توظيف "بلا أخلاق"
كيف تستخدم إسرائيل "الذكاء الاصطناعي" في إبادة سكان غزة؟
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري خلال حربه على قطاع غزة، حيث وظّف هذه التقنيات كميدان تجارب في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 4 شهور.
د. نور نعيم باحثة فلسطينية في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أكدت أنه بالأساس وُجد الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين نوعية وجودة حياة البشر لإضافة تسهيلات على الحياة اليومية في كل المجالات.
وأوضحت نعيم في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، أن المجال العسكري هو من المجالات التي تتصدر تقنيات الذكاء الاصطناعي حاليا ويتم تركيز توظيف كل أنواع الأسلحة العسكرية بتقنيات ذكية تسمى اسم "تقنيات الذكاء الاصطناعي".
واعتبرت أن المجال العسكري أخطر ما يمكن الحديث عنه من مخاطر وانتهاكات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الطائرات المسيّرة واعتراض الاتصالات وأبراج المراقبة ورصد التحركات وأنظمة التعرف على الوجه وجمع البيانات "البيومترية"، وغيرها.
ولفتت نعيم إلى أن الاحتلال يستخدم الآن في حربه على غزة بعض الصواريخ التي تُسمى "ذكية" أي أنها مدعمة برأس تقني ذكي يتعرف على وجه الشخص وملامحه وتعابيره بأن هذا الشخص هو الهدف المرصود ليتم قصف.
وأضافت: "عند الحديث عن استخدام وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب الإبادة على قطاع غزة؛ فإنه أنتج فهم منحرف قليلا عن ماهية هذه الصواريخ والتقنيات المستخدمة، بل إن اسرائيل توظف التقنيات لتحقيق كمية أهداف كبيرة جدا بغض النظر عن نوعيتها ودقتها، وهو ما يخالف منطق الذكاء الاصطناعي".
وشددت نعيم في حديثها لـ "رايـــة"، على أن اسرائيل تمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة ولكن ليس كما يتم الترويج بأنها استخدمتها لدقة الأهداف وتقليل الأضرار؛ بل على العكس تماما، إذ استخدمتها في جمع البيانات وللتسارع في كمية القصف وتحقيق قوة تدميرية عالية جدا.
وقالت إن لدى الاحتلال الإسرائيلي طائرات مسيّرة بكافة أنواعها لم تغادر سماء قطاع غزة طيلة 18 عاما وهي ترصد كل التحركات في كل شبر بالقطاع، وتعمل هذه الطائرات عبر بعض التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأشارت الباحثة نعيم إلى أن المنظومة العسكرية الإسرائيلية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تم استخدامها في الحرب لتحقيق إبادة حقيقية يُعاقب بها المجتمع الغزي، لافتة إلى أن أول استخدام مُعلن للذكاء الاصطناعي ضد غزة كان في عام 2019.
وتابعت: "عند استخدام التقنيات لإطلاق صاروخ على سبيل المثال فإن الأضرار الجانبية التي تتكبدها توظيف مثل هذه التقنيات على مجملها تكون 5 أفراد، وفي الحرب على غزة تم إزالة هذا الشرط، بمعنى أن الأضرار الجانبية على مقتل المدنيين أصبح مفتوحا".
ولفتت نعيم إلى أن قطاع غزة يقع تحت حصار تقني خانق، والاحتلال يمنع وجود أي تطور داخل القطاع يتم فيه تعزيز المجتمع المدني، وهذا ما يدل على أن فلسطين تعاني من استعمار تكنولوجي عالمي برئاسة إسرائيلية أميركية، في محاولة لتقييد المجتمع الغزي.
وقالت الباحثة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي حديثها، إن أعداد الشهداء المدنيين بغزة الذي وصل إلى 36 ألفا، والقوة التدميرية التي وصلت إلى 70% عبر ما يتغنى به جيش الاحتلال من توظيف لأدوات الذكاء الاصطناعي.
وختمت نعيم حديثها قائلة: "هذه الأرقام في قطاع غزة تدل على أن هذه (بروباغاندا) فقط لاستخدام أدوات عصرية لإبادة جماعية حقيقية لمجتمع مدني أعزل".