الخارجية: مجاعة حقيقية في شمال القطاع وسط ضجيج عالمي عن المساعدات
تواصل اسرائيل زراعة ونشر مختلف اسباب الموت أو التهجير للمدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام ٦٧ عامةً وبشكل خاص في قطاع غزة، وتوسع من دوائر الموت لكل فلسطيني أينما وجد في قطاع غزة سواء في المستشفيات كما هو حاصل حالياً في مجمع ناصر الطبي في خانيونس أو مراكز ومدارس الايواء أو في خيام النازحين أو للاعداد التي بقيت في منازلها غير المدمرة والتي لا زالت تعيش تحت القصف الوحشي خاصة في وسط وجنوب قطاع غزة، حيث تحشر قوات الاحتلال غالبية سكان القطاع في منطقة جغرافية ضيفة يطاردهم فيها شبح الموت أو النزوح مجدداً أو التهجير خارج القطاع، في ظل شح الاحتياجات الأساسية الإنسانية وتعطيل جميع المراكز التي تقدم الخدمات للمواطن.
في هذا الإطار تحذر الوزارة وفي غمرة الانشغال الدولي بما تتعرض له منطقة رفح من تجاهل المجاعة الحقيقية التي يعاني منها أكثر من 500 الف مواطن فلسطيني يعيشون في شمال القطاع، تقطعت بهم السبل ولا زالوا يتعرضون لموجات متلاحقة من القصف دون سابق انذار، وكما تطاردهم قذائف الطائرات والدبابات يسيطر عليهم شبح الموت بالمجاعة، فعلى سمع وبصر العالم أكلوا من جميع المواد المخصصة للحيوانات والمواشي حتى نفذت في ظل غياب أي كميات من الطحين، والارتفاع الفلكي في أسعار بعض المواد الغذائية المتوفرة التي لا يستطيع المواطن شراءها تحت اي ظرف، ووفقاً لشهاداتهم فإن الموت بالقصف اهون من الموت بالمجاعة خاصة أمام حرمان قوات الاحتلال من دخول شاحنات المساعدات للقطاع وقصفها إن دخلت، وغياب كامل لجميع أنواع المواد الغذائية والمياه والأدوية، حيث تحكم عليهم إسرائيل بالاعدام وتختطفهم دون أن تقدم لهم أية مساعدة أو مواد غذائية كشكل بشع من أشكال الإبادة واستخدام الجوع كسلاح في حربها على المدنيين في قطاع غزة، حتى الطحين الممول أمريكياً قام وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش باحتجازه وتأخير دخوله إلى القطاع، ووفقاً لتقارير دولية لا أحد في كامل قطاع غزة لديه ما يكفي من الطعام، وجميع المتواجدين في شمال القطاع ليس لديهم أي طعام.
تؤكد الوزارة أن مئات الآلاف من الفلسطينيين في شمال القطاع ليسوا على شفا المجاعة كما تقول بعض الأوساط، إنما هم حقيقةً يتعرضون لأبشع أشكال المجاعة، وهذا ما يجب أن تبادر بإعلانه بشكل صريح الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، الأمر الذي يستوجب وقفة ضمير واخلاق دولية تؤمن لهم احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، والتعامل مع أوضاعهم باعتبارها مسؤولية كاملة ومباشرة لجيش الاحتلال الذي يدعي أنه يسيطر على شمال القطاع.