الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:26 PM
المغرب 4:54 PM
العشاء 6:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4
إصابة 3 أطفال إثر إلقاء الاحتلال قنبلة على عيادة تشهد حملة تطعيم لشلل الأطفال شمال مدينة غزة

من الدرجة الأولى

انعدام الدواء والنزوح خطران يهددان حياة فتاة مصابة بداء السكري

نازحون في غزة - ارشيفية
نازحون في غزة - ارشيفية

تقرير راية - أماني شحادة

"كانت أمي تصحى عليّ في الليل وتلحقني قبل ما أفوت غيبوبة"، تقول هنية وشاح التي تعيش صراعًا يوميًا خوفًا من انقطاع ما تبقى لها من الدواء الذي يبقيها على قيد الحياة، وعجز العالم عن توفير الأدوية لقطاع غزة الذي يعاني ويلات الحرب الإسرائيلية منذ خمسة أشهر.

مظاهر الألم تبدو جليّة على محياها، وشاح التي تبلغ من العمر (19 عامًا) فقط، تكابد مرض السكري من النوع الأول والذي كشّر عن أنيابه خلال الحرب الشرسة وأوصلها حالة صعبة ومضاعفات علّقت آمال النجاة أمامها.

ويعاني أكثر من 60 ألف مريض بالسكري من انعدام الرعاية والإمدادات الطبية والمرافق الصحية اللازمة لتلقي العلاج، وفق منظمة الصحة العالمية في 21 نوفمبر 2023.

وفي رواية وشاح التي تتسم تفاصيلها بالحزن والوجع، قالت لـ "رايـــة": انقطع علاج الأنسولين والأقلام من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" والمؤسسات، منذ بداية الحرب، لكني كنت قد تركت مخزونًا جيدًا من العلاج يكفيني سنة للأمام، كنت بحالة نفسية جيدة بسبب هذا الأمر".

لكن هذا الشعور بدأ يتلاشى بعد انقضاء ثلاثة أشهر من الحرب، وذلك بعد اكتشافها فساد العلاج، الذي لم يعد يتجاوب مع جسدها، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم حفظه في ثلاجة، وفق هنية.

وأضافت: "سكري لم يكن ينزل عن 450 وأحيانًا يصير HI والوضع كان جدًا سيء، أمشي وأقع أرضًا، حوّلت إلى قسم الطوارئ في المستشفى وأخذت علاج الأنسولين والمحلول لمدة أسبوع كامل".

واستدركت: "ثم بدأت المضاعفات والأعراض تظهر على جسدي، كنت على وشك أن أصاب بحموضة الدم، لكن اهتمام الدكتور كان من حسن حظي، وجهني لاقتناء علاج الأقلام في مكان ما، لكنه وللأسف لا يكفيني سوى لأيام معدودة لا تصل لشهر!".

لم يكن انقطاع الدواء وحده سببًا لارتفاع وتيرة المضاعفات التي بانت على هنية بعد نزوحها من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوبًا؛ عقب تهديد الاحتلال الإسرائيلي للمخيم وإخلائه من سكانه، هذا الأمر وضعها في أيام صعبة قد لا تنسى دقائقها.

وأشارت إلى أنّه "كانت فترة النزوح صعبة جداً مع عدم توفير العلاج وتعرضت لمضاعفات وكانت أمي تصحى عليّ في الليل وتلحقني، فتت أكثر من مرة في غيبوبة سكري، وكل الوقت سكري طالع نازل مع الخوف والتوتر".

 وشكت وشاح من قلة النظام الصحي والغذائي، مبيّنة: "الأكل صار كلو معلبات مفيش خضروات ولا ففواكه ولا أي إمكانية للتوفير، الوضع صعب ومن سيء إلى أسوء لكن الحمد لله".

وسط هذا كله فالأنسولين الذي توفره المستشفيات لا يشكل علاجًا للفتاة هنية وشاح ولا يخفف عنها ألمها، ولا حتى الأقلام بطيئة المفعول، ما يرفع من وتيرة الأثر النفسي والصحي لها، في ظل الأنباء المتواترة عن توقف الخدمات الحيويّة فإن الخطر يحدّق بها وأمثالها من مرضى السكري.

"مش عارفة من وين أوفر علاجي يلي رح ينتهي كمان يومين، شو رح يصير فيّ"، سؤال يجول في خاطرها طول الوقت، أمام مستشفيات القطاع التي تعاني نقصًا حادًا وعجزًا في الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفيرها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أحداث 7 أكتوبر 2023 وبدء الحرب على غزة قلّصت عدد الشاحنات الطبية التي تدخل غزة من 500 شاحنة يوميًا إلى الصفر على مدى أسابيع، ثم بدأت الشاحنات تدخل بأقل من ربع عددها، مضيفة أن ندرة علاج الأمراض المزمنة والمياه المعدنية والمواد الغذائية صعّبت على مرضى السكري التحكم بنسبة الغلوكوز في الدم.

Loading...