عرابي: دعوة الرئيس أبو مازن لزيارة البيت الأبيض رشوة سياسية
قال الزميل معمر عرابي إن 200 يوم مرت من حرب التقتيل التي يمارسها الاحتلال في غزة وعموم فلسطين، تؤكد أن الاحتلال لا يزال أسيرا لردة فعله لما حدث له في 7 أكتوبر، والذي مثُل هزيمة نكراء لكل المشروع الصهيوني على مدار 75 عاما.
وأضاف عرابي في لقاء على قناة الميادين، أن الاحتلال فقد في 7 أكتوبر كل الأوراق التي كان يقدمها للمجتمع الدولي بعمقه ودوره الاستراتجي في المنطقة وبما اقنع به دول الخليج بأنه الحاملي لهم من ما يسمى الخطر الإيرني.
وقال إن 200 يوم مرت من الحرب ولا زالت غزة تُقتل، فهناك ما معدله 200 شهيد بينهم 75 طفلا، و10 مسنين وهناك 85 يتيما و400 جريحا كل يوم، أي أن ما يجري إبادة جماعية واضحة المعالم ومكتملة الأركان، لذلك لا جديد ممكن أن يقدمه الاحتلال سوى القتل وكي وعي الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن ما قدمه من أهداف معلنة لم يحقق منها شيء، لكن الأخطر هو الاهداف غير المعلنة والتي تجري بموافقة ومباركة وشراكة أمريكية، لذلك لا يجب الوقوع في فخ أن هناك خلافا إسرائيليا أمريكيا في هذه الحرب.
وأوضح أنهم يريدون تغيير كل ملامح الجغرافيا السياسية في غزة، حيث يقومون بتقطيع غزة جرافيا وسكانيا.
وأكد أنهم يتبنون استراتجية مفضوحة ومكشوفة، بأن أمامهم أشهر طويلة وسنوات لتفكيك المقاومة، صحيح أن المقاومة صامدة ولا زالت تقاوم بعد 200 يوم، لكن يجب أن نكون واعين بأن المقاومة محاصرة وتتحكم فيها دكتاتورية الجغرافيا وتتعرض لحصار عربي وإقليمي.
ورأى أن التصريحات الإسرائيلية والأمريكية في تضخيم قدرات المقاومة، هي محاولات خبيثة لشراء مزيد من الوقت في قتل غزة.
وحول جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة، قال عرابي إن ما يقوم به المستوطنون في الضفة ليس معزولا عما يجري في غزة، بل هناك حرب صامتة في الضفة والقدس، حيث نواجه جيشا غير نظامي في الضفة، أي أن هناك اكثرمن 900 الف مستوطن مسلح في الضفة.
وأضاف أنه منذ اتفاقية اوسلو قبل 30 عاما قامت "إسرائيل" بتقطيع الضفة الغربية، وبدأت منذ اشهر بتطبيق هذه الكيانات، حيث لم يعد المستوطنون على أبواب الأقصى بل في الحارات وبين القرى الفلسطينية، حيث نواجه في الضفة جيش الاحتلال وجيش المستوطنين الذي يبلغ عدده نحو مليون مستوطن مسلح، لمنع الفلسطيني من التحرك بين القرية والقرية وبين المدينة والمدينة لتقطيع اوصالها وتحويلها لعملية فصل عنصري على أرض الواقع.
وتابع إن حربا حقيقية تجري الآن في الضفة، فمخيم نور شمس استشهد فيه خلال الأشهر الأخيرة 57 مواطنا، علاوة على الشهداء يوميا في كل مناطق الضفة الغربية، فالإحتلال يشن حربا على الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الضفة وغزة.
ورأى أن الدعوة الأمريكية للرئيس لزيارة البيت الأبيض هي رشوة سياسية للسلطة للبدء بمفاوضات ثنائية غير مشروطة ودون أفق، لذلك رفضها أبو مازن، لأنهم حتى دولة على الورق لم يعترفوا بها.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأكبر ماكنة هجومية، ليس فقط من قبل الاحتلال، وإنما أيضا من كل المنظومة الدولية التي تستخدم الاحتلال كأداة لتنفيذ جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وحول تأثير 7 أكتوبر على المشروع الصهيوني، أوضح عرابي أن الإسرائيلي يعي أن مفهوم الأمن القومي الاستراتيجي لهذا المشروع انتهى بعد 7 اكتوبر، لأنه تعود على الحروب الخاطفة لدول الاقليم والانتصارات السريعة وانه الجيش الذي لا يقهر وان المدن الفلسطينية المحتلة سمائها بمأمن، لكن اليوم سماء فلسطين تحت صواريخ المقاومة من الشمال والجنوب واليمن والعراق، اي ان وحدة الساحات تجسدت بشكل عملي بعد 7 اكتوبر، وهناك حزام امني تفرضه المقاومة في لبنان على شمال فلسطين المحتلة طوله 13 كيلو متر فارغ من المستوطنين.
وبأن اليوم التالي للحرب، أكد عرابي أن اليوم التالي سيكون الاصعب على الكيان لانه ماذا سيقول لدول الخليج التي طبّعت، وأوهمها أنه يستطيع حمايتها من ما يسمى الخطر الايراني، لذلك سوف نشهد مزيدا من الانقسام العمودي والأفقي في المجتمع الاسرائيلي الذي سيكون مجتمعا هشا اكثر مما كنا نتوقعه على مدار 75 عاما.