الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مطالبات بوقف الحرب

جامعات أمريكا تنتفض لأجل غزة

غزة تشعل جامعات أمريكا
غزة تشعل جامعات أمريكا

مشهد لا تتوقع أن تراه في الولايات المتحدة الأمريكية، الجامعات تنتفض ضد القمع، وتهتف لفلسطين حرة، ولوقف إطلاق النار، ووقف دعم الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

طلاب يغلقون مداخل كلياتهم بالمقاعد والطاولات الخشبية لمنع دخول رجال الشرطة، يحمون زملاءهم بالتصدي والاحتكاك برجال الأمن الذين يقتحمون حرم جامعاتهم، فيما يهتف أساتذة ومدرسون وأعضاء في هيئة التدريس عبر مكبرات الصوت بعدم قمع الحريات الجامعية والاستماع لصوت فلسطين حرة.

أساتذة وبروفيسورات وأسماء أكاديمية كبيرة، نزلوا إلى الساحات دعما لطلبتهم، وأقاموا سلسلة بشرية لحماية الطلاب المعتصمين من الشرطة الأمريكية ولتأكيد مساندتهم لمطالب هؤلاء الطلبة، ويهتفون معهم لفلسطين.

أمريكا على فوهة بركان طلابي يعيد المشهد في أواخر الستينات، حين انفجر طلاب الجامعات ضد الحرب الدموية التي شنتها أمريكا ضد فيتنام. مع اختلاف جوهري وهو أن هذا الحراك يغذا بشكل يومي بالصور والفيديوهات التي تخرج من غزة لضحايا أصيبوا أو استشهدوا في قطاع غزة منذ 200 يوم غالبيتهم من النساء والأطفال.

مجزرة مفتوحة تبث على الهواء مباشرة طيلة نحو 7 أشهر.

وتلك هي حكاية جامعات النخبة في أمريكا التي تواصل انتفاضتها والمطالب بقطع علاقات جامعاتهم مع دولة الاحتلال.

جامعات عريقة ومرموقة مثل: كولومبيا، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ييل، هارفارد، إيميرسون، كاليفورنيا الجنوبية، كارولاينا الشمالية، ميتشغان، جامعة بوليتكنيك كاليفورنيا، ستانفورد، نيويورك، وغيرها دخلت على خط الأزمة المتصاعدة.

بعضها ألغى الدراسة الحضورية وحوّيلها عن بعد، وأخرى تستدعي الشرطة لاعتقالات طلبتها، وأخرى لم تستطع منع طلبتها من التظاهر والاعتصام والاحتجاج، وجامعات أخرى تضامنت مع جامعة "كولومبيا" التي انطلقت منها الشرارة الأولى.

شرارة أشعلتها بقلة خبرتها الأكاديمية وجبنها أمام لجنة التحقيق في الكونغرس الأمريكي، رئيسة جامعة "كولومبيا"، نعمت شفيق الشهيرة بـ"مينوش" التي قدمت أداء مهزوزا أمام لجنة تحقيق في الكونغرس، وقبلت المهمة التي رفضها رؤوساء قبلها احترموا سجلهم المهني والأكاديمي، لكنها وضعت نفسها في مواجهة فوهة المدفع، فتعرضت لهجوم وانتقادات غير مسبوقة بعد قيامها باستدعاء الشرطة للطلاب المعتصمين في الجامعة، والمطالبين بوقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تتربح من الاحتلال الإسرائيلي، واعتقلت الشرطة 108 طلاب وطالبات.

وجاءت خطوة "مينوش"، بعد تعرضها لانتقادات من النواب الجمهوريين في جلسة بمجلس النواب حول "معاداة السامية" بالحرم الجامعي، و"الإخفاق بحماية الطلاب اليهود".

وبالغت شفيق في انصياعها ورضوخها لطلبات "اللوبي الصهيوني" فقامت بفصل نحو 15 طالبا وطالبة من جامعة "كولومبيا" وكلية "بارنارد"، ومن بينهم إسراء حرسي، ابنة النائب الأميركية الديمقراطية، إلهان عمر.

خطوة غير مسبوقة ومتسرعة تجاوزت جميع الأعراف الأكاديمية والجامعية في الولايات المتحدة وحتى دول العالم أدت إلى تصاعد ردود الفعل الغاضبة على الخطوة التي قامت بها شفيق، وأدت إلى تأجيج حراك الطلاب في جامعات أخرى، حتى إن الناشطة السياسية المصرية الأمريكية آية اعتبرت أن شفيق "حازت، من عرب وأجانب، لقب أكثر شخص عربي مكروه في أمريكا".

