نداءات أخيرة لمنع كارثة مجاعة في غزة
مع استمرار الحرب على قطاع غزة لليوم ال 138 على التوالي لا تزال الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، وتلوح مجاعة في الأفق مع استمرار إسرائيل منع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية للقطاع، ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية ويواجهون شبح المجاعة، وحذرت المنظمة الأممية للطفولة (يونيسيف) من أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.
وعلى وقع هذه الظروف المأساوية، أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع المحاصر حتى تسمح الظروف بتوزيع "آمن".
وأوضح البرنامج الأممي -في بيان- أن "قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يُتخذ استخفافا" بالنظر إلى إدراك معنى "تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا".
وسبق أن أوقف برنامج الأغذية العالمي -قبل 3 أسابيع- إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، بعد ضربة إسرائيلية أصابت شاحنة له، قبل أن يستأنف شحناته، لكن منذ ذلك الحين تعرضت شاحناته لعراقيل عدة بينها أن هناك قصفا استهدفها في ظل "العنف والفوضى" وفق ما جاء بالبيان.
كما أعلن البرنامج -في وقت سابق- أن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الحرب، مؤكدا أن خطر تشكل مجاعة في مناطق بالقطاع لا يزال قائما، وأن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وباتوا يواجهون خطر الموت جوعا.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج الأممي في الشرق الأوسط عبير عطيفة إن من الصعب الوصول إلى أماكن تحتاج للمساعدات، خاصة شمالي القطاع.
من جهته قال صندوق اليونيسيف في بيان إن قطاع غزة بات على وشك أن يشهد انفجارا في عدد وفيات الأطفال نتيجة الأزمة الحادة بالتغذية، مشيرا إلى أنه يمكن تفادي تلك الأزمة والمشكلات الصحية إذا توقف الصراع.
وطالب المدير الإقليمي للإعلام باليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط عمار عمار بفتح جميع نقاط العبور إلى قطاع غزة، ودخول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى جميع أنحاء القطاع.
وأوضح عمار -في مقابلة مع الجزيرة- أن نحو 90% من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية، لافتا إلى أن المساعدات لم تصل إلى شمال القطاع منذ أسابيع، محذرا من أنه إذا لم يتغير الوضع على الأرض فسنشهد الأسوأ.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان أن المجاعة تتعمق في القطاع، وحذر من كارثة يروح ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء.
وأضاف المكتب في بيانه أن الاحتلال بدأ تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش، وصولا للمجاعة منذ بدء حرب الإبادة، ودعا روسيا والصين وتركيا، وكل دول العالم الحر والمنظمات الدولية، إلى كسر الحصار والضغط لوقف حرب الإبادة الجماعية.
وطالب البيان بوقف فوري وعاجل لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء.
وقد أظهرت مشاهد عديدة تجمع الآلاف من المواطنين بمنطقة الشيخ عجلين على شارع الرشيد غربي مدينة غزة، بانتظار وصول عدد محدود من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الطحين.
وتوثق الصور حجم ومستوى المجاعة التي وصل إليها السكان، حيث توافد الآلاف منهم إلى هذه النقطة رغم معرفتهم بوجود آليات الاحتلال تطلق النار والقذائف باتجاه كل من يصل المكان. وفي النهاية لم يحصل معظم المتجمعين على مرادهم بسبب محدودية المساعدات.
وحذّرت الأمم المتحدة -الأسبوع الماضي- من أنّ النقص المُقلق في الغذاء وسوء التغذية المتفشّي والانتشار السريع للأمراض عوامل قد تؤدّي إلى "ارتفاع كبير جدا" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزّة.
ويعاني ما لا يقلّ عن 90% من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزّة مرضا معديا أو أكثر، وفق تقرير صادر عن اليونيسيف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي.
ويقول مايك راين المكلّف بالأوضاع الطارئة في منظّمة الصحّة العالميّة إنّ "الجوع والمرض مزيج قاتل".
ويأتي ذلك مع مواصلة الاحتلال عدوانه على القطاع المحاصر، في ظل وضع بات أهالي غزة، لاسيما شمال القطاع، يكابدون فيه مجاعة تهدد من نجا من القصف بالموت جوعا.
ويترافق ذلك مع دعوات ومناشدات بضرورة إنقاذ الناس -لاسيما الأطفال- والسماح بدخول المساعدات بما يخفف من هذا الوضع الذي يوصف بالكارثي.
كما وثقت تقارير صحفية، في وقت سابق، جوانب من كفاح الأهالي اليومي من أجل تدبّر وجبة طعام، بينما يقول بعضهم إن أعلاف الحيوانات التي كانت تطحن ويصنع منها بعض الطعام هي أيضا قد نفدت.