منظمة "البيدر": ارهاب المستوطنين المتدحرج ضد التجمعات البدوية هو ضم تدريجي للضفة الغربية
أدانت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو بأقسى العبارات ،الهجمات الإرهابية التي نفذتها عصابات المستوطنين ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية ،والتي كان اخرها الاعتداء الذي نفذته مساء يوم الأحد 31/3/2024 ميليشيات المستوطنين ضد تجمع عرب الرشايدة المحاذي لشلال العوجا شمال اريحا وسط الضفة الغربية ،حيث اعتدوا بالضرب على أربعة مواطنين وحاولوا سرقة اغنامهم وعاثوا خرابا ودمارا في التجمع ، وملاحقتهم للمواطنين الفلسطينيين في التجمعات البدوية في الأغوار وغيرها.
وفي هذا السياق قال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات ،أن استباحة عصابات المستوطنين المتطرفة للضفة الغربية المحتلة،وللمناطق المصنفة (ج)هي سياسة اسرائيلية رسمية يحرص وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على تنفيذها، ويدعون لها علناً ويحرضون على تطبيقها تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، وفي سباق مع الزمن لاستكمال جرائم الضم التدريجي الذي لا يتوقف للضفة الغربية المحتلة، عبر تكثيف وشرعنة البؤر الاستيطانية الرعوية وتقديم الدعم المباشر لها، وتسريع وتيرتها بطريقة جنونية ،خاصة بعد منح صلاحيات القرار فيها للوزير المتطرف سموتريتش، وتصعيد سرقة الأرض الفلسطينية ومصادرتها واطلاق يد عناصر المستوطنين الإرهابية لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل في التجمعات البدوية ، من خلال تبادل مفضوح للأدوار بين جيش الاحتلال وكتائب المستوطنين المنظمة والمسلحة.
وأكد مليحات أن اعتداءات المستوطنين وارهابهم يأتي في سياق الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال،وهو موقف عنصري ويعمل على فرض حقائق جديدة على الأرض عبر التأثير في تطورات الواقع الديمغرافي في المناطق المصنفة ج ،وذلك من خلال خلق واقع جديد يتفوق فيه عدد اليهود على عدد الفلسطينيين بما يؤدي إلى هندسة الوجود الفلسطيني في في تلك المناطق، وتكريس منطق القوة والإرهاب الإسرائيلي الموجه ضد سكان التجمعات البدوية العزل، في عملية تصعيد متدحرجة لتجسيد دولة المستوطنين في الضفة الغربية بما يؤدي إلى خلق حزام استيطاني متواصل شرق الضفة الغربية.
وحذر مليحات من استمرار هذه الهجمات التي تؤشر لاحتدام معركة ديمغرافية ودينية تدور رحاها في المناطق ج ،والتي تعتبر وصفة لتفجير برميل البارود في الضفة الغربية،وطالب الحكومة الفلسطينية الجديدة بضرورة ادراج ملف التجمعات البدوية ضمن أولويات عملها عبر توفير الدعم المادي والسياسي والقانوني للتجمعات البدوية ،بشكل يعمل على تعزيز صمودها وثباتها في الأرض في ظل هجمة منظمة ومبرمجة من قبل حكومة الاحتلال وجيش المستوطنين في الضفة الغربية ،وضرورة قيام المجتمع الدولي ومؤسساته رغم هشاشتها بدورها في توفير الحماية الدولية للتجمعات البدوية، مع التحذير من مغبة التعايش الدولي مع حرائم المستوطنين وإرهاب الدولة الذي يمارس ضد البدو، وضرورة البدء بتحرك دولي حقيقي لإنهاء معاناة التجمعات البدوية .