مركز "شمس" تصاعد جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة تجلي لعقلية الانتقام والإبادة
قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن جرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية والتي تستهدف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية هي مؤشر واضح على تجلي عقلية الانتقام وجرائم الإبادة والتهجير القسري المنظمة التي تقوم بتنفيذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة من أجل إيقاع المزيد من الضحايا من الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وتصفية قضيته، وقال المركز أن الاجتياحات وعمليات الاقتحام والحصار المستمرة للقرى والمخيمات والمدن الفلسطينية والتجمعات البدوية والتي كان آخرها اجتياح ومحاصرة مخيم نور شمس في محافظة طولكرم لثلاثة أيام متواصلة وارتكاب جرائم إبادة بحق المواطنين المدنيين والتي أسفرت عن استشهاد (13) مواطناً،(12) مواطناً من مخيم نور شمس ، ومواطن من مخيم طولكرم ، وإصابة العشرات من المواطنين بجروح مختلفة واستخدام أحدث الأسلحة والطائرات في استهداف المواطنين داخل المخيم، وتدمير البنية التحية فيه ومهاجمة المباني والشقق السكنية هو دليل واضح على جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال في المخيمات الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تتصاعد اعتداءات مليشيات المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال في الضفة الغربية وخاصة في مناطق جنوب نابلس وشمال شرق رام لله من خلال تلك المليشيات المنظمة والمسلحة بقرار رسمي من حكومة الاحتلال والتي تقوم بالاعتداءات اليومية على المواطنين الآمنين وممتلكاتهم، والتي كان آخرها الاعتداء على بلدة الساوية جنوب نابلس، إذ قامت مليشيات المستوطنين من مستوطنة (عيلي) المقامة على أراضي المواطنين في جنوب نابلس بمهاجمة القرية والاعتداء على المواطنين وبيوتهم وممتلكاتهم وأطلقوا العيارات النارية عليهم، وقيام المستوطنين بجريمة قتل سائق مركبة الإسعاف من بلدة قريوت الشهيد محمد عوض الله موسى البالغ من العمر (50) عاماً، كما وأصيب أثناء اعتداء المستوطنين على بلدة الساوية مواطن يبلغ من العمر (50) عاماً بجروح بالرصاص الحي في الصدر، وإصابة مواطن آخر(26) عاماً بالرصاص الحي في الوجه . إضافة إلى ذلك قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعدام الشابين محمد ماجد موسى جبارين (19) عاماً ،وموسى محمود موسى جبارين (18)عاماً من بلدة سعير، وذلك على مفترق قرية بيت عنون شمال شرق الخليل صباح هذا اليوم 21/4/2024م، مما يؤكد على نية الاحتلال العدوانية في القتل والإبادة والاستهداف عن سبق إصرار وترصد للمواطنين.
كما وشدد مركز "شمس" على أن تلك السياسية العدوانية التي ينفذها جيش الاحتلال ومستوطنيه في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية إضافة إلى حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، هي محاولة فاشلة لتركيع الشعب الفلسطيني والنيل من عزيمته وكسر إرادته في النضال من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة في حقه في استعادة أرضه وتقرير مصيره كغيره من شعوب الأرض وفق ما أقرته قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرار رقم (181) والقرار رقم (194).
وندد مركز "شمس" بالصمت الدولي والإقليمي على جرائم الاحتلال تلك والتي تستهدف المدنيين الفلسطينيين في قراهم ومخيماتهم ومدنهم في الضفة الغربية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سيما وأن هذا الصمت هو مؤشر واضح على التماهي الدولي مع تلك الجرائم والموافقة عليها، مما يكشف عن سياسة المعايير المزدوجة التي يتعامل بها العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية مع المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، بل أن بعض تلك الدول وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا توفر الغطاء السياسي للاحتلال في المؤسسات الدولية وخاصة في مجلس الأمن الدولي والتي كان آخرها تصويت الولايات المتحدة الأمريكية بالفيتو وامتناع بريطانيا وسويسرا عن التصويت عن دعم مشروع القرار الذي قدمته الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي والذي يطالب مجلس الأمن بالموافقة على الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة، مما يكشف ويعري المواقف المتآمرة لهذه الدول مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.
وأكد مركز "شمس" على أن ما يقوم به جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية من جرائم قتل للمدنيين وتدمير للبنية التحتية وللأعيان المدنية يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني لاسيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م وخاصة للمادة رقم (15) من الاتفاقية والتي وتنص على (حماية الأشخاص الذين لا يشتركون في الأعمال العدائية ولا يقومون بأي عمل له طابع عسكري أثناء إقامتهم في مناطق النزاع)، وانتهاك لاتفاقية لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة1907م وخاصة المادة رقم (27) والتي نصت على(أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية)، وانتهاك لاتفاقية روما لسنة 1998م إذ نصت المادة رقم (8) من الاتفاقية على أن (تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب).
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك العاجل والقيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وإلزامها بتطبيق قواعد القانون الإنساني .