتعهدوا بالدفاع عن خيامهم المنصوبة بالحديقة الرئيسية لحرم الجامعة.
وأكدت إحدى قائدات الحركة الطلابية في الجامعة، وتدعى سويدا بولات "لن نطرد من هنا إلا بالقوة".
الشرطة استخدمت العنف لفض اعتصام طلاب جامعة تكساس بأوستن (الفرنسية)
وكانت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، أصدرت أمس بيانا قالت فيه إن العملية التفاوضية مع الطلاب المعتصمين لم تأت بنتيجة، وإن الجامعة لن تسحب استثماراتها من إسرائيل.
وانتقد الأستاذ في جامعة كولومبيا جوزيف هولي البيان، وقال إنه يرقى إلى "الاستسلام للضغوط السياسية الخارجية" وإن إدارة المؤسسة تختار الانطلاق من "افتراض أن مجرد وجود خطاب سياسي داعم لفلسطين يشكل تهديدا لليهود مثلي" وهو أمر "سخيف وخطير".
وشهدت جامعات أميركية أخرى عديدة فض اعتصامات واعتقال عشرات الطلاب، من بينها جامعة فرجينيا كومنولث في مدينة ريتشموند، غربي البلاد، كما أنذر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الطلاب المحتجين بفض اعتصامهم خلال 24 ساعة بعد إعلان الهيئة التدريسية فشل المفاوضات مع إدارة الجامعة.
وفي جامعة تكساس بأوستن، فضت الشرطة مخيما للطلاب بالعنف واعتقلت عددا منهم، واستخدمت رذاذ الفلفل ضد المحتجين.