حريات: المعتقلون في عوفر يعانون من جراء الإمتناع عن تقديم الرعاية الطبية
أكد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" اليوم الخميس بعد زيارة محامي المركز لمجموعة من المعتقلين في سجن عوفر أن "إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تصنع ظروف اعتقاليه تشكل صعوبة بالغة للمعتقلين في الاستمرار في الحياة اليومية"، وذلك من خلال استخدام سلاح التجويع ضدهم وارتكاب جريمة التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم، الأمر الذي أصبح جزءاً من مكونات حياتهم اليومية، كما أن ظروف الاعتقال تزداد سوء من حيث الاكتظاظ داخل الغرف التي يوجد بها ضعف في قدرتها الإستيعابية من حيث المساحة، بالإضافة إلى نقص الطعام ووسائل النظافة ومنع الإتصال مع العالم الخارجي (تلفزيون، راديو، ساعات، مواعيد الصلاة )، وأيضا الإستمرار في منع المعتقلين من زيارتهم الأهل منذ السابع من أكتوبر وحتى تاريخه، كل هذه الظروف تخلق حالة تجعل الأسرى يفقدون معها قدرتهم على المضي في الحياة اليومية دون تكبد معاناة شديدة.
وأفاد المعتقلون الذين تمت زيارتهم من قبل محامي المركز الأستاذ علاء البدارنة أنهم يتعرضون لعقوبات كثيرة من قبل إدارة السجن دون ابداء الأسباب، أبسطها سحب الفراش والأغطية من الغرف لمدة تصل أسبوعا كاملاً من الساعة الخامسة صباحاً حتى التاسعة مساءا، بحيث ينام المعتقلون على الحديد على حد تعبيرهم ووصفهم، كل ذلك بهدف تعذيب المعتقلين بشكل يومي، وأفاد أحد المعتقلين أنه يوجد عدد 220 معتقل من قطاع غزة داخل قسم 23 تتراوح أعمارهم بين 13 الى 67 سنة. وأنهم يتعرضون بشكل يومي للضرب والصراخ عليهم خصوصًا أثناء الليل لحرمانهم من النوم، وأن عدد كبير منهم مقيدي الأيدي والأرجل طوال الوقت.
كذلك أفاد أحد المعتقلين الذين تمت زيارتهم أن الأوضاع الصحية للمعتقلين بشكل عام سيئة جداً بسبب الإمتناع عن تقديم العلاج الطبي لهم وكذلك شُح أصناف الأدوية المسموح بتقديمها، وأيضاً عدم تحويل المعتقلين إلى المستشفيات لأجراء الفحوصات اللازمة لهم أو لتقديم العلاجات المتخصصة، وأفاد آخر أنه قبل السابع من أكتوبر، كان لديه آلام شديدة بأسنانه وأن طبيب سجن عوفر قرر له موعد لعلاج أسنانه الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، بل أن هذا النوع من العلاج أصبح غير متاح منذ أكثر من ستة أشهر، بالإضافة الى وجود عدد من المعتقلين المصابين بالرصاص الذين يحتاجون إلى علاجات طبية وآخرى طبيعية لا يتم توفيرها، الأمر الذي من الممكن أن يتسبب لهم بإعاقات دائمة.
وأخيراً، أكد حريات أن الظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها المعتقلين في سجون الاحتلال بعيدة كل البعد عن المعايير الدنيا لحقوق المحرومين من حريتهم المنصوص عليها في المعايير القانونية الدولية وتشكل تهديداً حقيقياً على حياة الأسرى بشكل عام والمرضى وكبار السن منهم بشكل خاص، وهذا ما يفسر استشهاد 16 أسير داخل سجون الاحتلال منذ أحداث السابع من أكتوبر، وآخرهم استشهاد الأسيرين وليد دقة و عبد الرحيم عامر.