الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

60 ألف سيدة

خاص: مأساة غير مسبوقة للنساء الحوامل في غزة

سيدة في غزة - ارشيفية
سيدة في غزة - ارشيفية

رفح - مراسل راية

تعيش النساء الحوامل في مناطق النزوح بقطاع غزة، ظروفا مأساوية للغاية خلال الحرب الإسرائيلية الوحشية المتواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر.

معاناة الحامل في الظروف الطبيعية كبيرة، فكيف ستكون خلال حرب غير مسبوقة على القطاع، نزح فيها غالبية السكان عن منازلهم قسرا، ويعيشون في الخيام والطرقات والأماكن العامة والمدارس.

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يوجد 60,000 سيدة حامل مُعرّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية. فيما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن هناك 180 ولادة جديدة يوميًا بالقطاع. ومن المتوقع أن يواجه حوالي 15 بالمئة من هؤلاء الأمهات الحوامل مضاعفات تتعلق بالحمل أو الولادة ويحتجن إلى رعاية إضافية.

نداء من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، حامل في الشهر التاسع، وقد شارفت على وضع مولودها الجدبد في مكان نزوحها مع عائلتها بمنطقة دير البلح وسط القطاع، في ظل ظروف مريرة.

تقول نداء لـ"رايــة" بصوت يملؤه التعب والألم: "دخلت في شهري وممكن أضع مولودي بأي لحظة، لا مكان نستقر فيه ولا شيء متوفر، خايفة يصير معي شيء أو أولد ولا يوجد مستشفيات للولادة الآن".

وكانت نداء تتابع مستجدات حالتها وميلادها قبل الحرب لدى أحد الأطباء والذي أعلمَها بعد فحصها أنها تعاني من نقص في الفيتامينات، وتلقت الأدوية والأغذية اللازمة لذلك، لكنها لم تعد متوفرة حاليا.

ومع استمرار الحرب واشتداد الحصار والأزمة الإنسانية، لا تجد نداء الغذاء المناسب والمياه النظيفة الصالحة للشرب؛ بسبب عدم توفرها.

نداء هي أم لطفلين وتنتظر الثالث الذي لم تعرف جنسه حتى الآن، تصف هذا الحمل بأنه الأصعب رغم تعبها في الأول والثاني. 

"النفسية صفر وبنعيش بخوف وقلق بكل وقت. طلعنا نجري أنا وأولادي لما نزحنا من بيتنا واحنا مش عارفين وين نروح (..) تعبنا تعبنا". أضافت نداء ودموعها تنهمر.

ولم تتمكن نداء حتى قبل ميلادها بأيام قليلة وربما ساعات، من تجهيز ملابس ومستلزمات مولودها. وقالت بنبرة مرهقة: "ما حضرت شيء وكل أغراض أولادي ضلوا في بيتنا بعد ما طلعنا مثل ما احنا وما توقعنا أنها (الحرب) تطول. حتى لو بدي أحضر لا يوجد شيء في السوق. من وين بدنا نجيب (..) لا عارفين نرجع على بيتنا ولا نشتري".

وتضع الحوامل بغزة مواليدهن في ظروف معقدة وصعبة للغاية في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة. وبحسب منظمة "اليونيسف"، فإن 20 ألف طفل ولدوا بقطاع غزة، في خضم الحرب، مشيرة إلى أن وضع النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في القطاع "لا يُصدق"، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة من أجلهم.

 نداء ليست الوحيدة، إنما هي واحدة ضمن آلاف الحوامل اللاتي يعانين بشدة، ومثلها الشابة العشرينية إيناس التي التقيناها في رفح بعدما نزحت إليها من حي النصر بمدينة غزة.

إيناس حامل في الشهر السادس، للمرة الثانية منذ زواجها قبل ثلاث سنوات، وصفت أيضا هذا الحمل بأنه أصعب بمراحل من الأول؛ بفعل الظروف التي فرضتها الحرب.

تقول ايناس لمراسل "رايــة" إنها تعيش وضعا صعبا وحالة نفسية سيئة بسبب قلة الطعام والتغذية وتلوث المياه والهواء ودخان القصف والحطب الذي تستخدمه لطهي الطعام في ظل عدم توفر غاز الطهي لديهم.

ليس ذلك فحسب، بل الواقع أشد إيلاما، لا سيما في ظل الأجواء الباردة والأمطار والرياح، ونقص الأغطية والملابس الشتوية وعدم توفر وسائل للتدفئة سوى النار الضارة للجنين.

وتضيف الأم النازحة مع عائلتها في غرفة مستأجرة من الاسبست: "لا يوجد لدينا ملابس شتوية، نزحنا بسرعة تحت القصف والصواريخ، بملابس صيفية". وهذا حال غالبية أهالي القطاع الذين لم يتوقعوا أن تطول الحرب لهذا الوقت من العام، الذي يعرف دائما بأنه شديد الأمطار والبرودة.

وحتى الآن لم تجهز إيناس أي من مستلزمات جنينها، ولم تفكر كثيرا في ذلك، في ظل معاناتها وزوجها مع طفلهما الأول الذي ساءت حالته النفسية كما أطفال القطاع كافة، ولا يجدان له احتياجاته اليومية على رأسها الحفاضات.

ونتيجة لضخامة الطلب وقلة العرض، باتت مستلزمات الطفل سواء الحفاضات أو الحليب شحيحة للغاية وارتفع ثمنها بنحو عشرة أضعاف، في أسواق مدينة رفح التي تحتضن أكثر من مليون وثلاثمئة ألف نسمة، ما يزيد عن مليون منهم نازحين ويعيشون أوضاعا إنسانية كارثية.

تجدر الإشارة إلى أن هناك. الآلاف من النساء الحوامل ما زلن في مدينة غزة وشمال القطاع، حيث تعاني هذه المناطق وفق الجهات الرسمية والأممية والدولية من مجاعة وكارثة إنسانية حقيقية على مختلف الأصعدة.

ويأمل أهالي قطاع غزة أن تنتهي هذه الحرب، كي يتمكنوا من العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها قسرا منذ عدة أشهر، رغم الدمار غير المسبوق الذي أحدثه جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي طال المنازل والمستشفيات والمساجد وكل المرافق بلا استثناء.

ويعاني النظام الصحي في غزة على مدى أكثر من 17 عاما من الحصار الإسرائيلي على القطاع، مما جعله يكافح من أجل علاج سكانه. مع ذلك، أدت الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى تدمير العديد من أكبر المستشفيات على رأسها مجمع الشفاء الطبي، حيث جعلها الاحتلال أهدافًا لعدوانه.

في وقت مبكر من الحرب، برر الاحتلال عدوانه على مستشفى الشفاء في مدينة غزة، زاعما أنه يضم قاعدة تحت الأرض للمقاومة. وقد ثبت لاحقًا أن هذه الادعاءات كاذبة، لكن ذلك لم يمنع إسرائيل من استهداف المستشفيات الأخرى في جميع المحافظات ولا تزال الهجمات مستمرة.

وتسبب عدوان الاحتلال خلال هذه الحرب بإخراج 30 مستشفى عن الخدمة، وكذلك 53 مركزا صحيا، كما استهدف بشكل جزئي 150 مؤسسة صحية، ودمر 122 سيارة إسعاف، لأمر الذي فاقم المأساة وأدى إلى استشهاد آلاف الجرحى والمرضى وتعريضهم للخطر الشديد وأيضا انتشار الأوبئة والأمراض المعدية من بينها عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي. وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

Loading...