مركز "شمس": انهيار الجهاز الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة ينذر بكارثة إنسانية كبرى
أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" على أن انهيار الجهاز الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض في قطاع غزة ينذر بكارثة إنسانية كبرى، وقال المركز أن معالم تلك الكارثة أصبحت تظهر من خلال الأمراض المعدية التي بدأت بالانتشار على نطاق واسع بين المواطنين، إذ تم رصد حوالي (700) ألف إصابة بأمراض معدية ووبائية، ومن بينها (8) آلاف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي منها حوالي (7) آلاف إصابة لأطفال، وحوالي (234) ألف حالة التهاب رئوي، و حوالي (17) ألف حالة إسهال، وسجلت الأمراض الناتجة عن عدم النظافة وقلة الاستحمام ارتفاعاً كبيراً إذ تم تسجيل حوالي (14) ألف مصاب بأمراض جلدية، وهذا ناتج عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون والازدحام الشديد في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء وحتى المقيمين في البيوت المكتظة جداً، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب والمياه اللازمة للنظافة الشخصية، وعدم توفر الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وتدمير شبكات الصرف الصحي وعدم توفرها في المخيمات أصلاً، وانعدام أدوات النظافة الشخصية، وانتشار النفايات في مراكز النزوح والمخيمات، وعدم القدرة على الفصل والعزل بين المواطنين المرضى والأصحاء.
وشدد مركز "شمس" من أن التدمير المقصود والممنهج للبنية التحية للخدمات الصحية من مستشفيات ومراكز صحية وعمليات القتل والإعدام والاعتقال المنظمة للكوادر الطبية جعلت القطاع الصحي عاجزاً عن مواجهة الأمراض والأوبئة المنتشرة في قطاع غزة، ، فقد أشارت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة بأن الاحتلال قتل أكثر من (364) من الكوادر الصحية، واعتقل أكثر من (269) آخرين، ودمر أكثر من (155) مؤسسة صحية، وأخرج أكثر من (32) مستشفى و (53) مركز صحي عن الخدمة، ودمر أكثر (126) مركبة إسعاف، واستشهاد حوالي (32) ألف شهيد/ة وجرح حوالي (74) ألف جريح/ة، إضافة إلى استمرار حالة الحصار والإغلاق ومنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية اللازمة، واستمرار حالة النزوح والتهجير القسري للمواطنين من بيوتهم إلى مراكز الإيواء من مخيمات ومدارس في جنوب قطاع غزة، إذ أصبحت تلك المراكز مكتظة جداً، وفي ظل عدم توفر خدمات البنية التحتية والمياه الصالحة للشرب وحالة الاكتظاظ الكبير في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء تلك، مما ينذر بكارثة إنسانية وصحية وشيكة قد تودي بحياة الآلاف من الأبرياء من المدنيين النازحين في قطاع غزة.
وندد مركز "شمس" بما تقوم به حكومة الاحتلال من منع فرق الإغاثة والمؤسسات الدولية العاملة في المجال الصحي ومكافحة الأمراض والفرق الطبية المتطوعة المتواجدة على معبر رفح من الدخول إلى قطاع غزة، استناداً إلى مبررات باطلة وغير إنسانية، وتستمر بعدوانها في استهداف المؤسسات الصحية وتدميرها، ومنع الطواقم الطبية من العمل في قطاع غزة، واستمرار حالة الحصار والإغلاق المحكم ومنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية، في ظل صمت دولي كبير على تلك الجرائم، بل إن بعض دول العالم تتماهى مع الاحتلال وتقدم له المزيد من الدعم السياسي والعسكري للاستمرار بجرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
واكد مركز "شمس" على أن استهداف الاحتلال للقطاع الصحي بشكل مقصود ومتعمد أدى إلى انهياره وإلى انتشار الأوبئة والأمراض، وذلك يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فقد أكدت المادة رقم (25) من الإعلان على أن (لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته والعناية الطبية وتوفير الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحق في ما يأمن به الغوائل في حالة المرض والعجز أو الشيخوخة، وللأمومة والطفولة حق الرعاية والتمتع بالحماية الاجتماعية)، وانتهاك للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فقد أكدت المادة رقم (12) من العهد على ( تشمل التدابير التي يتعين على الدول الأطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق، تلك التدابير اللازمة من أجل تحسين جميع جوانب الصحة البيئية، والوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها، وتهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض)، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني لاسيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م، إذ أكدت المادة رقم (16) من الاتفاقية على ( يكون للمرضى والجرحى والعجزة والحوامل موضع حماية واحترام خاصين)، وانتهاك للمادة رقم (17) من نفس الاتفاقية والتي أكدت على ( يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل المرضى والجرحى والعجزة والأطفال والنساء من المناطق المحاصرة أو المطوقة)، وانتهاك لممادة رقم (18) من نفس الاتفاقية أيضاً والتي تنص على ( لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات)، وانتهاك للمادة رقم (24) من اتفاقية جنيف الأولى والتي نصت على ( يجب في جميع الأحوال احترام وحماية أفراد الخدمات الطبية المشتغلين بصفة كلية في البحث عن الجرحى والمرضى أو جمعهم أو نقلهم أو معالجتهم، أو في الوقاية من الأمراض، والموظفين المشتغلين بصفة كلية في إدارة الوحدات والمنشآت الطبية).
كما وطالب مركز "شمس" في بيانه الصحفي الأمين العام للأمم المتحدة، والمقرر الخاص للحق في الصحة، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة أطباء بلا حدود والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية وإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على السماح بدخول المساعدات الإنسانية والدوائية والغذائية والمستلزمات الطبية، ودخول الفرق الطبية إلى قطاع غزة بشكل دائم ومتواصل، والتوقف عن استهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ووقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني.