كجزء من تسوية تشمل غزة
غانتس يدعو إلى انتخابات في أيلول والتطبيع مع السعودية
دعا الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الأربعاء، إلى التطبيع مع السعودية وبناء تحالف واسع مع دول في المنطقة كجزء من تسوية إقليمية تضمن إنهاء سلطة حركة حماس في غزة وتساهم في تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشددا على ضرورة "عدم الإضرار بالعلاقات الإسرائيلية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غانتس ودعا خلاله إلى التوافق على موعد لإجراء الانتخابات العامة لـ"عدم الإضرار بالمجهود الحربي"، واقترح أن تنظم في أيلول/ سبتمبر المقبل، وذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات المناوئة لحكومة بنيامين نتنياهو، وازدياد مستويات العنف المرافقة للمظاهرات، الأمر الذي دفع رئيس الشاباك، رونين بار، للتحذير لـ"أوضاع خطيرة".
وقال غانتس: "لدينا فرصة لتحقيق تغيير إستراتيجي ضد حماس وكل من يسعى لإيذائنا، وعلى رأسهم إيران. ومن يريد أن يشعل علينا حرباً إقليمية عليه أن يجد نفسه في مواجهة تحالف إقليمي – التحالف الإبراهيمي. اتفاق تطبيع مع السعودية، الذي سيشمل فعلا سياسيا عبر تشكيل إدارة من دول عربية لقطاع غزة، في الأمر في متناول اليد".
وتابع "اتفاق كهذا سيكون جزءًا مركزيًا في جهود استبدال سلطة حماس. سأعمل وأدعم الترويج لهذه المسألة شخصيًا في الأسابيع المقبلة"، واعتبر أن إسرائيل "تواجه تحديات هائلة في جميع المجالات"، مشددا على ضرورة "الوحدة" في مواجهة "كل الصعوبات".
الدعوة إلى "إدارة" الانقسام
وقال "لا تضعوا الخلافات جانبا، احرصوا على إدارتها بطريقة ستسمح لنا بمواصلة القتال معًا"، مشددا على أن "ما يحدث في أروقة الحكومة، في شبكات التواصل الاجتماعي، في الشوارع، أمر خطير ويجب إيقافه". وقال إنه "يحظر في زمن الحرب سن قانون التهرب (من الخدمة العسكرية)".
وقال إنه "كان من الصواب الاستجابة لطلب عائلات الرهائن وإلغاء عطلة الكنيست"، فيما دعا إلى التعامل مع هذه العائلات بـ"حساسية"، وقال "يمنع إجراء مقارنات بين المتظاهرين وأعدائنا. يجب تدمير أعدائنا، ويجب الاستماع إلى إخواننا.
ويجب عدم المساس بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة".
وتابع "يحظر التصرف بعنف وعدم الانصياع لتعليمات الشرطة، التي يجب عليها أيضًا التصرف بأقصى قدر من المسؤولية وضبط النفس في مواجهة الألم الجماهيري الكبير. وعلينا أن نتذكر ما فعله أعداؤنا بنا في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
ويجب ألا نعود إلى الانقسام الذي كان سائدا في 6 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأضاف أنه "يخجل" لأن الحكومة "لم تتمكن من إعادة الرهائن إلى ديارهم بعد؛ أخجل عندما أرى موقف بعض المسؤولين والمنتخبين تجاه عائلات الرهائن؛ يجب على رئيس الحكومة إصدار تصريحات واضحة بهذا الشأن، وتعزيز عائلات الرهائن، والتأكد من أن جميع أعضاء الائتلاف يعاملونها بشكل مناسب".
"الحاجة الأمنية الأهم... تغير الواقع في الشمال"
وقال "عندما نخوض مثل هذه الحرب المعقدة والطويلة، يجب أن ننظر إلى الصورة الواسعة. وأمامنا تحديات كثيرة بشكل عام، وفي هذه الأيام بشكل خاص. إلى جانب الحاجة الملحة لإعادة الرهائن، فإن الحاجة الأمنية الأهم هي تغيير الواقع في شمال البلاد".
وتابع "سوف نقاتل مع حماس لسنوات عديدة. ولا يمكن تحمل ترك سكان الشمال بعيدًا عن منازلهم. إن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمل ممتاز، ويلحق ضررًا جسيمًا بحزب الله. يجب أن نكمل المهمة. يجب أن يكون هدفنا إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف. يجب أن نخصص جميع الموارد - العسكرية والسياسية - لهذا الغرض".
الدعوة إلى "التوافق" على انتخابات في أيلول
وأضاف "لن يكون هناك أي إنجاز عسكري أو سياسي يستحق العناء، عندما نسمع آباء ثكالى يقولون لنا: إذا انقسمت الأمة، فإن موت ابننا سيكون هباءً. وهذا كلام فظيع ومؤلم. ويجب ألا نسمح لهذا الشيء أن يصبح حقيقة. يجب أن نعض على شفاهنا، ونتحد. أن نحافظ على مبادئنا، ولكن أن نحافظ على شعبنا أولاً".
وتابع "لكي نحافظ على وحدتنا وننجح في المهام التي أمامنا، يجب أن يعلم الجمهور أننا سنعود قريبًا ونطلب ثقتهم. ودعونا لا نتجاهل كارثة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما سبقها. ولذلك يجب أن نتوصل إلى موعد متفق عليه للانتخابات خلال شهر أيلول/ سبتمبر، أي قبل عام من الحرب".
وأضاف "لقد تحدثت في الأسابيع الأخيرة مع القادة السياسيين حول هذه القضية، كما أبلغت رئيس الحكومة بأنني أتمنى له الصحة الجيدة والشفاء العاجل، وسأواصل الحوار معه حول هذه القضية"، واعتبر أن "موعدا متفقا عليه للانتخابات سيتيح لنا الوقت لمواصلة الجهود الأمنية، فيما سيعلم المواطنون أنهم سيجددون الثقة بيننا قريبًا".
وقال إن ذلك "هذا سيمنع التصدع في الأمة. وآمل أنه إذا اتفقنا على ذلك، فإن جميع القادة الصهاينة المسؤولين سيسمحون وينضمون إلى حكومة الطوارئ. إن مثل هذه الخطوة ستزيد الثقة والوحدة في الأمة وبين مقاتلينا، وستمنحنا أيضًا دعمًا دوليًا ضخمًا نحن في أمس الحاجة إليه".
الليكود: ألاعيب سياسية
وفي تعليقه على تصريحات غانتس، جاء في بيان صدر عن حزب الليكود، أنه "في لحظة مصيرية لدولة إسرائيل وفي خضم الحرب، يجب على بيني غانتس التوقف عن الانخراط في سياسة وضيعة فقط بسبب تفكك حزبه. إن الانتخابات الآن ستؤدي حتمًا إلى الشلل والانقسام والإضرار بالقتال في رفح وتضرب فرص التوصل إلى صفقة (تبادل) رهائن".
وتابع أن "الحكومة ستواصل عمليها حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".