جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بعد أسبوعين من قرار محكمة العدل الدولية
رصد تقرير أعده كل من مركز بيسان للبحوث والإنماء، والهيئة الفلسطينية للدبلوماسية العامة، جرائم الاحتلال بعد الأسبوعين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية القاضي؛ بمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية، ومنع ومعاقبة التحريض العلني على الإبادة الجماعية، وضمان وصول المساعدات والخدمات للفلسطينيين. واستعرض التقرير أعمال الإبادة الجماعية المستمرة.
على مستوى أعمال القتل والتسبب في الأذى الجسدي أو العقلي الخطير، رصد التقرير قتل جيش الاحتلال حوالي 1,979 فلسطينيًا (من بينهم 700 طفل و400 امرأة)، وإصابة 3,124 آخرين، ليصل إجمالي عدد عمليات القتل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 28,064 على الأقل، والإصابات إلى 67,611.
فيما عُرف مصير الطفلة هند رجب (6 سنوات) وأسرتها وفريق المسعفين الذي ذهب لإنقاذها، ولسوء الحظ، قُتلوا جميعاً على يد قوات الاحتلال في غزة، ففي 10 شباط/فبراير عُثر على الطفلة هند مقتولة وسيارة الإسعاف التي ذهبت لإنقاذها مدمرة، واستشهد رجلا الإسعاف يوسف زينو وأحمد المدهون، جراء هجوم نفذه جنود الاحتلال، على الرغم من وجود تنسيق مسبق لخروج سيارة الإسعاف.
وفيما يتعلق بعمليات التهجير القسري وفرض ظروف معيشية تؤدي إلى الدمار المادي، استعرض التقرير استهداف قوات الاحتلال المتواصل للقطاع الصحي في غزة، إذ اعتقلت 8 أفراد من الطاقم الطبي في مستشفى الأمل، بينهم 4 أطباء، و4 مرضى، و5 من مرافقي المرضى.
وأشار التقرير إلى أنه، بدءًا من السابع من شباط الحالي، لا يوجد أي مستشفى يعمل بشكل كامل في قطاع غزة، مع وجود 13 مستشفى يعمل جزئيًا من أصل 36، فيما أصبح مستشفى الشفاء يعمل بطاقة جزئية، بعد أيام من هجمات إسرائيلية مركزة في محيطه.
أما مستشفى الأمل في خان يونس فلا يزال يتعرض للحصار وهجمات الاحتلال لليوم الواحد والعشرين على التوالي، وقد أبلغ الهلال الأحمر عن تهجير قوات الاحتلال لـثمانية آلاف مواطن يوم 5 شباط، كانوا قد لجأوا إليه من مناطق تم استهدافها سابقًا، وفي هجوم يوم 9 شباط على المستشفى أضرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بممتلكات المستشفى، وقامت بالاعتداء بالضرب والتحقيق مع طاقم المستشفى، قبل أن تعتقل 8 من طواقم الهلال الأحمر العاملة فيه، إضافة إلى 4 مرضى و5 مرافقين للمرضى.
ومن انتهاكات الاحتلال التي رصدها التقرير، استشهاد رجل الإسعاف محمد العمري، من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، في 8 شباط. فيما أصيب عدد آخر من طواقم الإسعاف، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على سيارة الإسعاف التي كانت تقل عدد من المرضى، من شمال القطاع إلى جنوبه بمهمة منسقة.
وفي 9 شباط، استشهد 21 فلسطينيًا على الأقل على يد قناصو من قوات الاحتلال، بالقرب من مستشفى ناصر في خان يونس، كما استُهدفت الطواقم الطبية في المستشفى. وفي حادثة أخرى استشهدت طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، على يد قناص من قوات الاحتلال أمام بوابة المستشفى، حينما كانت تحاول إحضار الماء.
كما سلط التقرير الضوء على تعرّض الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، للتعذيب والضرب والمعاملة القاسية- والمهينة أثناء اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فقد ظل عارياً لفترات طويلة، وكُسرت كلتا يديه.
وأشار التقرير إلى عدم إمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة شمال وادي غزة. فيما يواجه 2.2 مليون شخص في غزة خطر المجاعة الوشيك (378,000 شخص في المرحلة الخامسة، يعانون من نقص شديد في الغذاء، و939,000 شخص في المرحلة الرابعة من مستويات الطوارئ)
واستدل التقرير على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتعلقة بالتهجير القسري بتصريح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي غالانت: "نحن نحقق أهدافنا في خانيونس، وسنصل أيضًا رفح، ونقضي على عناصر الإرهاب التي تهددنا"، علمًا أنه خلال الأسبوع الماضي، وسعت قوات الاحتلال هجومها العسكري باتجاه رفح التي تؤوي أكثر من 1.3 مليون فلسطيني، منهم 600 ألف طفل، مما يجعلها أكبر مخيم للاجئين على وجه الأرض.
واستعرض التقرير المساعدات اليومية التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوعين التاليين للقرار، ذاكرًا أنه تم إدخال مساعدات يومية إلى غزة أقل مقارنة بمتوسط الشاحنات اليومية التي دخلت غزة قبل 26 كانون الثاني/يناير.
في حين كان معدل الشاحنات التي تدخل يوميا لقطاع غزة قبل 7 تشرين الأول، حوالي 500 شاحنة في المتوسط، وفي الأسبوع من 19 إلى 25 يناير، دخلت 156 شاحنة يوميًا في المتوسط، بالمقابل دخلت 103 شاحنة يوميًا في الفترة ما بين 27 و9 فبراير 2023. وأفاد التقرير أنه لم تصل أي معونات شمال وادي غزة منذ 27 كانون الثاني، باستثناء 9 شاحنات بتاريخ 6 شباط.
وفيما يتعلق بملف الأونروا، تواصل حكومة الاحتلال خططها لإغلاق الأونروا، على الرغم من تحذيرات منظمات حقوق الإنسان من الآثار الكارثية لهذه الخطوة على حياة الفلسطينيين.
كما تستهدف قوات الاحتلال الشرطة المدنية، ما يؤدي إلى إعاقة إيصال المساعدات. وخلال الأسبوعين التاليين لقرار المحكمة الدولية، حاول حاول عدد من المتظاهرين الإسرائيليين منع شاحنات المساعدات الإنسانية من الدخول إلى غزة عند معبر كرم أبو سالم.
وبخصوص التحريض العلني على الإبادة الجماعية، بيّن التقرير، أن مدعي عام الاحتلال الإسرائيلي لم يوجه أي اتهامات ضد أي إسرائيلي بسبب إصداره بيانات إبادة جماعية. في حين تفاخر يهودا فالد، ضابط عسكري في جيش الاحتلال، بإحراق منازل الفلسطينيين في غزة. ونشر أحد جنود الاحتلال على الفيسبوك مقطع فيديو يقول: "النكبة ستكون ذكرى جميلة مقارنة بما ينتظرهم... نحن أبناء يشوع الذين غزونا هذه الأرض من سبعة شعوب مختلفة.... إنهم ليسوا حيوانات بشرية فقط وهم أيضا أغبياء". فيما يواصل جنود الاحتلال تصوير أنفسهم وهم يرتكبون جرائم في غزة.