الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

دعم نفسي

خاص: متطوع يخطف أنظار الأطفال في غزة بأجوائه الحماسية

دعم نفسي لأطفال غزة داخل مراكز الإيواء
دعم نفسي لأطفال غزة داخل مراكز الإيواء

تقرير راية - أماني شحادة

دعم نفسي للأطفال في مراكز الإيواء.. متطوع يخطف أنظار الأطفال بأجوائه الحماسية وسط أصوات القصف الإسرائيلي

ساحة كبيرة مكشوفة بلا سقف، يركض فيها أطفالٌ يكسو الغبار أرجلهم التي استقرت في ملاذها الأخير عقب نزوحهم بالإجبار من بيوتهم الآمنة، يأكل البرد ليلًا أجسادهم لكنه لا يضاهي ما عانوه حين نجوا من تحت ركام منازلهم أو هربًا من وسط القذائف التي قتلت أعمارهم، ويتوسط هؤلاء شاب طويل القامة يضع الألوان المفرحة على وجهه وملابسه، ابتسامته تنعكس في صرخات الأطفال الفرحين بما يقدمه لهم في أجواء حماسية حينًا وعلاجية حينًا آخر.

يصف العشريني محمد أبو ربيع، أول مرة وطأت قدماه مراكز الإيواء وسط قطاع غزة، باسم متطوعٍ في مجال الدعم النفسي للأطفال، تغمره مشاعر كثيرة كالدهشة لما آلت إليه نفوسهم لعدم مقدرتهم كبح الفرح في صدورهم صوب الألعاب البسيطة التي مثّلت أمامهم وشاركوا بها رغم ما تعرضوا له من موت ودمار وحرمان على مدار خمسة شهور.

ويشهد قطاع غزة جنوب فلسطين المحتلة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، حربًا طاحنة راح ضحيتها، وفق وزارة الصحة، أكثر من 28 ألف شهيد و67 ألف مصاب، غالبيتهم أطفال، وأكثر من مليون ونصف المليون نازح في مناطق مختلفة من القطاع الذي يبلغ مساحته 365 كم وعدد سكانه 2.3 مليون فردًا، يفتقدون الماء والطعام الصحي والأدوية المطلوبة لآلاف الحالات المرضية، بالإضافة لفقدانهم الشعور بالأمان والدعم النفسي الذي قد يخفف عنهم وطأة الموت الذي يلاحقهم.

يقول أبو ربيع في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، إنني "تطوعت في مجال الدعم النفسي للأطفال، أقوم بعملي في مراكز الايواء بمنطقة دير البلح في المنطقة الوسطى، عن طريق الأنشطة الحركية والموسيقى والفنون العلاجية وغيرها".

أما الشعور الأساسي الذي يدفعه للتطوع هو إيمانه بقدرته على تقديم شيء لهؤلاء الأطفال النازحين من مناطق متفرقة، وحاجتهم للتدخلات المهمة كالأنشطة التي تساعد في علاجهم نفسيًا وتخفف من شعورهم بالصدمات خلال فترة الحرب، إذ قرر أن يكون جزءًا بسيطًا لما يبنى عليه هؤلاء بعد الحرب، بحسب قوله.

واستدرك أبو ربيع " خلال الحرب لا يوجد أي متنفس للأطفال، لا كهرباء ولا انترنت ولا ملاعب ولا مدارس، فكانت فكرتنا عبارة عن خلق مساحة ترفيهية لهؤلاء الاطفال تذكرهم بطفولتهم وتكون تمهيدًا لتدخلات ما بعد الحرب".

هذا العمل كان محطة لاكتشاف ما يعانيه أطفال غزة من الحرب، إذ أشار إلى أن "أكثر فئة تضررت وسط كل هذه الأحداث هم الأطفال، لاحظنا خلال مشاركتهم اللعب وجود سلوك عدواني بدأ ينشأ عند أغلبهم وهذا نتيجة طبيعية للظروف غير الطبيعية التي يعيشونها".

ويضيف: "تحول جزء كبير منهم لباعة متجولين وجزء لمتسولين بعد أن كانوا في مدارسهم وبيوتهم ويقومون بواجباتهم الدراسية كأي طفل في هذا العالم وفق اتفاقية حقوق الطفل".

ومن الطبيعي في هذا الحال أن تجد الأطفال في شوارع القطاع متسولين أو بائعين بسبب حاجة عائلاتهم لمدخول يومي يلبي أبسط مقومات الحياة وهو الطعام والشراب كي يبقوا على قيد الحياة، بعد أن توقفت جميع موارد الحصول على المال ووقف العمل بسبب الحرب القائمة.

لم يبقى المشهد على حاله داخل الساحة التي يعلوها أجواء اللهو والنشاط، تدخلت إسرائيل لتنغص معيشتهم وتذكرهم بأنهم يعيشون أسوء أيام حياتهم، قصفت بطائراتها الحربية قرب مركز الإيواء الذي يعمل به محمد أبو ربيع، بدأ الفزع والهلع بين الأطفال الذين سرقتهم ساعة اللعب من كل شيء مخيف.

وفي رواية محمد، تظهر المباغتة أنّ الجميع يصرخ خوفًا، أما هو "بدأت أرفع صوتي بالغناء واللعب حتى أُشتت أصوات القصف والخائفين إلى أن أعاروني انتباههم واستمر النشاط كالمعتاد".

يأسف محمد أبو ربيع لواقع الحياة التي يعيشها أطفال غزة، متأثرًا بطفلة صغيرة مصابة ترقد في مستشفى الأقصى في دير البلح وسط القطاع اسمها "مريم مطر"، يقول: "كنت أزورها باستمرار، طفلة بعقل كبير وقلب واسع يتسع لعالم بأكمله، تحب الرسم وتستطيع النقاش وكأنها بالغة، كنت أحب ابتسامتها جدًا".

فقد الاتصال بها لاحقًا؛ لاضطرارها ترك المشفى بعد تهديد الاحتلال مربعًا سكنيًا قريبًا، مؤكدًا محمد أبو ربيع على توخيه الحذر هو وزملائه المتطوعين خلال تحركاتهم وعملهم لأن الاحتلال لا يفرق بين أحد، ويرمي صواريخه دون إنذار على كافة الأماكن في القطاع.

Loading...