الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

وسط الحرب

نساء غزيّات يصنعن "حفاظات أطفال" من مواد صحية بسيطة

مشروع نسوي لإنتاج حفاظات الأطفال في غزة
مشروع نسوي لإنتاج حفاظات الأطفال في غزة

تقرير راية - أماني شحادة

تنظر النساء الفلسطينيات للأمور دائمًا بعين الصواب والإبداع، يأخذن شكل الحياة من منظور مختلف مليء بالتفاصيل ورؤية ما يحمله الواقع.

تجبر الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة في ظل الحرب عليه منذ خمسة أشهر، النساء، على ممارسة الأعمال من أجل الإسهام في إعالة أسرهن وتحسين الدخل، لكن الواجب الوطني قاد بعضهن للعمل بشغفٍ وحب من أجل التخفيف من عبء الحياة على الجميع.

هذا تمامًا ما حاولت ميساء القططي، شرحه في حديثها لـ "ِرايـــة" عن مشروعها القائم لإنتاج قطع حفاظات الأطفال "البامبرز"، والذي سرعان ما رأى النور وتكدست حوله الأمهات، عندما قالت: "هناك شح واسع في حفاظات الأطفال، وهو حديث الأمهات والآباء في كل مكان، هذا النقص جعلني أبتكر فكرة جديدة داخل مركز الخياطة لمساعدتهم وسد حاجتهم في اقتناء البامبرز".

واستدركت أن استيراد المنتجات توقف مع بدء الحرب على غزة والحصار عليها، ما قادها للعمل على الفكرة بقوة وإشباع بعض من حاجة السوق للحفاظات "البامبرز".

وفي مركز الخياطة "ميرفي"، الذي تديره القططي، وصفت طريقة صنع المنتج والذي أبهر الجميع، مبينة أن مكوناته تعتمد بشكل أساسي على مواد بسيطة دخلت غزة عبر قوافل المساعدات وهي: "لباس كورونا الطبي الذي يمنع دخول الماء أو تسريبه، والقطن والشاش الطبي"، يتم تحويلهم بشكل جيد ومعقم ثم يدخل ماكينة خياطة ليخرج بشكله النهائي على هيئة حفاظات أطفال.

أما عن جودة المنتج الذي تصنعه النساء العاملات والتي تشكل النازحات نسبة لا بأس بها داخل المركز، أوضحت القططي أن "الجودة لا تناسب الجودة العالمية بالتأكيد ولكنها جودة بأقل تكلفة تناسب وضع غزة الذي نعيشه الآن، استطعنا أن نصنع شيء من لا شيء"، مفيدة بأن معدل الانتاج اليومي 500 قطعة ولكنها لا تغطي السوق، موضحة أيضًا حاجة المشروع للإمكانيات التشغيلية والتأسيسية من أجل رفع وتيرة العمل واللحاق بكمية الطلبات.

فتح هذا المشروع الباب لأن تعمل النساء كمحاولة للنجاة من كل ما يحدق بهن جرّاء حرب الإبادة التي تنهش أجساد ونفسيات الجميع، "قدرنا نساعد بتوظيفهم ليكونوا قادرين على الصرف على عائلاتهم، ونتمنى أن يكون لنا مصنع كامل يشجع الإنتاج المحلي ويغطي حاجة الجميع ويوظف عدد كبير من العاملين وسط الظروف الصعبة"، وفق القططي.

ويعتبر الطلب على السلع التي يصنعها المركز عاليًا مقارنة بحجم مدينة رفح جنوب قطاع غزة وعدد السكان والنازحين فيها، وما يجذب المواطنين أيضًا هو تكلفته على المستهلك بأسعار بسيطة جدًا تتراوح ما بين 1 إلى 2 شيقل مقارنة بما يباع بالسوق إذ يصل سعر القطعة الواحدة 5 شيقل.

وتوافق الرأي المواطنة سعاد فتحي، أمٌ لطفلتين، والتي روت لـ "رايـــة" معاناتها، سابقًا، في البحث والحصول على الحفاظات وشرائها بأسعار جنونية لا تتحمل عبئها في بعض الأحيان.

وقالت: "كنت أهمل هم المصروف الذ أخصصه لشراء الحفاظات بسعر عالي جدًا، معدل القطع التي أحتاجها يوميًا تتراوح من 3 إلى 5 قطع، كنت أقتصد قدر الإمكان ولكن الأمر صعب على طفلتي".

وعبّرت سعاد عن سعادتها حين ارتادت المركز وابتاعت الحفاظات "البامبرز" بسعر مقبول لدخلها البسيط "زحت عن كتفي جبلًا، النفقة كانت عالية جدًا والبحث كان معقدًا لعدم وجود المنتج في الأسواق".

وإلى جانب إتاحة الفرصة للنساء وتمكينهن في المجتمع، قالت بسمة قشطة من سكان مدينة رفح، إحدى العاملات في مركز ميرفي للخياطة، "العمل هنا ممتع لأننا نقوم بصنع منتج بأيدينا، وطنيًا بسيطًا في ظل هذا الوضع، خاصة أنه غير متوفر ومطلوب بشدة"، متمنية أن تستطيع هي والعاملات في المركز توفيره للجميع.

وأردفت "الوضع المادي عند الكثير من المواطنين بحالة يرثى لها، ومن الطبيعي أن أكون راضية جدًا بما أنتجه وبهذا السعر البسيط مقارنة بسعر المنتج في الأسواق التي لا يستطيع تحمل تكلفتها الكثيرين".

اليوم، حين تنظر ميساء القططي والعاملات في المركز للخلف يشعرن بفخرٍ لما وصلن له، الآن يدرك الجميع أن للفلسطينيات قوة لا يمكن لأحد التعدي عليها، رسالة الصبر والثبات التي تصدرها هؤلاء النساء باتت على مرأى العالم، لا ينتظرن من أجلها شكر إنما إسناد وطنهن الذي يستباح من احتلال وحشي.

Loading...