إسرائيل تزعم انها ستدخل مساعدات لغزة عبر قبرص والأمم المتحدة تختبر طريقا عسكريا للشمال
نقلت وكالتا رويترز وأسوشيتد برس عن مسؤولين إسرائيليين زعمهم أن تل أبيب ستتعاون في إنشاء طريق بحري ينقل مساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص. فيما قال منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمي ماكجولدريك إن منظمته ستقيّم -اليوم الخميس- كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم للقطاع لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في شمال غزة منذ بدء إسرائيل حربها المدمرة قبل أكثر من 5 أشهر.
وقالت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن حكومتهم ستبدأ بالسماح للمساعدات بالانتقال مباشرة من إسرائيل إلى شمال غزة. حيث ستسمح يوم غد الجمعة لما يتراوح بين 20 و30 شاحنة بدخول شمال غزة.
كما أشار الممسؤولون إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستتعاون أيضا في إنشاء الطريق البحري من قبرص إلى غزة، حيث ستبدأ الأحد بإجراء تفتيش أمني على المساعدات في قبرص قبل نقلها إلى غزة، وأوضحت المصادر أن نقل المساعدات بحرا سيكون جزءا من مشروع لاختبار جدوى الطريق البحري إلى غزة.
وأفاد مصدر مطلع لرويترز -أمس الأربعاء- أنه من المتوقع أن تبحر مساعدات إنسانية من قبرص لغزة في الأيم المقبلة. وقال المصدر لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "إنهم يريدون إرسال المساعدات قبل بداية شهر رمضان" يوم الأحد.
ولم يتضح بعد الدولة التي ستقدم المساعدات أو مكان وصولها أو كيفية توزيعها.
ومن المقرر أن تصل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى قبرص في وقت متأخر من غد الخميس، كما تزور الجمعة ميناء لارنكا، الذي تحدد كنقطة انطلاق لشحنات المساعدات.
وتقع قبرص على بعد 370 كيلومترا شمال غربي غزة في البحر المتوسط وهي أقرب دولة في الاتحاد الأوروبي إلى القطاع المحاصر.
وأصبح إيصال المساعدات إلى غزة أمرا ملحا مع تفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة هناك مع تسجيل 20 وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية.
وفي هذا السياق قال منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن المنظمة ستقيّم يوم الخميس كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في شمال القطاع.
وتحذر الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، يمثلون ربع السكان، على حافة المجاعة.
وقال جيمي ماكجولدريك إن الأمم المتحدة تضغط على إسرائيل منذ أسابيع لاستخدام طريق على السياج الحدودي مع غزة، وإنها تلقت قدرا أكبر من التعاون من إسرائيل في الأسبوع الماضي حسب تعبيره.
وأضاف ماكجولدريك أنه "بمجرد دخولنا غزة، سنُترك بعد ذلك للمضي وحدنا"، مضيفا أن الأمم المتحدة ستجري تقييما للطريق الجديد المحتمل يوم الخميس للتحقق من حالة الطرق داخل غزة لضمان عدم وجود ذخائر غير منفجرة وتحديد النقاط المناسبة لتوزيع المساعدات".
وأوضح المسؤول الأممي أن استخدام هذا الطريق للوصول إلى شمال القطاع يتيح لقوافل المساعدات تجنب الطرق المقطوعة وتردي الوضع الأمني داخل القطاع.
ويمكن للمساعدات حاليا أن تصل إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل. وأوضح ماكجولدريك أن الخطة تهدف إلى تفتيش قوافل المساعدات عند المعبرين ثم مرافقتها عبر إسرائيل على طول طريق عسكري إلى قرية بئيري الحدودية الإسرائيلية.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد علق تسليم المساعدات إلى شمال القطاع في فبراير/شباط الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وكانت منطقة داور النابلسي في مدينة غزة قد شهدت الأسبوع الماضي مجزرة استشهد فيها 116 فلسطينيا عندما فتحت قوات الاحتلال النار على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مواد غذائية من شاحنات المساعدات.