كما انتقدت حركة الشباب الفلسطيني، رئيسة جامعة كولومبيا، ووصفتها بالشخصية الصهيونية التي باعت الطلاب "سيُذكر رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق في التاريخ باعتبارها خائنة صهيونية وعميلة للدولة التي باعت الطلاب العرب لحماية نفسها، إن طالبا واحدا يحتل الجامعة من أجل فلسطين يتمتع بقدر أكبر من الكرامة والقوة مقارنة بكل إدارييها البيروقراطيين".

ومن المعروف أن نعمت شفيق، ولدت في الإسكندرية في مصر، وعملت نائبا لرئيس البنك الدولي، وعملت بعدها في الحكومة البريطانية، قبل أن تشغل وظيفة نائب العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي بواشنطن، ومنها إلى بنك إنكلترا المركزي، نائبا لمحافظه للأسواق والمصارف، ثم لتصبح بعد ذلك مديرا لكلية لندن للاقتصاد.

ومينوش مصرية تحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية، بدأت دراستها في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وانتقلت بعد ذلك إلى جامعة "مساتشوستس" الأميركية، لتحصل فيها على بكالوريوس الاقتصاد والسياسة، ثم إلى لندن، لتحصل على ماجستير الاقتصاد، قبل أن تكمل الدكتوراه في جامعة أكسفورد.

وقبل أشهر، قام نواب جمهوريون بمجلس النواب بطرح مسألة "معاداة السامية" في الجامعات، واستقالت إثر ذلك رئيسة جامعة "بنسلفانيا"، إليزابيث ماغيل، ثم نظيرتها بجامعة "هارفارد"، كلودين غاي، بعد اعتبار أنهما لا تحميان الطلاب اليهود بالجامعات.

لكن نعمت قبلت المهمة التي حولتها إلى وحش يكاد أن يدمر الأسس كلها التي قام عليها النظام الأكاديمي والجامعي والطلابي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وربما يضحي بها اللوبي الصهيوني في أمريكا للخروج من المأزق بحجة فشلها في حماية الطلاب اليهود، مع أن الطلاب الفلسطينيين والعرب هم من بحاجة إلى الحماية من الإعلام، ومن تحريض لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) وهي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لدولة الاحتلال لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة.

وبدا إعلان "مجلس انتخابات جامعة كولومبيا" الأمريكية، أن الطلاب صوتوا لصالح سحب الاستثمارات مع دولة الاحتلال، بدأت كرة ثلج تتدحرج من قمة جبل أخذ معه كومة كبيرة من الصامتين عن حرب الإبادة في غزة، وباتت إدارة جامعة "كولومبيا" أمام مأزق؛ إذ ينبغي للجامعة سحب استثماراتها المالية من دولة الاحتلال، وإلغاء "مركز تل أبيب العالمي"، وإنهاء برنامج الشهادات المزدوجة لكولومبيا مع "جامعة تل أبيب".

"انتفاضة الجامعات" الأمريكية، تاريخ جديد يكتب في هذه المرحلة والفضل لغزة التي فتحت عيون العالم على حقيقة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، تاريخ يعيد صياغة مفردات هذا الجيل، ويفتح عينيه على الحقيقة دون خداع أو حيل، تاريخ لا تكتبه "سي أن أن " و"بي بي سي" وغيرها من وسائل الإعلام التقليدي، وإنما منصات التواصل، يعتمدون على أنفسهم، والأهم أنهم فقدوا ثقتهم بقياداتهم وبنخبهم السياسية التي باتت لعبة بيد "أيباك".

 لا شيء يرعب الحكومات مثل جيل الشباب، جيل الثورة الرقمية، جيل يبحث عن الحقيقة، ويحفر للوصول إليها، جيل لا ترهبه التهم المعلبة والجاهزة مثل "معاداة السامية".

وعي هؤلاء طلاب يتحول إلى وعي مجتمعي وضمير يرمز لعالم ما بعد غزة.

نزفت غزة ودمرت وجاعت، وظلمت وحوصرت، لكننا ندين لها بالفضل، لأنها علّمت العالم معنى الصبر والصمود والبطولة، وكشفت الجميع، وأسقطت ورقة التوت التي كانت تستر عورة الغرب المنافق المنحاز والعنصري، وسمحت للعالم أن يتحدث حول المسكوت عنه وفضح سلسلة الأكاذيب التي اعتاد الغرب ترديدها على مدى 76 عاما.

هل تكون الجامعات الأمريكية بداية لحركة وعي تشمل العالم أجمع تسقط النخب السياسية الفاسدة والعفنة، وتعيد كتابة السرد الفلسطيني، بعد أن أزالت غزة الغشاوة عن القلوب وعن والأبصار وحتى عن العقول التي ران عليها الصدأ.

المصدر: قدس برس

Loading...