المزارعون ودور المؤسسات في مواجهة التحديات خلال العدوان على غزة
بالتزامن مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، استهدف العدوان في جزء منه تدمير وتجريف 80% من مكونات القطاع الزراعي.. فيما تشهد الضفة الغربية حربًا موازية تستهدف المزارعين وأراضيهم بالاعتداءات المباشرة والطرد والمصادرة وتقييد التصاريح... بما يستهدف السيادة الغذائية للفلسطينيين ومقومات صمودهم على أرضهم. ما يعطي الأولوية لمقاومة تلك الاعتداءات، بدعم المزارعين وتعويضهم وتوفير الحماية الشعبية والقانونية لأراضيهم..
وقال مؤيد بشارات من اتحاد لجان العمل الزراعي، إن المزارعين يواجهوا تحديات عديدة منذ سنوات، وتحديداً بعد أن اعطت حكومة الاحتلال الضوء الأخضر للمستوطنين منذ إعدام وحرق عائلة دوابشة، ومنع المزارعين من الوصول الى أراضيهم، حيث أصبحوا يلبسون الزي الرسمي لجيش الاحتلال ويهاجمون القرى والتجمعات البدوية، فقد قاموا باخلاء أكثر من 18 تجمع بدوي، أدت الى تهجير أكثر من 1500 فلسطيني، وسيطروا على قمم الجبال والتلال والمراعي، ومنعوا المزارعين من الوصول اليها.
وأكد بشارات أن التحديات التي تواجه المزارعين كانت قبل السابع من أكتوبر الاّ أن ازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ بعد 7 أكتوبر، حيث قام الاحتلال بعمل أكثر من 740 بوابة أو حاجز أو سواتر ترابية، وأعاقة المزارعين من الوصول الى أراضيهم، نتيجة إغلاق عشرات الطرق الزراعية والعديد من القرى، خاصة في منطقة جنوب نابلس، التي تعرضت الى اعتداءات شديدة في موسم قطف الزيتون، ولم يتمكن المزارع من الوصول الى أرضه لحصاد الزيتون، ففي قرية قريوت لم يتمكنوا الأهالي من قطف 5% من مجمل أراضيهم، لأن المستوطنين قاموا باغلاقها برفقة جيش الاحتلال.
وعن دور الحكومة الفلسطينية في دعم المزارعين، أشار الى أنه منذ انتهاء الانتفاضة الثانية وحتى قبل 7 أكتوبر، لم يكن هناك خطة وطنية مدعومة ماليًا وذات موازنة تدعم صمود ووجود المزارعين في المناطق المصنفة "ج".
وأضاف أن "المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، تركوا وحيدين في هذه المنطقة، ليواجهوا مصيرهم سواء بغلاء الأعلاف او اعتداءات المستوطنين، كما أنه لم يتم وضع خطة من الحكومة لتعويض المزارعين، فبعضهم قاموا برفع تقرير التعويض منذ 5 سنوات، لكن لم يتم تعويضه بأي شيء حتى هذه اللحظة من صندوق درء المخاطر، وهذا يثبت أنه لا يوجد إرادة سياسية أو رسمية لتخصيص موازنة طوارئ للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية في المناطق المصنفة "ج" على وجه الخصوص لأهمية هذه المنطقة.
