"الخارجية" نقدر جهود بلينكن ولا نرى نتائج ملموسة لجولاته
١٦٧ يوماً مرت على حرب الإبادة الجماعية الشاملة لشعبنا بمظاهرها كافة، بدء من استمرار ارتكاب إسرائيل المجازر الجماعية بالقصف الوحشي للمنازل والمنشآت فوق رؤوس المتواجدين فيها، او من خلال امعان دولة الاحتلال في سياسة القتل بالتجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية ومنع ادخال المساعدات الإغاثية الإنسانية، أو عبر التدمير الشامل لجميع مناحي الحياة في قطاع غزة بحيث يتحول القطاع تدريجياً إلى منطقة غير قابلة للحياة البشرية، في مشهد إبادة مروع وغير مسبوق في تاريخ البشرية تفرضه القوة القائمة بالاحتلال بآلتها العسكرية وبالاسلحة المحرمة دولياً. في ظل هذا المشهد يقوم وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بجولته المكوكية السادسة للمنطقة ويكرر ذات المواقف التي تطالب بالوقف الفوري لاطلاق النار وتبادل الاسرى والرهائن ويشدد على ضرورة حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام لهم، ويواصل التأكيد على التحذيرات الأمريكية من اجتياح رفح دون توفير الحماية اللازمة للمدنيين، وعلى الموقف الأمريكي الذي يتمسك بحل الدولتين وغيرها من الجهود والمواقف الأمريكية المرحب بها، ولكن وللأسف الشديد لا نلاحظ نتائج ملموسة تذكر لهذه الجولات المكوكية ونجاحات بشأن تنفيذ المواقف والمطالب الامريكية، بل وتلاحظ الوزارة أنه ومع كل جولة من جولات بلينكن تلجأ إسرائيل لتصعيد عدوانها على شعبنا كما هو حاصل حالياً، حيث اعادت قوات الاحتلال احتلالها لمجمع الشفاء الطبي وقتلت اعداد كبيرة من المواطنين دون حسيب أو رقيب، واعتقلت المئات وتقوم بتعذيبهم بطريقة وحشية، كما اقدمت على تفجير المبنى التخصصي في المجمع، هذا بالإضافة إلى التصعيد الحاصل بالقصف العشوائي لكل مكان وحركة داخل قطاع غزة، وكذلك التصعيد الإسرائيلي الحاصل في الاجتياحات الدموية للضفة الغربية المحتلة والتي خلفت في اقل من ٢٤ ساعة ٩ شهداء حتى الآن في جنين وطولكرم وبيت لحم والامعري، الأمر الذي يترافق مع فشل دولي منقطع النظير في إجبار دولة الاحتلال على الوفاء بالتزاماتها تجاه المدنيين الذين تحتلهم، وعدم التزامها أيضاً بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والأمر الاحترازي لمحكمة العدل الدولية بهذا الخصوص.
بات واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تستغل هذا الفشل والقدرة على الكلام وإطلاق التصريحات والمواقف لكسب المزيد من الوقت لاستكمال تحقيق أهدافها الأساسية لعدوانها ضد شعبنا والتي تتمثل في تدمير كامل قطاع غزة وتفريغه أو أجزاء واسعة منه من الفلسطينيين دون مساءلة أو محاسبة أو عقاب. وعليه، تطالب الوزارة مجلس الأمن الدولي البقاء في حالة انعقاد دائم للاتفاق على رؤية سياسية متكاملة وخارطة طريق تفصيلية محددة بسقوف زمنية تبدأ بالوقف الفوري الإنساني لإطلاق النار وإنجاز صفقة التبادل بما يضمن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية بشكل مستدام، ومنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وإطلاق مفاوضات حقيقية وبرعاية دولية للاتفاق على ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي من أرض دولة فلسطين، وبما يمكن المجلس من تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة شعبنا وحقوقه، وبما يلزم دولة الاحتلال على تنفيذ هذه الرؤية والانصياع لإرادة السلام الدولية.